“لقد حذّرتنا الطبيعة. كان علينا أن نتوخّى الحذر.” هذا ما صرّح به مقدّم البرنامج الصباحي لراديو جمايكا كليف هيوز بعد 12 ساعة من ضرب زلزال بقوة 7.6 تحت سطح البحر لساحل الهندوراس في التاسع من يناير/كانون الثاني 2018.
لمدّة ساعة تقريبًا واصلت السلطات إطلاق تحذيرات لبويرتوريكو، جزر فيرجن الأمريكية، جزر كايمان، كوبا، جامايكا، وجزر كاريبيّة أخرى، بالإضافة إلى سواحل المكسيك وأمريكا الوسطى، لكن تم إيقاف الإنذار لاحقًا.
جاءت قوّة الزلزال أكبر من الهزّة التي حطّمت هاييتي في الثاني عشر من يناير/كانون الثَاني 2010.، والتي أودت بحياة حوالي 200 ألف شخص (وأدّت إلى حدوث تسونامي أيضًا)
انطلقت التحذيرات في الأخبار من هيئات محلية على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الزلزال وقع قبل العاشرة مساءًا بقليل، عندما كان الكثيرين قد ذهبوا للنوم:
According to the Pacific #Tsunami Warning Center, a 3 foot Tsunami is capable along the coasts of #Honduras, #Belize, #CaymanIslands, Southern #Cuba, and #Jamaica. @newnewspage pic.twitter.com/ml3EuJEay7
— Breaking News (@newnewspage) January 10, 2018
وفقًا لمركز الإنذار من أمواج التسونامي في المحيط الهادي، فإنَ أمواج تسونامي بارتفاع ثلاثة أقدام قد تضرب طول سواحل الهوندراس، بليز، جزر كايمان، جنوب كوبا وجامايكا.
سُجّلت موجات تسونامي صغيرة في جزر كايمن.هذا ما حاول أحد المراسلين التحذير منه بصورة متواصلة على تويتر:
Small #tsunami observed at George Town, Cayman Islands. pic.twitter.com/DBoqz2gmPO
— Steve Herman (@W7VOA) January 10, 2018
لوحظت موجات تسونامي صغيرة في مدينة جورج بجزر كايمان.
تقع كينغستون، عاصمة جامايكا، على طول السَاحل الجنوبي للجزيرة بين الجبال الزرقاء والبحر الكاريبي. نشر عمدة كينغستون ويليام دلروي تغريدات رسمية:
Coordinated Universal Time (UTC) is 5 hours ahead of Jamaican Time. Therefore impact is predicted for 11:18pm. Please be pro active in the event predictions are accurate. https://t.co/jUyYkgBIq2
— Delroy Williams (@MayorWilliamsJA) January 10, 2018
يسبق التوقيت العالمي المتفق عليه UTC توقيت جامايكا بخمس ساعات. لذلك فإنّه من المتوقَّع وصول التَأثير في السَاعة 23:18 مساءًا. رجاءًا كونوا على استعداد لأن توقعات حدوث ذلك دقيقة.
وغرّد كليف هيوز عن أهمية تويتر في مواقف شبيهة، مشيرًا إلى افتقاد مراكز الإعلام الجامايكيّة لصالة تحرير يقظة على مدار السَاعة طول أيَام الأسبوع:
That quake late last night was an excellent lesson for our first responders. And especially for us in media. We were simply not prepared to quickly alert the country of the danger. We have work to do becuz it's not if but when. Twitter was very useful.
— Cliff Hughes (@cliffnationwide) January 10, 2018
لقد كان الزلزال الذي حدث في وقت متأخر من ليلة البارحة درسًا ممتازًا لمستجبينا، وخاصةً لنا نحن العاملين في الإعلام. ببساطة لم نكن مستعدَين لنحذّر المدينة بالسرعة المطلوبة من الخطر. لدينا عمل نقوم به لأن الكوارث ليست متوقّعة، بل أكيدة الحدوث.
الإجراءات المعتمدة للتحذير من التسونامي:
الكثيرين من المواطنين الجامايكيين لم يعرفوا بأمر الزلزال إلا عندما أيقظتهم رسائل قلقة عابرة للبحار:
Woke at 5 a.m to whatsapp message sent at 1:45 a.m our time from UK about the warning. Internet was down when I went to bed. Su
ppose it was real danger, how would I have been warned?— CWS (@SomertonSteer) January 10, 2018
استيقظت في الخامسة صباحا لأجد رسالة تحذيرية على واتساب أُرسلت في 1:45 صباحًا، كان الاتصال بالإنترنت منقطعًا عندما ذهبت للنوم. لنفترض أنه كان خطرًا حقيقيًا، كيف كان لي أن أعلم؟
على الأقل فإن الجامايكيين القاطنين خليج الميناء القديم يتمتعون بنظام إنذار من أمواج التسونامي، مما ساعد غي عملية إخلاء المقيمين:
Panic Old Habour Bay residents leaving community in droves because of possible Tsunami threat. @JamaicaConstab @odpem @AndrewHolnessJM
— Old Harbour News (@oldharbournews) January 10, 2018
سكان خليج الميناء القديم يغادرون المكان فزعًا من خطر أمواج تسونامي محتمل.
