يوم النحل العالمي: تقول مُزارعة جامايكية أن هذه المخلوقات تلعب دورًا هامًا في تلقيح محاصيلها

ذكر نحل النجار (الاسم العلمي: Xylocopa mordax). كونها نحلة انفرادية، تصنع أعشاشها بالحفر في الخشب، أو الخيزران، أو النباتات المماثلة ذات البنية الصلبة. يلقح النحل الفاصوليا والبقوليات، والميرمية، وأزهار الآلام، والمورينغا. الصورة من فوغان ترلاند، مُصرح باستخدامها.

اُحتُفِلَّ به لأول مرة في 2018، خصصت الأمم المتحدة 20 مايو/أيار يومًا عالميًا للنحل، بهدف زيادة الوعي بأهمية هذه المُلقَّحات الصغيرة، والتهديدات التي تواجهها، والمساهمات التي تقدمها للتنمية المستدامة. يسلط احتفال هذا العام على دور النحل الحيوي في تلقيح المحاصيل الزراعية. وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، تعتمد 3 من أصل 4 محاصيل تنتج الغذاء للاستهلاك البشري، ولو جزئيًا، على الملقحات.

ما الذي يجعل النحل مهمًا للغاية في الزراعة؟ يُعد تنوع أنواع الملقحات بالغ الأهمية لضمان الأمن الغذائي. كما يوجد لديها رابط قوي بتغيّر المناخ، الذي يؤثر على الزراعة والنحل نفسه:

أتعلمون أن الملقحات تساعد في الحد من تأثير التغير المناخي على الأمن الغذائي؟

كيف؟

عبر تنوعها.

لفهم أهمية وتأثير النحل بشكل أفضل، أجريتُ مقابلة مع دوريان روان كامبل، مزارعة جامايكية للبن العضوي، الصحفية السابقة وأخصائية تنمية، عبر البريد الإلكتروني. كون جامايكا موطنًا لنحو 69 نوع من النحل، تدرك روان كامبل تمامًا تأثير الملقحات، والتغير المناخي، والأنشطة البشرية على محاصيلها.

بعد أن أمضت روان كامبل معظم حياتها المهنية في الصحافة، في جامايكا وكندا، قاد اهتمامها بالتنمية الدولية للعمل على سلسلة من 13 جزء بعنوان “عالم واحد” على شبكة تي في أونتاريو التلفزيونية. لاحقًا غادرت هيئة الإذاعة الكندية لتترأس برنامج المرأة والتنمية في وكالة أمانة الكومنولث، وكانت أول امرأة تُديره ومستشارة للأمين العام للكومنولث.

عادت روان كامبل إلى جامايكا في 1987، وعملت كمستشارة في إدارة شؤون المرأة، والجنسانية، والسياسة، والبيئة، والتغيير. بعد 5 أعوام، بعد انتقال والديها لكندا، تولت الاهتمام بمزرعة أبيها الصغيرة المتهالكة، وبدأت الرحلة الطويلة لتأسيس مزرعة عضوية. في الوقت الراهن، روان نائبة رئيس جمعية مزارعي البن الجامايكية حيث تمثل المنتجين الصغار، وتستخدم المزرعة كموقع لتدريب المزارعين المهتمين، لا سيما النساء والشباب. كما أنها المُنتجة الوحيدة المعتمدة لبن بلو ماونتن الجامايكي العضوي، معتمدة وفقًا لمعايير البرنامج العضوي الوطني (الولايات المتحدة)، والمفوضية الأوروبية، ونظام كندا العضوي، والمعايير الزراعية اليابانية.

دوريان روان كامبل، مزارعة جامايكية عضوية. الصورة من مزرعة روان رويال، مصرح باستخدامها.

إيما لويس: حدثيني عن مزرعتك. ما المحاصيل التي تزرعينها، وأين؟

Dorienne Rowan-Campbell (DRC): My farm is Rowan's Royale. This year will be our 21st year of international organic certification. We are a small, woman-owned, family-managed farm perched 4,000 feet up in the Blue Mountains of West Portland, Jamaica, close to Silver Hill Gap. Our main crop is coffee, but as an organic farm, we grow ginger, turmeric, greens, bananas, plantains, root crops, lemons, mulberries … and we ensure that native grasses and bushes are preserved and wildflowers encouraged. The farm is highly shaded, although we are continually replacing trees that have been downed in hurricanes and storms.

