للسنة الثالثة على التوالي تلجأ السلطات العراقية لقطع الإنترنت لتمنع الطلاب من الغش في الامتحانات. وقد وثقت مجموعة Dyn للأبحاث أربعة انقطاعات بين الأول والسادس من شباط/ فبراير. تبدأ هذه الانقطاعات حوالي الثامنة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي وتستمرّ لمدة ساعة.
Three large scale Internet outages in Iraq over the last 3 days. All about one hour each. https://t.co/TSUVBW34St pic.twitter.com/vRZOBFCIx6
— BGPmon.net (@bgpmon) February 5, 2017
ثلاثة انقطاعات كبيرة للإنترنت في العراق على مدى الأيام الثلاثة الماضية ولحوالي ساعة كاملة.
من المتوقع أن انقطاع الإنترنت لساعة واحدة بهدف منع الطلاب من الغش في امتحانات الصف السادس [الشهادة الثانوية] ومن المتوقع استمراره لأسبوع، وفقاً لوسائل إعلام محلية نقلاً عن وزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية العراقية فإنّ قطع الإنترنت لمنع الغش في الامتحانات بات شائعاً الآن في العراق.
Why are we still doing this? #Iraq https://t.co/CwFmgj0blq
— Hayder Al-Shakeri (@HayderSH) February 5, 2017
لماذا لا نزال نفعل ذلك؟
حيدر الشاكري
في العام الماضي قطعت الحكومة العراقية اتصالات كابل الألياف الضوئية الرئيسي في البلاد عشر مرات خلال شهر أيار/مايو، كان يدوم الانقطاع الواحد لثلاث ساعات في الصباح، في آب/أغسطس، ومرة أخرى في تشرين الأول/أكتوبر. لجأت الحكومة إلى الإجراء نفسه لمنع الطلاب من الغش في الامتحانات، كما تم توثيق انقطاع مماثل في صيف 2015.
في نظام التعليم العام بالعراق، يزداد التوتر خلال فترة الامتحانات على مستوى الدولة، لأنها تلعب دوراً حاسماً في تحديد مستقبل الشباب العراقي.
دوغ مادوري، مشرف تحليلات الإنترنت في Dyn كتب:
Within public education in Iraq, if students don’t score high enough on their 6th grade placement exams, then their public education is over and an already difficult future may have just been made more so. This makes the exams extremely important to the future of Iraqi students, so much so that parents will sometimes go to great lengths to get a leg up on the competition so that their kid’s education will continue.
في نظام التعليم العام في العراق، إذا لم يحصل الطالب على علامات كافية في الصف السادس [الشهادة الثانوية]، سيفقد فرصته في الحصول على تعليم عالٍ عام، وسيكون المستقبل أكثر صعوبة بالنسبة له. هذا يجعل الامتحانات غاية في الأهمية بالنسبة لمستقبل الطلبة العراقيين، لذا الكثير من الآباء صاروا يقطعون مسافات طويلة للحصول على تعليم جيد لزيادة فرص أبنائهم في المنافسة ليستطيعوا متابعة تحصيلهم العلمي.
قد يفسر هذا اتجاه الحكومة العراقية نحو قطع الإنترنت لمنع الغش في الامتحان، ولكنه غير مبرّر، خاصّة وأنّ الوصول إلى الإنترنت أصبح حقًا أساسيًا بشكل متزايد. في حزيران/يونيو الماضي أصدر مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بياناً غير ملزماً يدين “إجراءات المنع المتعمد أو تعطيل نشر أو الوصول إلى المعلومات على شبكة الإنترنت” وتؤكّد “أنّ الناس يجب أن يكونون محميين سواء كانوا متصلين بالإنترنت أم لا، وفق مبدأ حرية التعبير بالذات”
وجاء القرار في ظل استمرار انقطاعات الإنترنت العالمية في عام 2016، مع الوصول إلى توثيق 56 انقطاع.
في جميع أنحاء المنطقة العربية، بالإضافة للعراق، سُجّلت انقطاعات أيضاً في الجزائر والبحرين ومصر وليبيا والسودان وسوريا واليمن. في الصيف الماضي، الحكومة الجزائرية قطعت الإنترنت عبر الموبايل لمنع الغش وتسريب امتحانات الباكالوريا. هذه الخطوة منعت أكثر من 15 مليون مشترك من الوصول إلى الإنترنت، لكن هذا لم يمنع وصول الامتحانات إلى وسائل التواصل الاجتماعي مما اضطر وزارة التعليم لإعادة الامتحانات التي تسربت. من جهة أخرى أثناء الاحتجاجات في قرية دُراز في البحرين، قطع مزود خدمة الإنترنت الاتصالات الثابتة وبيانات الهاتف المحمول عمداً مما ألحق الضرر بالشركة خلال هذه العملية، وخسرت البلاد أكثر من 1.2 مليار دولار من الناتج المحلي خلال ثمانية أيام، وفقاً لدراسة بروكينغ.
وتُظهر حالات البحرين والجزائر كيف أنّ قطع الإنترنت ليس غير مجديًا فحسب، بل إنه ضار كذلك. “إنهم يتسببون بالأذى للجميع” و “لا يساعدون المتضررين أو يستعيدون السيطرة” كما يُلاحظ الآن. لكنه يبدو أنّ الحكومة العراقية و بقية الحكومات مسؤولة عن انقطاعات الإنترنت مع رفضها الإقرار بهذا الواقع.