مع قصف غزة بالصواريخ، فيسبوك لا يتخذ أي إجراء لوقف خطاب الكراهية ضد الفلسطينيين

Banner of Lehaselmehabel Facebook page.

راية هاشمابيل على صفحة فيسبوك

كتابة داليا عثمان، مع إسهام  إيلاي روبرتس بيدل، وجيليان س. يورك، وإيفان سيجال في تغطية هذا المقال.

بعد أن أُبلغت لأول مرة عن اختفاء ثلاثة مراهقين إسرائيليين، الذين تم قتلهم في وقت لاحق، ظهرت صفحة على فيسبوك بعنوان “حتى إعادة أولادنا – سنقتل فلسطينيًا كل ساعة”. استمرت الصفحة لأكثر من ثلاثة أسابيع، حيث تم نشر مشاركات متعددة باللغة العبرية تدعو للعنف ضد الفلسطينيين والعرب. على الرغم من العديد من التقاريرالرسمية عن إساءة الاستخدام المقدمة من قبل مستخدمي فيسبوك، لم تتم الإزالة حيث تحدث ممثلو فيسبوك مع منظمة جلوبال فويسز، وأكدوا بمراجعة الموضوع.

أدت الاختطافات في يونيو/حزيران، لهجوم انتقامي على الشاب الفلسطيني محمد أبو خضر، 16 عام، حيث تم حرقه حتى الموت، وأدت لبدء عملية عسكرية إسرائيلية ضخمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما أدى لاعتقال مئات من الفلسطينيين ومقتل العديد منهم. اشتد الصراع مؤخرًا بشكل أكبر في الأيام الأخيرة، مع إعلان عملية “الحافة الدفاعية” الضخمة ضد قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيًا حتى الآن، بينهم النساء والأطفال. من غزة، أطلقت حركة حماس، جماعة حكمت القطاع منذ عام 2007، مئات الصواريخ نحو إسرائيل. حتى تاريخ 9 يوليو/تموز، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنه لم يتم قتل أي إسرائيلي نتيجة هذا القطاع.

عكست المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي التوتر المتزايد بسرعة على الأرض. قالوا عبر صفحتهم على فيسبوك “حتى يتم إعادة أولادنا – سنقتل فلسطينيًا كل ساعة”:

We must use a strong hand to fight violent and life-threatening terror. The weakness shown by the Israeli Government, which released thousands of murderers has only increased their drive and led to the kidnapping of the teens. The only way to bring the teens back is to instill fear in our enemies and make them understand that they will suffer. We support executing a terrorist every hour until the teens are released.

علينا استخدام يد من حديد لمحاربة الإرهاب العنيف الذي يهدد الحياة. إن الضعف الذي أظهرته الحكومة الإسرائيلية، التي أطلقت سراح آلاف القتلة، لم يؤد إلا إلى اندفاعها واختطاف المراهقين. الطريقة الوحيدة لإعادة المراهقين هي غرس الخوف في نفوس أعدائنا، وجعلهم يفهمون أنهم سيعانون. نحن نؤيد إعدام إرهابي كل ساعة، حتى يتم إطلاق سراح المراهقين.

لبعض الإسرائيليين، تُستخدم كلمة “إرهابي” عادةً كبديل لكلمة “فلسطيني”. بالنسبة لأي شخص مطلع على المصطلحات المحلية، من الصعب أن يرى هذا على أنه أي شيء سوى دعوة لإعدام جميع الفلسطينيين. يحث أحد المنشورات على الصفحة القراء على “قتلهم وهم لا يزالون في [رحم أمهاتهم]”. كما تسيطر اللغة العنيفة على الصفحة، ومن الواضح أن الرسائل تستهدف العرب، وتحديدًا الفلسطينيين. بالنسبة لأولئك الذين لا يقرؤون اللغة العبرية، حتى الترجمة الآلية تكشف الطبيعة المتفجرة لمحتوى الصفحة.

blurred.Comment about death to arabs

تم الإبلاغ عن هذا التعليق إلى فيسبوك، ولكن لم تتم إزالته منذ 9 يوليو/تموز.

blurred.Comment calling for price tag

تم الإبلاغ عن هذا التعليق إلى فيسبوك، ولكن لم تتم إزالته منذ 9 يوليو/تموز.