دوريان روان كامبل: مزرعتي هي روان رويال. يوافق هذا العام عامنا الواحد والعشرين منذ حصولنا على شهادة دولية لإنتاج المنتجات العضوية. مزرعتنا صغيرة، وتمتلكها امرأة، وتديرها العائلة، وتقع على علو 4 آلاف قدم في الجبال الزرقاء غرب بورتلاند، جامايكا، قرب سيلفر هيل غاب. البن محصولنا الرئيس، لكن باعتبارنا مزرعة عضوية، نزرع الزنجبيل، والكركم، والخضار، والموز، وموز الجنة، والمحاصيل الجذرية، والليمون، والتوت، كما نحرص على الحفاظ على الحشائش والشجيرات الأصلية وتعزيز نمو الأزهار البرية. المزرعة مظللة للغاية، رغم استمرارنا في استبدال الأشجار التي سقطت في الأعاصير والعواصف.

إ.ل: كيف يضطلع النحل بدوره في مزرعتك، وكيف تواصلين جذبهم؟

DRC: We have so many flowering bushes and trees and wildflowers that bees visit the farm. A study initiated for the Jamaica Coffee Growers Association in 2018 found three types of bees on the farm, not just honey bees. Each year during the coffee flowering season I have hives on the farm from a neighbouring farmer, who is a bee farmer but uses no chemicals in his practice. He tells me the quality of the honey from the bees on the farm is high as the bees have lots of food and [are in] no danger from chemicals. While he reaps the honey, I have large numbers of bees on the farm to help with pollination, particularly of the coffee. My farm manger now has one hive and is learning about beekeeping so next year he will have bees on the farm.

د.ر.ك: لدينا العديد من الأزهار البرية والشجيرات والأشجار المزهرة كي يزور النحل المزرعة. وجدت دراسة بدأت لجمعية مزارعي البن الجامايكية في 2018 أنه ثمة 3 أنواع من النحل في المزرعة، وليس نحل العسل فقط. كل عام في موسم إزهار البن، أحصل على خلايا نحل في المزرعة من المزارع المجاور، الذي يكون مربي نحل لكنه لا يستعمل مواد كيميائية في عمله. هو يقول بأن جودة عسل نحل مزرعته عالية، لأن النحل يتغذى كثيرًا، ولا يتعرض لمخاطر الكيماويات. فيما يحصد العسل، يتواجد عدد كبير من النحل في مزرعتي للمساعدة في التلقيح، خصوصًا البن. لدى مدير مزرعتي خلية نحل واحدة الآن، وهو يتعلم تربية النحل، ليربي النحل في المزرعة العام المقبل.

يكافئ نحل سينتريس ديكولوراتا الكاريبي النحل الطنان، المتواجد عادة في المناخ الشمالي. تلقح هذه النحلة المكتنزة الزهور الاستوائية الكبيرة. الصورة من فوغان ترلاند، مُصرح باستخدامها.

إ.ل: من واقع خبرتك، ما أهمية تلقيح النحل للزراعة في جامايكا، ولنشاطك التجاري على وجه الخصوص؟

DRC: Bees are efficient pollinators. Although we have birds and other insects that do pollinate, bees are what we welcome most and for the most part, we have taken them for granted. Now that we see fewer bees around on our farms, our pollination is less effective. Without good pollination, you have less production [but] even without having a few hives on the farm, we get lots of bees coming in at flowering times. We see them and hear the hum in the air. We see them on pumpkin blossoms and varieties of squash and greens, as well as on the many trees we have that blossom and attract the bees.

د.ر.ك: النحل ملقحات فعالة. رغم وجود طيور وحشرات أخرى تعمل على التلقيح، إلا أن النحل أكثر من نرحب به، وغالبًا ما نعتبر وجوده من المسلَّمات. الآن، بعد شهود تناقص أعداد النحل في أنحاء مزرعتنا، أصبح التلقيح أقل فعالية. دون تلقيح جيد، سيقل الإنتاج. لكن بالرغم من عدم امتلاكنا خلايا نحل في المزرعة، يأتي الكثير من النحل في وقت الإزهار. نراهم ونسمع طنين أجنحتهم في الهواء. نراهم على زهور اليقطين وأنواع القرع والخضار، كذلك على العديد من أشجارنا التي تُزهر وتجذب النحل.

