مع اقتراب يوم الأرض، استمرار صراع جزر الكاريبي مع أمواج البلاستيك

كان لأعضاء جمعية صيادي غرينتش تاون الخيرية في جامايكا دورٌ فعال في إزالة النفايات العائمة على سطح المياه أثناء تنظيف الشواطئ ضمن مشروع تنظيف ميناء كينغستون في الأول من أبريل/نيسان 2023. الصورة من كريستينا غودفري، مصرح باستخدامها.

أنعيش على كوكبٍ بلاستيكي؟ في منطقة الكاريبي، غالبًا ما تبدو المشكلة عويصة: بلاستيكٌ متكدسٌ في الأخاديد، ونفاياتٌ تملأ المناطق السياحية الجميلة، ومكباتٌ عشوائية للقمامة تواصل الظهور على أرصفة المدن، ونفاياتٌ بلاستيكية تنجرف نحو الشواطئ، وشكاوى عن قلة إزالة وجمع القمامة.

تحت السطح، يواجه الغواصون نصيبهم العادل من البلاستيك حيث يقومون بعمليات تنظيف منتظمة تحت الماء من خلال برامج مخصصة مثل برنامج غوص كوراساو ضد النفايات. تتأثر الحياة البحرية بجميع أشكالها، منها الطيور البحرية، التي يقول العلماء بأنها تعاني من اللدائن الدقيقة.

تغطي سجادة من البلاستيك والنفايات الأخرى الساحل المحاذي لأخدود شوميكر، قبل بدء متطوعي مشروع تنظيف ميناء كينغستون في العمل على تنظيفه يوم السبت الموافق الأول من أبريل/نيسان 2023. الصورة من كريستينا غودفري، مصرح باستخدامها.

إضافة لذلك، غالبًا ما تكون النفايات البلاستيكية مسؤولةً عن تفاقم آثار الفيضانات خلال موسم الأمطار، في المناطق الإقليمية مثل جامايكا وترينداد وتوباغو، وتساهم في حدوث الكوارث الطبيعية. تكاد الآثار الحالية والمستقبلية للسياحة — مصدر آخر للنفايات البلاستيكية — والأنشطة البحرية الأخرى لا تعد ولا تحصى. أشارت أحدث التقارير إلى تصاعد حجم المشكلة في المجتمعات الساحلية واقتصادات الجزر.

وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ينتج نحو 400 مليون طن من البلاستيك عالميًا كل عام، مع تسارع معدل إنتاج البلاستيك منذ سبعينيات القرن الماضي. الإحصاءات مقلقة:

Approximately 36 per cent of all plastics produced are used in packaging, including single-use plastic products for food and beverage containers, approximately 85 percent of which end up in landfills or as unregulated waste.

Additionally, some 98 percent of single-use plastic products are produced from fossil fuel, or “virgin” feedstock. The level of greenhouse gas emissions associated with the production, use and disposal of conventional fossil fuel-based plastics is forecast to grow to 19 percent of the global carbon budget by 2040.

يُستخدم ما يقارب 36% من إجمالي البلاستيك المُصَنّع في التعبئة، بما فيه منتجات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد لحاويات الطعام والمشروبات، وينتهي نحو 85% منه في مدافن القمامة أو كنفايات غير منظمة.

علاوة على ذلك، تُصَنَّع نحو 98% من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من الوقود الأحفوري أو المواد الخام. يتوقع أن ينمو مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبط بإنتاج، واستخدام، والتخلص من المواد البلاستيكية المصنعة من الوقود الأحفوري التقليدي إلى 19% من ميزانية الكربون العالمية بحلول 2040.

فيما تنذر الإحصاءات بالخطر، تُبذل جهود حثيثة على الصعيد العالمي وفي منطقة الكاريبي لإيقاف موجة البلاستيك.

في مارس/آذار 2022، وافق مجلس الأمم المتحدة الخامس للبيئة في نيروبي على العمل على عقد الأمم المتحدة لمعاهدة عالمية للبلاستيك وصياغة اتفاقية دولية ملزمة قانونيًا بحلول 2024. ما زال يتعين حل بعض المشكلات الرئيسية عند اجتماع المفاوضين مجددًا في مدينة باريس الفرنسية من 29 مايو/أيار حتى 2 يونيو/حزيران 2023. تأمل المنظمات البيئة أمثال غرينبيس أن يُبرم اتفاق قوي، مع أولويتين:

An immediate cap on virgin plastic production to 2017 levels, followed by significant, annually increasing reductions in the production and use of plastic.
An end to single-use plastics, starting with the most unnecessary and harmful.

وضع حد فوري لإنتاج البلاستيك الخام لمستويات 2017، يليه انخفاض كبير ومتزايد سنويًا في إنتاج واستخدام البلاستيك.
إنهاء تصنيع البلاستيك ذو الاستخدام الواحد، بدءًا من الأكثر ضررًا وغير ضروري.

تبذل المنظمات غير الحكومية عالميًا قصار جهدها لزيادة الوعي وإيجاد حلول مبتكرة. على سبيل المثال، تعاونت لونلي وايل مع مصمم الأزياء توم فورد لتقديم جائزة توم فورد للابتكار من البلاستيك التي تستهدف نوع محدد من البلاستيك (أكياس البلاستيك الرقيقة التقليدية) وتبحث عن بدائل مستدامة. أُعلن عن الفائزين العام الماضي.