في بورتوريكو أيضًا حيث أطلقت السلطات تحذيرًا من حدوث تسونامي، تفاجأ السكان كغيرهم بالأمر:
Wowowow I just woke up what is this #TsunamiPR THAT I HEAR ????
— BLACK HAIR YOONMIN (@usserles) January 10, 2018
واو! لقد استيقظت للتو، ما هذا التسونامي الذي أسمعه؟
مازالت بورتوريكو تعاني من الأضرار الجسيمة التي خلّفها إعصار ماريا العام الماضي على بنيتها التحتية، عندما كان نظام الإنذار خارج الخدمة.
AHORA en #PegaosEnLaMañana: Director de la Red Sísmica acepta “está en el piso” sistema de alerta de tsunamis y que arreglarlo puede tardar meses.@radioislatv
— Rafael Lenín López (@LeninPR) January 10, 2018
الٱن على #PegaosEnLaMañana: يؤكّد مدير شبكة الزَلازل أن نظام الإنذار كان خارج الخدمة وأن إصلاح النظام يتطلّب أشهر من العمل.
ازداد الخوف والقلق عند تراجع أمواج البحر على الساحل الجامايكي لبليز. كما نشر مركز الأرصاد الجوية بترينيداد وتوباغو على تويتر قائلًا:
12:30AM: The Ocean Continues to Recede in San Pedro. Belize as the tsunami threat continues for Belize and Honduras.
Stay away from coastal areas if you reside in Belize or Honduras’ Caribbean coasts!
Video: Breaking News Belize pic.twitter.com/ylI1a8sM5X
— TTWeatherCenter (@TTWeatherCenter) January 10, 2018
في الساعة 12:30، واصلت المياه في التراجع في سان بيدرو ويبقى خطر التسونامي قائمًا بالنسبة لبليز وهوندراس.
ابقَ بعيدا عن المناطق الساحلية إذا كنت تقيم على الساحل الكاريبي لبليز أو هندوراس.
More images from San Pedro, Belize as the ocean has receded. Stay away from the coast!
Photos: Breaking News Belize pic.twitter.com/AorHHoQ0wp
— TTWeatherCenter (@TTWeatherCenter) January 10, 2018
المزيد من الصور من سان بيدرو، بليز حيث تراجعت الأمواج
ابتعدوا عن السواحل!
قام مواطن من البليز بعبور المناطق الساحلية بشجاعة، لينشر مقاطع فيديو مباشرة موضحًا أن الشرطة قامت بإخلاء المناطق المتضررة.
من سخرية القدر أن الحديث عن الزلزال كان قد بدأ خلال الأسبوع المخصص للتوعية من الزلازل في جامايكا والجزر الأخرى. حيث نشرت وكالة إدارة الكوارث في جزر تركس وكايكوس على تويتر:
Today, the DDME & the TCI Fire Department conducted an Earthquake Simulation Drill for the Government Offices and Private Businesses within the Town Center Mall, Providenciales. Over 70 persons participated using “drop, cover & hold” method followed by the building evacuation. pic.twitter.com/NUBBpZyAQB
— DDME.TCI (@DDMETCI) January 10, 2018
أجرى قسم إدارة الكوارث وحالات الطوارئ وإدارة الإطفاء لجزر تركس وكايكوس اليوم تدريبات محاكاة الزَلازل لصالح المكاتب الحكومية والشركات الخاصة داخل المركز التجاري وسط المدينة. لقد شارك أكثر من 70 شخصًا متبّعين أسلوب السلامة “الانخفاض، التغطية، والانتظار” قبل إخلاء المباني.
لكن المخاوف متزايدة من بروتوكولات شركات الاتصالات الإقليمية عند التحذير من التَسونامي.
على الأقلَ يوجد في هايتي نظام إنذار:
Haitian internet company gives free access to govt. seismic unit. @Petcharyhttps://t.co/4kqdTBCB59
— Jan Voordouw (@JanVoordouw) January 10, 2018
أتاحت شركة إنترنت في هايتي الولوج المجاني إلى وحدة الزلازل الحكومية.
