الاتفاق الذي تم توقيعه بين اتحاد المعلمين ووزارة المالية جاء قبل 15 دقيقة من وقت تفعيل قرار محكمة العمل الاسرائيلية, الأمر الذي أنهى الاضراب الأطول في النظام التعليمي الاسرائيلي (أكثر من 60 يوماً). المعلمون حصلوا على زيادة في مرتباتهم [انكليزي] ووعد شخصي من رئيس الوزراء بتخفيض عدد الطلاب في الصف.
مظاهرة للمعلمين أمام وزارة المالية, بينما تستمر المفاوضات الليلية على أمل إنهاء الاضراب المستمر. المصدر.
خلال كفاحهم, استخدم المعلمين مجموعة متنوعة من أساليب الاتصال لنشر رسائلهم وتوصيف نضالهم عبر الانترنت, ان كان من خلال المنتديات النشطة [انكليزي] أو العديد من المدونات على المواقع الاسرائيلية الرئيسية.
شوشي, وهي معلمة علوم, حافظت على مدونة نشيطة ونشرت مؤخراً بودكاست [انكليزي] عن مقابلة لها على الراديو, حيث تصف المشاكل التي تظهر مع المعدل الحالي لعمر المعلمين في معظم المدارس الاسرائيلية – 52. تقول ان معظم الأساتذة الشباب يتركون وظائفهم بعد أربع سنوات, ليسعوا لأوضاع عمل أفضل. وتصف مخاوفها حول مستقبل التعليم في اسرائيل.
نشر العديد من ردود الفعل حول معضلة المعلمين بعد مواجهتهم قرار المحكمة بتوقبف اضرابهم. المحكمة حكمت بأنه حتى لو فشلت المفاوضات فإن على المعلمين انهاء الاضراب بحلول يوم الخميس 13 كانون الأول.
في تدوينته [انكليزي] يكتب ساغي:
كل 30 عام تأتي صرخة قوية من العامة كهذه لتغير وجه المجتمع الاسرائيلي. اذا أوقفنا الاضراب الآن, لن نربح شيئاً طوال 30 عاماً مقبلة, وسنعود كالكلاب إلى الصفوف.
شخصياً, أنا أفضل أن أستقيل وأن لا أعود.
أفشالوم آدم [انكليزي] يأتي بمقارنة مثيرة للاهتمام, حيث يقارن معضلة المعلمين بمعضلة سقراط:
سقراط كان متهماً بعدم اطاعة قوانين أثينا – الاساءة إلى أخلاقيات الشباب في المدينة, والاساءة إلى آلهتها, وحكم عليه بالاعدام. وقبل هو هذا الحكم, رغم أنه وإلى جانبه جزء من الرأي العام, كان يعتبر نفسه بريئاً من ذلك. كان يمكن لسقراط أن يفر من أثينا وحكم الاعدام, لكنه فضل أن يبقى ويشرب السم. وقال أن واجبه اطاعة قوانين المدينة, حتى لو لم تكن هذه القوانين عادلة أو تستخدم بعدالة. منطقه كان أن فعل الاطاعة للقانون هو في الجوهر أهم من رأي الشخص بمحتوى هذا القانون أو طريقة استخدامه. في نظره, أن وظيفة القانون هو توفير حل سلمي للمشاكل بين الناس وبينهم وبين دولتهم. عصيان القانون يسيء إلى مركزه وفعاليته في تنفيذ وظيفته, ولذلك – بالنسبة لسقراط – من الضروري اطاعة القانون دائماً, حتى عندما يشعر الشخص أن العدالة أو الأخلاقيات في موضع أذى.
معضلة المعلمين تذكرنا بمعضلة سقراط: من جهة, إن أطاعوا أوامر المحكمة, فإن قدرتهم على الضغط على الحكومة لتسوية عادلة لأجور عملهم الشاق, والمساعدة على إيجاد شروط تسمح بتعليم الأطفال على مستوى ملائم, والذي سوف تؤدي إلى انجازات للبلد بأكمله. من جهة أخرى, ان لم يطيعوا القانون فسيكونوا قدوة سيئة للأطفال, الذين هم يعلمونهم ان يطيعوا القوانين.
…إضراب المعلمين يأتي في وقت نجد فيه جميعاً – من جدبد – أن الطلاب الاسرائيليين يحتلون مراتب متدنية في الاختبارات العالمية الموحدة. كم هو مدى اتصال هذه الأزمة بحقيقة أن أجر المعلمين لا يسمح لهم أن يعيشوا حياة محترمة؟ هل لها علاقة بحجم الصفوف, أو عدد ساعات التعليم؟ في اضرابهم, المعلمون يسألون مديرية التعليم أن تأخذ مسؤولية أخلاقية في أزمة التعليم الحالية في اسرائيل. المعلمون يطالبون الحكومة بالوصول إلى استنتاجات وباتخاذ تدابير قبل فوات الأوان. هل عليهم أن يتراجعوا عن مطالبهم, إن طالبهم القانون بذلك؟ هذا يجعلني أتساءل ان كان التزامهم بالقانون سيجبرهم على شرب السم من كأس الديمقراطية الاسرائيلية.