تم الإبلاغ عن التعليق أعلاه إلى فيسبوك ولم يُعتبر انتهاكًا لمعايير المجتمع. يدعو هذا التعليق إلى اتخاذ إجراءات “دفع الثمن” (التي عرّفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها أعمال إرهابية في عام 2013) وتهجير الفلسطينيين، وهو هجوم واضح ضد شعب ودعوة إلى العنف.

هل تنتهك الصفحة معايير مجتمع فيسبوك؟

ينص القسم الأول من معايير مجتمع فيسبوك على ما يلي:

Safety is Facebook's top priority. We remove content and may escalate to law enforcement when we perceive a genuine risk of physical harm, or a direct threat to public safety. You may not credibly threaten others, or organize acts of real-world violence.

السلامة هي الأولوية القصوى لفيسبوك. نقوم بإزالة المحتوى، وقد نلجأ لإنفاذ القانون عندما نرى خطرًا حقيقيًا بحدوث أذى جسدي، أو تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة. لا يجوز لك تهديد الآخرين بشكل صارخ، أو تنظيم أعمال عنف في العالم الحقيقي.

هناك قسم لاحق حول خطاب الكراهية ذو صلة أيضًا بالصفحة:

Facebook does not permit hate speech….we do not permit individuals or groups to attack others based on their race, ethnicity, national origin, religion, sex, gender, sexual orientation, disability or medical condition.

لا يسمح فيسبوك بخطاب الكراهية… لا نسمح للأفراد أو المجموعات بمهاجمة الآخرين على أساس العرق، أو الأصل العرقي، أو الأصل القومي، أو الدين، أو الجنس، أو التوجه الجنسي، أو الإعاقة، أو الحالة الطبية.

منذ ظهور الصفحة لأول مرة، استخدم المواطنون المعنيون (من بينهم العديد من المصادر الموثوقة وأصدقاء منظمة جلوبال فويسز) إجراءات فيسبوك للإبلاغ عن إساءة الاستخدام لجذب انتباه الشركة إلى الصفحة والمطالبة بإزالتها. كما لجأ البعض إلى تويتر، وحثوا الآخرين على فعل الشيء نفسه. ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على إطلاقها، لا تزال الصفحة نشطة على الموقع.

هذه الصفحة ليست حالة شاذة. بعد أنباء مقتل المراهقين الإسرائيليين الثلاثة المختطفين، ظهرت صفحات مماثلة تحتوي على لغة عنصرية وعنيفة. جذبت هذه الصفحات أيضًا اهتمام وسائل الإعلام الرئيسية. حاول مستخدمو فيسبوك، مرة أخرى، الإبلاغ عن الصفحات التي تدعو إلى الانتقام من السكان الفلسطينيين. مع ذلك، رد فيسبوك بادعاءات مماثلة (انظر لقطة الشاشة أدناه) بأن الصفحة لا تنتهك معايير مجتمعهم.

Facebook response to abuse report , sent July 3 2014.

رد فيسبوك على تقرير إساءة الاستخدام، أُرسل في 3 يوليو/تموز 2014.

صفحة الانتفاضة الثالثة

بالعودة إلى عام 2011، كان هناك موقف مماثل، حيث بدأت مجموعة من الشباب الفلسطينيين صفحة على فيسبوك تدعو إلى انتفاضة ثالثة، أو انتفاضة من شأنها البناء على الانتفاضتين التاريخيتين اللتين وقعتا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.

على الرغم من أن مديري المجموعة شرعوا في تعزيز العمل المدني واللاعنف، لدعم فلسطين حرة ومستقلة، إلا أن أعضاء الصفحة بدأوا في نشر رسائل تروج للعنف والكراهية تجاه إسرائيل والشعب الإسرائيلي. ذكرت شبكة CNN لاحقًا أنه تمت إزالة الصفحة من الموقع بعد أن تلقى فيسبوك طلب إزالة من الحكومة الإسرائيلية.