بينما يأتي تواجد الوكالات الحكومية على الإنترنت في جامايكا جزئيًا:
It is so pathetic that social media pages of critical govt.agencies like @NWA_JA and @odpem are not updated on a regular basis – there was NO tsunami warnings on ODPEM's [Office of Disaster Preparedness and Emergency Management] twitter or website also NO updates nor map on NWA [National Works Agency] webpages/twitter of alternate route for Barbican road works
— denise demercado (@denjamdown) January 10, 2018
من المؤسف أن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للوكالات الحكومية الحيوية مثل مكتب الاستعداد لمواجهة الكوارث وإدارة حالات الطَوارئ ووكالة غوث اللاَجئين الوطنيَة لا يتم تحديثها بانتظام؛ لم يصدر أي تحذير من التسونامي عن حساب مكتب الإستعداد لمواجهة الكوارث وإدارة حالات الطَوارئ على حسابه بالتَويتر أو على موقع الواب.كذلك بالنَسبة لوكالة غوث اللاَجئين الوطنية حيث لم تقم بتحديث معلوماتها أو بنشر خارطة.
كيف تجد الحلول وروح الدعابة في المواقف الصعبة:
رغم الخوف، لا زال هناك متّسعًا لروح الدعابة لدى الكاريبيين. فقد نشر بورتريكيّ على تويتر:
Luego del susto de anoche, amanecí revisando detenidamente mi plan de emergencia familiar en caso de #tsunamiPR. Lo comparto para que se preparen y protejan sus vidas y las de sus seres queridos. pic.twitter.com/NpgPpYx7LY
— José E. Maldonado (@pollomaldonado) January 10, 2018
بعد زلزال ليلة البارحة، استيقظت من النوم لأراجع خطة الطوارئ العائلية التي وضعناها في حال حدوث تسونامي. لقد نشرتها هنا ليتمكّن الجميع من الاستعداد لأيّ طارئ وحماية أنفسهم وأحبّائهم.
حاولت مارفيا لواس وهي وجه ديني جامايكي بارز أن تجد الجانب المضحك لهذه الحادثة أيضًا، لكنها لم تستطع التغاضي عن مدى جديّة الأمر:
[…]Tsunami Warning and Jamaica in the same sentence…and it's suddenly not so funny anymore? […] I want to know, now what? How will these alerts be communicated to the citizenry that's not on Social Media, that lock off dem [their] radio at nights or [are] in other ways disconnected from the late-breaking news? Civil Defense Sirens in every town fi [will] wake up people? This is quite sobering I tell you.
التحدث عن تسونامي وجامايكا في سياق واحد.. لم يعد طريفًا بعد الآن. أريد أن أعرف.. ماذا الآن؟ كيف يمكن أن تصل الإنذارات إلى مواطنين غير مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، ولا يستمعون إلى الراديو ليلًا لمعرفة الأخبار. هل ستتمكّن صافرات إنذار وحدات الدفاع المدني من إيقاظ السكان في كلّ مدينة؟ إنها بالكاد تُسمَع لمعلوماتكم.
استمرت المناقشات في وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث تلقى مكتب الاستعداد لمواجهة الكوارث وإدارة الأزمات اقتراحات تمكّنه من تعزيز حضوره الإعلامي عبر الإنترنت:
Note to @JAODPEM – Suggesting that once there is a threat of disaster
– send urgent alerts to all media- post alerts on every possible social media platform
– link @djmillerja @GiovanniRDennis @dennisbroox @AbkaFitzHenley @petchary, @dennisgjones , @marciaforbes and me to help.— Jean Lowrie-Chin (@JLowrieChin) January 10, 2018
ملاحظة لمكتب الاستعداد لمواجهة الكوارث وإدارة حالات الطوارئ : يُقترح إرسال تنبيهات سريعة لجميع وسائل الإعلام عند وجود احتمال بوقوع كارثة، ونشر التنبيهات على كلّ منصات التواصل الاجتماعي المتاحة.
كما عبّر ويليام عمدة كينغستون عن رأيه قائلًا:
We must learn from this experience and work together on improving our disaster preparedness warning/alert systems. Natural disasters are often times unpredictable so vigilance and a proactive approach is always a merit. #EarthquakeAwareness #DisasterPreparedness
— Delroy Williams (@MayorWilliamsJA) January 10, 2018
يجب أن نتعلّم من هذه التجربة، وأن نعمل سويًا على رفع مستوى جاهزية أنظمتنا للإنذار. إنه لمن الصعب غالبًا التنبؤ بحدوث الكوارث الطبيعية، لذلك فإن التيّقظ ومنهجية استباق الأحداث ضرورة.
هناك العديد من الدروس لتتعلّمها بلدان الكاريبي ذات التاريخ الحافل بالزلازل.