يعيش سكان قرية تيفريت الموريتانية على وقع معاناة شديدة من النفايات التي تجلبها مؤسسة مجموعة نواكشوط الحضرية العمومية من العاصمة نواكشوط لترميها في القرية الواقعة على بعد 25 كم من نواكشوط، وقد خرج سكان القرية يوم الأربعاء 30 يوليو / تموز للتنديد بتحويلها إلى مكب للنفايات، مما يصعب العيش عليهم ويجلب لهم الأمراض، ورفعوا لافتات تطالب بالتوقف عن رمي القمامة والنفايات بالقرب من قريتهم مما أدى إلى قمعهم وتوقيف 14 منهم ساعات.
زار المدون الموريتاني سيدي الطيب ولد المجتبى سكان القرية الغاضبين وسجل شهادات من المواطنين ونشر صور على مدونته التاسفرة توثق الكارثة التي يعانون:
“وفق رواية السعد ولد محمد الامين أحد مسؤولي القرية، فقد أخبرتهم الحكومة الموريتانية قبل سنوات أنها تعتزم إقامة مصنع سيفيد القرية وكذا القرى المجاورة لها من الناحية الإقتصادية، وسيدفع بعجلة التنمية في منطقة يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، دون أن تفصح لهم الدولة عن طبيعة هذا المصنع ..!ليكتشف السكان في ما بعد أن ما وعدتهم به السلطة هو كذب فاضح وخديعة نكراء، حيث أسفرت الأيام عن مصنع يستقبل كل قمامات العاصمة نواكشوط ونفاياتها السامة والخبيثة، إذ تتجلى أبرز أضراره في تحلل تلك النفايات السامة تحت تأثير درجة الحرارة العالية وتسربها بشكل خطير إلى الغطاء النباتي والمياه الجوفية التي هي مصدر حياة جميع المواطنين، حيث ظهرت في المنطقة أمراض خبيثة راح ضحيتها عدد من الأشخاص من مختلف المراحل العمرية، وفي فترة زمنية متقاربة جدًا.وفي معرض حديثه لـ ” مدونة التاسفره” قال مسؤول القرية إنهم أبلغوا كافة السلطات الإدارية، [..] حيث تم إشعار كافة هذه الجهات بالخطر المحدق بهم، ولم يتبق لديهم من الإجراءات سوى ملف قضائي يعكفون على إعداده في الوقت الراهن لرفع دعوى قضائية ضد المجوعة الحضرية.”
محرقةٌ للأدوية!! دُخانها يُسامرُ القمر، فحينًا يحملهُ النّسيمُ إلى القرية المخذولة، وحينًا إلى أخرى ينبعثُ، والماشية، الماشية والغطاء النّباتي، بكلّ عمىً وسكونٍ، يتدفقُ عليه محمولًا بالسّموم.
أخبرني أحدُ أبناءِ القرية، أنّهم تنفسوه البارحة، في الهزيع الأخير من ليل الجنوبِ الطّويل، تصوّروا والّليالي الأخرى، على مرّ أعوامٍ عديدة، يتكرر السّيناريو .هنا يكونُ الصّمتُ إنتحارًا .
تأخذ قضية قرية تيفريت الآن زخمًا بين نقاشات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا وقد أطلق نشطاء وسم #تيفريت_تختنق من أجل التعريف بها.
وكان المدون الموريتاني الحاج ولد إبراهيم قد نبّه في وقت سابق إلى عدم احترافية الفرق التي تبعثها المجموعة الحضرية لتنظيف العاصمة الموريتانية نواكشوط وعدم توفير وسائل التأمين الصحي لها.حيث نشر فيديو قصير على فيسبوك يظهر بعض نفايات مستشفى الأنكلوجيا، الموجودة بالعاصمة والمختصة بعلاج مرض السرطان، وهي مرمية في الشارع ويتعامل معها عمال النظافة بدون أي واق أو أي تجهيزات.
هل تعلمون ما اخر ابداعات الحكومة ومؤسساتها الصحية: مستشفى السرطان يرمي مخلفاته السامة والموبوئة في الشارع وسط المدينة. بعد قرار حكومة الجنرال عزيز طرد شركة بيزورنو اصبحت القمامة تتراكم اياما واياما قبل ان تصل لواجهتها ايادي عمال المجموعة الحضرية المساكين. كمتابع للوضع القماماتي الوطني عن كثب لاحظت البارحة في المكب الواقع على شارع كندي والمقابل لعمارة المامي على بعد امتار من مستشفى السرطان، وجود قمامة طبية ملوثة تحتوي بعض الحقن والانابيب والقفازات الطبية الملوثة بالدماء وربما الاشعة -كما يظهر في الفيديو- مرمية مع القمامة العادية.
عندما لاحظت الامر اصبت بالذعر والصدمة لهول المشهد فربما بعد ساعة او يوم سيمر متسكع يبحث عن بقايا طعام رماه مطعم “لكورمانديز” القريب فيصاب بلسعة ابرة او شعاع ملوث. بعد ذالك او قبله سياتي عمال الحضرية المساكين الذين يتقاضون 2000 اوقية عن يوم دوام كامل ليتعاملوا مع قمامة موبوئة وخطيرة وغير متوقعة لينتقل لهم مرض معدي لن توفر لهم الحضرية غطاء صحيا لمعالجته او حتى الكشف عنه. سجلت الفيديو لتوثيق الجريمة لكن متاكد ان الامر سيوقف هنا مع وجود خمس تلفزيونات ومثلها اذاعات واضعاف ذالك من مواقع متفرغة. لن يحاسب احد، لا مدير المستشفى ولا وزير الصحة ولا مفتشية السلامة لن اتحدث طبعا عن القطط الكبيرة أو القط الاكبر.
1 تعليق
إنها جريمة في حق متساكني قرية تيفريت الموريتانية.لا بد من التحرك واليقظة لإيقاف مثل هذه التجاوزات.نحن نشعر بمعاناتكم لكن تبقى الحيلة بيد المواطن فهو من يستطيع بإرادته وضع حد لكل تقصير ومماطلة صادرة من كل السلطات المعنية بالأمر.