إ.ل: ما المخاطر التي تهدد تلقيح النحل في المنطقة؟ وكيف يُمكن معالجتها؟

DRC: Major threats are the chemicals we apply on our farms, which kill bees. But our general farming practices also affect the bees: clear cutting, and drastic weeding involves much of the wildflowers, bushes and flowering trees, on which a wild bee population thrives. Increasing urbanisation is removing trees and bushes from our cities and towns and replacing grass-covered verges. ‘Upgraded’ highways take in swathes of land where bees used to be able to find pollen. Many of those trees and bushes are never replaced along the highways.

د.ر.ك: يتمثل التهديد الأكبر في المواد الكيميائية المستخدمة في مزارعنا، والتي تقتل النحل. لكن ممارساتنا الزراعية عامةً تؤثر في النحل أيضًا: القطع التام للأشجار، وإزالة الأعشاب الضارة منها الكثير من الأزهار البرية، والشجيرات والأشجار المزهرة، التي تزدهر عليها أعداد النحل البري. يؤدي التوسع الحضري المتزايد لإزالة الأشجار والشجيرات من المدن والقرى واستبدالها بجوانب الطرق المغطاة بالعشب. تشغل الطرق السريعة “المطورة” مساحاتٍ شاسعة حيث اعتاد النحل على إيجاد حبوب اللقاح. لم تُستبدل الكثير من هذه الأشجار والشجيرات على طول الطرق السريعة.

نحلة السحلب الجامايكية (الاسم العلمي: Euglossa jamaicensis) متوطنة في جامايكا وليست نحلة “اجتماعية” كذلك. يُعرف الذكور بجمعهم للمواد من الزهور التي يلقحونها لصنع العطور. الصورة من فوغان ترلاند، مُصرح باستخدامها.

إ.ل: ما أنواع النحل الذي يُلقح المحاصيل الزراعية؟ في حين أن نحل العسل منتشر، العديد من أنواع النحل البري والانفرادي مهددة بالانقراض. ما الأنواع التي رأيتِّها؟

DRC: I know we get wild and solitary bees on the farm, but I have no expert knowledge of exactly what they are. We just welcome them and leave as much food for them as possible, which is why they come.

د.ر.ك: أعلم أننا نجد نحل بري ومنعزل في المزرعة، لكن ليس لدي معرفة متخصصة عن نوعيتها. نحن فقط نرحب بها، ونترك أكبر قدر ممكن من الغذاء، كسبب لقدومها.

إ.ل: أثر التغير المناخي بشدة على مشروع زراعة البن الذي عملتِ عليه منذ 2018، ما أدى لتعذر التنبؤ بوقت الإزهار. تُعَرِّض فترات الجفاف الطويلة نباتات البن للضغط، وتسبب مواسم الأمطار الأطول من المعتاد المشاكل أيضًا. أيمكنك اطلاعي على المزيد عن هذا المشروع، وكيف تستمر أزمة المناخ بالتأثير على الزراعة ونحلنا؟

DRC: Yes, the flowering periods are far less predictable. The initial work on the project meant that it was nigh impossible for the researchers to map out when to be in certain areas and how to get there when flowering started. The roads are poor, four-wheel drives were needed, and the funds simply could not cover the increasing transport costs. However, they found some areas with very few bees. Climate change also affects the quality of the flowering. Research in other countries has indicated that a rise in temperature causes deformities in the blossoms themselves, as well as fewer blossoms.

د.ر.ك: نعم، باتَّ من الصعب التنبؤ بفترات الإزهار. دَلَّ العمل الأولي على المشروع على استحالة تحديد وقت قدوم الباحثين في مناطق معينة، وكيفية الوصول إلى هناك، حين يبدأ الإزهار. الطرق سيئة، تلزمهم سيارة دفع رباعي، وببساطة لم تغط الأموال تكاليف النقل المتزايدة. مع ذلك، عثروا على بعض المناطق التي يتواجد بها القليل من النحل. أثر التغير المناخي على جودة الإزهار أيضًا. أشارت أبحاث، في بلدانٍ أخرى، إلى تسبب تشوهات في الأزهار نفسها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، إضافة لتناقص أعداد الأزهار.

حفارة الزيت المخطط (الاسم العلمي: Centris fasciata) نحلة برية تتواجد في جامايكا وربما في بعض أجزاء جزر الأنتيل الكبرى. الصورة من فوغان ترلاند، مُصرح باستخدامها.

