تقع جمهورية موريتانيا في نقطة تماس بين الحضارة الأفريقية والعربية. فهي الرابط بين بلدان شمال وغرب أفريقيا، وأعطاها هذا طابعا خاصا وتنوعا عرقيا رائعا انعكس على ثقافتها المتميزة. وهو ما يتجلى بوضوح في الفلكلور الشعبي الموريتاني الغني بالرقصات والألعاب والآلات الموسيقية. يشكل هذا الفلكلور خلاصة التزاوج بين الحضارتين العربية والأفريقية.
سأقدم في هذا المقال مقاطع عن الرقص والألعاب الفلكلورية والموسيقي الموريتانية.
لعبة “أنيكور”
تعد لعبة “أنيكور” أو “لعب الدبوس” من أشهر الألعاب التقليدية الموريتانية وهي لعبة تحاكي المبارزة بالسيوف لكن المبارزة فيها تكون بالعصي. أيضا المبارزة فيها لا توقع ضحايا فمبارياتها تنتهي كما بدأت لا خاسر ولا منتصر فالهدف هو التسلية والترفيه. أثناء قيام المتبارين فيها بالمبارزة تقوم النساء بضرب الطبول وإطلاق الزغاريد من أجل بث الحماس فيهم. تقام اللعبة بين مبارزين بالعصي في العادة، وقد يتبارز واحد مع اثنين أو ثلاثة حسب خبرته وقوته. كذالك يعد لاعب “أنيكور” شخصية هامة يتهافت الناس على دعوته إلى مناسباتهم المهمة رغم أنه لا يتكسب منها.
فهذه اللعبة لايخلوا منها عرس موريتاني أو احتفال رسمي، فهي جزء من وجدان الشعب وتأخذ مكانا مهما في الألعاب الشعبية الموريتانية.
يظهر الفيديو التالي اثنين يلعبان لعبة “أنيكور” وسط تصفيق النساء من أجل بث الحماس فيهم:
الرقص على النيفارة
تعد آلة “النيفارة” – الفلوت المويتاني – من أكثر الآلات الموسيقية قربا إلى الشعب، وهو ما يجعل الرقص عليها شائعا بين الشباب الموريتاني. حيث يقوم الراقصون بتقديم مهاراتهم على ألحانها ويقدمون رقصات تعبيرية تأخد الطابع المسرحي. وهو ما يلهب الحماس في قلوب الجماهير مما يؤدي إلى بثها الزغاريد وإطلاق العنان للتصفيق الحماسي.
ويمكنكم متابعة هذا الفيديو الذي يظهر فيه بعض الشباب الموريتاني وهو يرقص على أنغام “النيفارة”.
ديمي منت ابه
وسأترككم مع أسطورة الموسيقي الموريتانية “ديمي منت ابه ” وهي تغني غناء تقليديا على نغمات آلة “آردين” التقليدية الجميلة.
وديمي مغنية تقليدية موريتانية من مواليد ولاية “تكانت ” صعد نجمها في بداية السبعينات واستطاع صوتها أن يتخطى دائرة وطنها ليصل إلى إفريقيا وبعض البلدان العربية. وأن يكون مصدر إمتاع لملايين الموريتانيين على مدى عقود. بدأت حياتها الفنية في بداية السبعينات حيث مثلت بلادها رسميا عام 1976 م في مسابقة الغناء العربي في تونس. وفي يوم 4 يونيو / حزيران للعام 2011، توفت الفنانة ديمي منت آبة وكان الخبر كالصاعقة على الموريتانيين حيث ساد حزن شديد في كل أرجاء موريتانيا.