اقترح خبراء حقوق الإنترنت لاحقًا أنه كان بإمكان الشركة تعليق حسابات أو صفحات المعلقين الذين يروجون للعنف، بدلاً من حذف الصفحة تمامًا. في النظام البيئي لوسائل التواصل الاجتماعي، هذه التفاصيل مهمة – يتم الحفاظ على حرية التعبير بشكل أفضل عند استهداف الخطاب الضار على مستوى الفرد، بدلاً من صفحة أو منصة بأكملها. لكن كان من المفهوم أن فيسبوك أزال الصفحة في محاولة للقضاء على لغة العنف والكراهية، والعواقب المحتملة التي يمكن أن تثيرها في الحياة الواقعية. من المثير للقلق أن نرى الآن أن فيسبوك لا يتبع نفس المعايير عندما يتعلق الأمر بالصفحات الأخيرة.

رد فيسبوك

في مقابلة، طلبت منظمة جلوبال فويسز من مونيكا بيكرت، رئيسة إدارة السياسات العالمية في فيسبوك، توضيح سبب عدم اعتبار هذه الصفحة انتهاكًا لمعايير المجتمع. فأجابت: “نحن ندرج بوضوح الخصائص التي نعتبرها خطاب كراهية، وإذا لم تندرج ضمن إحدى تلك الفئات، فإننا لا نعتبره خطاب كراهية بموجب سياساتنا”.

تحدث بيكرت عن سياساتهم بشكل عام، وليس عن هذه الحالة المحددة:

Facebook sets policies that can be implemented by a global, 24-hour staff of content reviewers. They seek to make decisions quickly and consistently[…] One of the toughest areas for Facebook is the area of hate speech. Here, Facebook is looking for characteristics that specifically target either an individual or a defined group [..] Because Pages change, unlike posts, they can be reviewed more than once. Decisions about individual pieces of content tend to be final, although can be reviewed for error.

يضع فيسبوك السياسات التي يمكن تنفيذها بواسطة فريق عمل عالمي من مراجعي المحتوى يعمل على مدار 24 ساعة. إنهم يسعون إلى اتخاذ القرارات بسرعة وبشكل متسق […] أحد أصعب المجالات بالنسبة لفيسبوك هو مجال خطاب الكراهية. هنا يبحث فيسبوك عن الخصائص التي تستهدف على وجه التحديد إما فردًا أو مجموعة محددة [..] لأن الصفحات تتغير، على عكس المنشورات، يمكن مراجعتها أكثر من مرة. تميل القرارات المتعلقة بالأجزاء الفردية من المحتوى إلى أن تكون نهائية، على الرغم من إمكانية مراجعتها للتأكد من عدم وجود خطأ.

لا ينبغي أن يكون فيسبوك بمثابة منصة للترويج للعنف ضد أي شخص

كمدافعين عن حرية التعبير، لا نريد أن يصبح فيسبوك منصة أكثر رقابة، وأكثر تسلطًا. لكن لا يمكننا أيضًا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد هذه الصفحة، وغيرها، تكتسب مئات المتابعين يوميًا. هي ليست مجرد كراهية وتمييز ضد الفلسطينيين والعرب، بل هي تهديد واضح لا لبس فيه بالعنف تجاه البشر. مع الاعتراف الكامل بالسياق السياسي المعقد والحساس لهذا الوضع، نطلب من فيسبوك إعادة النظر في هذه القضية والانخراط في محادثة حول عملية اتخاذ القرار على هذه الصفحة، وغيرها من الصفحات المماثلة.

تم تحديث هذه القصة الساعة 17:10 بتوقيت جرينتش يوم 11 يوليو/تموز، لتوضيح أن محمد أبو خضير قُتل في هجوم انتقامي.

PlayPlay

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.