على الرغم من الصورة القاتمة المحيطة بها، من العدل القول إن جزر الكاريبي أيضًا تكافح البلاستيك وتجد جهود هذه الشراكات فعالة.

أثناء جولة للمشروع، يشاهد طلاب مدرسة سانت الويسيوس الابتدائية باهتمامٍ بالغ إحضار مركب حصر النفايات لموقع تفريغ مشروع تنظيف ميناء كينغستون. الصورة من غاريث كوبران، مصرح باستخدامها.

أحد الأمثلة الجديرة بالملاحظة هو مشروع تنظيف ميناء كينغستون، شراكة بين منظمة ذا أوشن كلين أب غير الحكومية العالمية، ومؤسسة غرايس كنيدي الجامايكية، ومؤسسة “مؤانى نظيفة” الجامايكية. جذبت المبادرة الكثير من الداعمين محليًا، بما فيهم القطاع التجاري وغير الربحي. مع استمرار مشروع تركيب 4 حواجز لحصر النفايات — حيث تصب الأخاديد في ثامن أكبر ميناء طبيعي في العالم — أشادت ذا أوشن كلين أب بهذه الجهود عبر تويتر:

المزيد من الأخبار الجيدة من جامايكا!
تواصل الحواجز 008، و009، و010، و011 مكافحة التلوث البلاستيكي في أخاديد كينغستون.
ما زلنا نعمل على تأكيد مقدار ما جُمِع – ترقبوا المزيد من التفاصيل عن تأثير حواجزنا على التلوث البلاستيكي في جامايكا.

منع مشروع تنظيف ميناء كينغستون، الذي يشمل مساهمة الأعضاء في 4 مجتمعات وسط المدينة، دخول 213,980 كيلو غرام من النفايات للميناء بين فبراير/شباط 2022 ومارس/آذار 2023. أخبرت كارولين محفود، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة غرايس كنيدي، جلوبال فويسز عبر البريد الإلكتروني:

The Harbour is undoubtedly a vital natural resource. This project is all about working together with the private and public sector, NGOs and community members, to reduce the pollution of the Harbour and create a healthier environment for the wildlife and people that depend on it. We hope that our efforts here will not only contribute to a healthier Harbour, but also pave the way for a sustainable future that benefits generations to come.

يُعد الميناء مورد طبيعي حيوي بلا شك. يتمحور هذا المشروع حول العمل مع القطاع الخاص والعام، والمنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع للحد من تلوث الميناء وخلق بيئة صحية للحياة البرية والأشخاص المعتمدين عليها. ليس ذلك وحسب، نرجو أيضًا أن تُسِّهم جهودنا في تمهيد الطريق أمام مستقبل مستدام يُفيد الأجيال القادمة.

سبق أن حظرت بعض الحكومات الكاريبية بعض أنواع من البلاستيك، بدأ سريان حظر الأكياس، والقشات البلاستيكية، ومنتجات البوليسترين ذات الاستخدام الواحد في جامايكا في الأول من يناير/كانون الثاني 2019. قال الوزير المسؤول مؤخرًا أنه ثمة حظر آخر قيد الدراسة على المنتجات التي تحتوي على الميكروبيدات، إضافة لحاويات الطعام البلاستيكية المنتشرة التي حلت محل الستايروفوم، لفرضه في العام المقبل. تُطبق أنتيغوا وبربودا أيضًا خطة مماثلة، وستتبعها الدول الكاريبية الأخرى في تطبيق الحظر. مع ذلك، ما تزال المخاوف بشأن اللدائن الدقيقة قائمة، والصورة غير مكتملة.

رغم مخاوف عدم القدرة على إعادة تدوير معظم البلاستيك كليًا في العالم، في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تواصل البلدان الكاريبية مضيها قدمًا في برامج إعادة التدوير الجارية وعرضها المال مقابل تسليم العبوات. يهدف مشروع تجريبي في ترينيداد وتوباغو لإعادة تدوير 20% من العبوات البلاستيكية في البلاد بحلول 2025. جمعت منظمة شركاء إعادة التدوير الجامايكية 125 مليون عبوة (6 مليون رطل أو 2.7 مليون كيلوغرام) في 2022 وتعمل على توسيع نطاق وصولها، بما في ذلك قدرتها على الجمع، هذا العام. قالت المنظمة أن مستودعاتها تتكدس بالعبوات وأنها تلاحظ حماسًا كبيرًا بين المواطنين للمشاركة.

في غضون ذلك، تواصل منظمة جامايكا الاستئمانية للبيئة جهودها المجتمعية لتحسين إدارة النفايات عمومًا. تجاوز عدد المتقدمين لمشروعها لتنظيف الشاطئ بمناسبة يوم الأرض 2023، الذي سيركز على ميناء كينغستون، العدد المطلوب بالفعل.

في حين أن مهمة الحد من التلوث البلاستيكي شاقة، خصوصًا في جزر الكاريبي الصغيرة، يبدو أن المواطنين يرتقون إلى مستوى التحدي على نحوٍ متزايد. مع اقتراب يوم الأرض، قد يتغير الحال.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.