صفعة جديدة لحرية التعبير بعد الحكم على مدون جزائري بالسجن لمدة عشر سنوات

مرزوق تواتي. الصورة مأخوذة من صفحة الفيسبوك الخاصة بمدونته الحڨرة – Alhogra.

حكمت محكمة جزائرية في مدينة بجاية على المدون مرزوق تواتي بالسجن عشر سنوات في 24 أيار/ مايو 2018. ماذا كانت جريمته؟ تغطية أخبار الإضرابات المناهضة لسياسة التقشف، والاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص الشغل، وانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف السلطات الجزائرية.

أدين تواتي، الذي يقبع في السجن منذ كانون الثاني/ يناير 2017، بتهمة تقديم “معلومات استخباراتية إلى قوى أجنبية من شأنها الإضرار بموقف الجزائر العسكري أو الدبلوماسي أو مصالحها الاقتصادية الأساسية” وذلك عقب إجرائه، ونشره، مقابلة مع مسؤول إسرائيلي على الإنترنت.

في 9 كانون الثاني/ يناير 2017، نشر تواتي مقابلة مع حسن كعبيّة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لوسائل الإعلام الناطقة بالعربية، على موقع يوتيوب، وعلى مدونته الحڨرة، التي لم يعد يمكن الولوج إليها. ركزت المقابلة على الاحتجاجات وأعمال الشغب التي اندلعت في مقاطعة بجاية الشمالية وأجزاء أخرى من البلاد، حيث أعرب الجزائريون عن رفضهم للإجراءات التقشفية، التي تمثلت في زيادة الضرائب على القيمة المضافة والدخل والممتلكات، بالإضافة إلى تقليص الدعم الحكومي عن الوقود.

في أثناء المقابلة، سأل تواتي كعبيّة عن ادعاءات وزير في الحكومة الجزائرية بأن قوى أجنبية تدخلت في شؤون البلاد وكانت خلف هذه الاحتجاجات، ونفى كعبية أي تورط إسرائيلي. وأخبره أيضا أنه قبل العام 2000، كان هناك “اتصال” بين الحكومتين الجزائرية والإسرائيلية، لكنه لم يؤكد ما إذا كانت الجزائر قد استضافت مكتبًا دبلوماسيًا يمثل إسرائيل في الماضي.

لا تعترف الجزائر وحكومات دول عربية أخرى، باستثناء مصر والأردن، بإسرائيل بصورة رسمية، ولا تربطها علاقات دبلوماسية معها بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية. ومع ذلك، حافظت بعض الحكومات، ماضياً وحاضراً، على خطوط اتصال مفتوحة مع هيئات تمثل إسرائيل، واستضافتها على أراضيها. غالباً ما تخفي الحكومات العربية هذه العلاقة وتبقيها سرية نظراً للدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية في المنطقة.

من المتوقع أن يستأنف تواتي الحكم في الأسابيع المقبلة. وفي بيان صحفي، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هبة مرايف:

Merzoug Touati’s arrest, trial and sentence is further proof that freedom of expression remains under threat in Algeria, where the authorities continue to use a range of repressive laws to quell dissent.

إن توقيف مرزوق تواتي ومحاكمته وإدانته دليل إضافي على أن حرية التعبير ما تزال مهددة في الجزائر، حيث تواصل السلطات استخدام سلسلة من القوانين القمعية لإخماد الأصوات المعارضة.

تتعرض حرية التعبير للحصار في الجزائر، وإدانة تواتي ما هي إلا حلقة جديدة في سلسلة ممتدة من التهديدات القانونية التي تستهدف الأشخاص الذين يتخطون بعض الخطوط الحمراء. إن العديد من مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي والمدونين والصحفيين الذين أعربوا عن آرائهم بخصوص جملة من القضايا، من بينها حالة الرئيس المريض عبد العزيز بوتفليقة (الذي يحكم البلاد منذ عام 1999) والشرطة والقضاء والمؤسسات الدينية، واجهوا تهديدات قانونية من طرف سلطات الدولة.

حالياً، يقضي المدون سليمان بوحفص حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات بسبب منشورات اعتبرت مهينة للإسلام. أما سعيد شيتور، الصحفي المستقل الذي عمل لصالح مؤسسات إعلامية دولية مثل بي بي سي وواشنطن بوست، فهو في السجن منذ عام، وذلك إثر اتهامه من قبل السلطات الجزائرية “بالتواطؤ مع قوى أجنبية.”

على الرغم من التهديدات والقيود، تجمع عدد من النشطاء في بجاية مساء 6 حزيران/ يونيو للمطالبة بالإفراج عن مرزوق تواتي.

تجمع في ساحة سعيد مقبل في مدينة بجاية للمطالبة بتحرير مرزوق تواتي.  #Bejaia #MerzougTouati #Algérie

فهل ستستجاب دعواتهم؟ أم أنها، مثل كل مرة، لن تلقى آذاناً صاغية؟

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.