اندلعت مظاهرات طلابية في جامعة الخرطوم استنكاراً لخطط التقشف الحكومية في 17 يونيو / حزيران عام 2012. تمت مواجه مئات الطلاب المحتشدين عند البوابة الرئيسية للجامعة بوحشية من الشرطة؛ باستخدام قنابل الغازات المسيلة للدموع والهراوات لقمع المتظاهرين. وفي وقت متأخر من تلك الليلة هاجمت الشرطة المتظاهرات للمرة الثانية خلال يومين بهدف احتواء المتظاهرات المحتجات على الغلاء.
في اليوم التالي، 18 يونيو / حزيران، اندلعت المزيد من المظاهرات في جامعة الخرطوم وواجهتها الشرطة بوحشية. كان الطلاب يهتفون الهتاف الشهير”الشعب يريد اسقاط النظام”. نجم عن المواجه التالية اعتقال واصابة العديد من الطلبة.
شجعت المظاهرات التي اندلعت في الجامعة الرئيسية على اندلاع المزيد من المظاهرات في جامعات أخرى، منها كلية التربية والتعليم في أم درمان وكلية الزراعة في شمال الخرطوم. طُوِّقت جميع المظاهرات من قبل الشرطة والقوى الأمنية، واعتقل العديدون.
في اليوم الأول من التظاهرات، لم ينجح خطاب الرئيس عمر البشير الذي يناقش خطط الحكومة التقشفية في تهدئة المتظاهرين الغاضبين. تتضمن الخطط تخفيض دعم الوقود – الأمر الذي يؤثر مباشرةً على أسعار السلع الأساسية – وتخفيضات كبيرة على النفقات الحكومية. تهدف خطة خفض دعم الوقود إلى خفض عجز الميزانية بمقدار 2،5 مليار دولار أمريكي بعد خسارة عائدات النفط إثر انفصال جنوب السودان في يوليو/تموز من العام الماضي.
مراسلة بلومبرج في السودان، سلمى الورداني، غرَّدت:
@s_elwardany: The main reason behind today's #KhartoumUniv protest: Sudan Raises Transport Costs 35% Amid Plan to Cut Fuel Subsidy.
ايقاف دعم الوقود سيؤدي إلى زيادة أخرى في معدلات التضخم، التي سبق ووصلت لثلاثين بالمئة.
قوى التجمع الوطني السوداني المعارض وعدت بإطلاق مظاهرات حاشدة ضد خطط الحكومة التقشفية لكن لم يشاهد لها أثر خلال اليومين الأولين للمظاهرات في العاصمة.
أرسل مستخدمو الانترنت السودانيون صور عبر تويتر تظهر متظاهرين يتعرضون للقمع من الشرطة أثناء مظاهرة الجامعة ومظاهرات أخرى في شوارع الخرطوم.
عبَّر محمد أحمد عن إحباطه لغياب التغطية الإعلامية لما جرى في الخرطوم كاتباً في تغريدة:
“لا بد أن هناك مزحة ما … فقط دقيقتين من الحقيقة؟ …. وأين؟ في قناة العربية؟”.
رغم إحباطهم، رحب مستخدمو تويتر السودانيون بنية الجزيرة الانجليزية – على برنامجها لوسائل الإعلام الجتماعية The Stream (التيار) – لتغطية المظاهرات بحفاوة وابتهاج.
غرَّد عمرو:
@Shamarat @Sally__Osama @Usiful_ME @ajarabic @ajenglish @ajstream @St_Abdul Finally some coverage pic.twitter.com/sD64IDsU,
بينما كان يضع اشارات للعديد من الوسائط الاعلامية في محاولة يائسة لجذب الإنتباه للقضية الجارية على الأرض.
امتدح محمد حماد برنامج قناة الجزيرة الانجليزية The Streamعلى تغطيتها الإعلامية المتأخرة لكن الضرورية للمظاهرات في الخرطوم، قائلاً:
@AJStream you are late but good that we could make u catch up with #السودان_ينتفض #SudanRevolts
حركة “قرفنا” حركة سلمية استهدفت من قبل قوى النظام الأمنية في العام الماضي واحتجز العديد من أعضاءها لعدة شهور، أعلنت تظاهرة عامة في 30 يونيو / حزيران، الذكرى السنوية الثالثة والعشرين على وصول المؤتمر الوطني للحكم. جاء في تغريدة على الحساب الرسمي لحركة “قِرفنا” على تويتر ما يلي:
@girifna calls on all citizens of #Sudan to take to the streets on #June30 & celebrate the final anniversary of NCP's reign #SudanRevolts.
وأعرب نشطاء الإنترنت السودانيون والمواطنين المهتمين بالشأن العام عن تفاجئهم من تأخر أو عدم وصول الربيع العربي للسودان.
أشار حافظ متفائلاً إلى المظاهرات الجارية في الخرطوم حالياً معتبراً إياها الربيع العربي السوداني:
so Sudan is almost 1.5 years late entering its Arab spring, so let's say hello to it #arabspring.
أظهر مستخدموا الإنترنت المصريون تعاطفهم وصرحوا بأن الثورة أتت في وقتها المناسب؛ حيث لاحظ هذا المستخدم لتويتر الآتي:
@maysarathustra: Girifna must be aware that time for revolution is NOW, mobilize all people of Sudan to march the streets for revolution#SudanRevolts#Sudan
قالت شيماء إدريس، مستخدمة تويتر سودانية:
@AJStream@girifna@MimzicalMimz third day and we are moving forward to our aim..soon every st. will be FREE from NCP poison.
يبدوا أن هنالك إحساساً عاماً بالتفاؤل بأن تتطوَّر مظاهرات الخرطوم الأخيرة إلى ثورة. مصدر القلق الوحيد هو نقص التغطية الإعلامية المحترفة للمظاهرات. يعتقد مستخدموا الإنترنت السودانيون أن التغطية الإعلامية كانت جزءاً أساسياً من الثورتين، التونسية والمصرية، ولذلك يطالبون بالمثل للسودان. مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وايقاف دعم الوقود، فالثورة ليست بعيدة المنال.
2 تعليقات
ضاحية أم ضوا بان (شرق النيل) خرجت في مظاهرة شارك فيها ما بين 50-70 شخص من المواطنين وسط سوق أم ضوا بان…عند حوالي التاسعة من صباح اليوم الاثنين..وذكر شهود عيان أن اربعة سيارات من سيارات الشرطة قد تصدت للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والضرب بالعصي والهراوات..وألقت القبض على بعض المتظاهرين…ولا تزال الاجهزة الامنية مستمرة في البحث عن الشباب الذين قادوا المظاهرة ..