إ.ل: ما زال يبدو أن الزراعة العضوية نشاط متخصص في منطقة الكاريبي. كيف ترين دورها وأهميتها؟ أيمكن أن تتوسع؟ هل التدخل الحكومي بصورة أكبر ضروري؟

DRC: Agriculture in Jamaica is driven by the chemical companies. Note the offers of [webinar] training from two local companies almost every week. [One] even offered something on ‘organic production,’ but it was clear they were not knowledgeable about organic farming. They mostly read from the Jamaica Organic Agriculture Movement (JOAM) handbook and then promoted their ‘organic’ products.

If we are going to survive in agriculture and manage climate crises, we need to move to sustainable practices; organic practices are the foundation of these. People don't need to get certified. They need to understand that — as the FAO points out — organically managed soils can adapt to flooding and drought. Several years ago, [after] extended drought and fires on coffee plantations, most farmers lost the seedlings they had planted out. My farm lost three — we are rain-fed and had no rain from the end of June into August.

Successive governments have said they espouse organic production, but there has been no policy developed, although this ‘work’ has been in process since 2004! Any action has been from NGOs and private sector farmers … but this is not sustainable. A JOAM team developed the standard for the Bureau of Standards of Jamaica (BSJ) and for the Caribbean Community (CARICOM). However, instead of encouraging its use, a hefty fee for a copy of the standard (approximately JMD 9,277 or USD 60) is charged by the BSJ. Also, no action is taken when products are labelled ‘organic’ without requisite third party verification. So farmers ask why should they pay for certification when the certification is not protected? The National Certification Body of Jamaica (NCBJ) now offers certification, but no one is sure of their rates and the process is drawn out.

The Jamaican government needs to establish a competent authority for organic agriculture, a policy and more training for the Rural Agricultural Development Authority (RADA).

د.ر.ك: تحرك الشركات الكيميائية القطاع الزراعي في جامايكا. ألاحظ عروض الندوات التدريبية على الإنترنت من شركتين محليتين كل أسبوع تقريبًا. حتى أن أحد العروض عرض شيئًا يتعلق بالإنتاج العضوي، لكن كان جهلهم بالزراعة العضوية واضحًا. غالبًا ما يقرأون كتيب “حركة الزراعة العضوية الجامايكية” من ثم يروجون لمنتجاتهم “العضوية”.

إن أردنا النجاة في الزراعة وإدارة الأزمات المناخية، يجدر بنا الانتقال للممارسات المستدامة؛ تُعد الممارسات العضوية أساس ذلك. لا يحتاج الناس الحصول على شهادة لتبنيها. يتعين عليهم فهم أن — كما تشير منظمة الأغذية والزراعة — التربة التي تدار بصورة عضوية تستطيع التكيف مع الفيضانات والجفاف. قبل عدة أعوام، بعد فترات الجفاف والحرائق الممتدة في مزارع البن، فقد معظم المزارعين الشتلات التي زرعوها. فقدت مزرعتي ثلاث شتلات — تغذي الأمطار مزرعتنا ولم يهطل المطر منذ نهاية يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب.

قالت الحكومات المتعاقبة أنها تتبنى الإنتاج العضوي، لكن لم توضع أي سياسة، رغم أن هذا “العمل” قيد التنفيذ منذ 2004! الإجراءات المتخذة كانت من قبل المنظمات غير الحكومية ومزارعي القطاع الخاص… لكن كان ذلك غير مستدام. طورَّ فريق حركة الزراعة العضوية الجامايكية المعيار المتبع لمكتب المعايير الجامايكي والمجتمع الكاريبي. لكن عوضًا عن الحث على استخدامه، فرض مكتب المعايير الجامايكي رسوم باهظة على نسخة من المعيار (نحو 9277 دولار جامايكي أو 60 دولار أمريكي). كما لم تتخذ أي إجراءات عندما وُصِفت المنتجات على أنها “عضوية” دون التأكيد اللازم من طرف ثالث. لهذا يتساءل المزارعين عن السبب الذي يدفعهم لشراء شهادة في حين أنها غير محمية؟ تمنح هيئة التصديق الوطنية الجامايكية الآن الشهادات، لكن لا أحد متيقن من أسعارها والعملية تستغرق وقتًا طويلًا.

يجب أن تؤسس الحكومة الجامايكية هيئة مختصة للزراعة العضوية، وتضع سياسات، وتوفر المزيد من التدريب لهيئة التنمية الزراعية الريفية.

تتوافق ممارسات الزراعة العضوية مع رسالة يوم النحل العالمي، المتمثلة في احتياج النحل، والملقحات عمومًا، لنهج زراعي مسؤول يدعم الدور الذي تؤديه في الطبيعة والاستدامة طويلة الأجل.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.