
لقطة شاشة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع تدعو النساء والرجال للالتحاق بالجيش.
في وقت سابق من هذا الشهر احتفلت المملكة العربية السعودية بتخريج أول دفعة على الإطلاق من المجندات في الجيش مما فتح الباب أمام نقاش حول الخطوة الأخيرة التي اتخذتها المملكة لتضييق الفجوة بين الجنسين، التي كانت كبيرة في السابق.
ارتدت خريجات مركز تدريب الكوادر النسائية بالقوات المسلحة السعودية زي عسكري فضفاض وطويل، مع تغطية رؤوسهن، وأحيانًا مع تغطية وجوههن بالنقاب، وذلك في 2 سبتمبر/أيلول في مسيرة عسكرية أمام الرتب العليا حاملات السلاح ومرددات الشعارات العسكرية.
كانت النساء قد تقدمن بطلب للانضمام إلى الجيش استجابة لدعوة وزارة الدفاع السعودية في فبراير/شباط وهي المرة الأولى في تاريخها – وسُمح لهن بالتسجيل من خلال بوابة دخول تمامًا كما يُسمح للرجال.
#فيديو_الدفاع
تعلن #وزارة_الدفاع ممثلة بالإدارة العامة للقبول والتجنيد للقوات المسلحة عن فتح بوابة القبول والتجنيد (رجال ونساء) للالتحاق بالخدمة العسكرية على رتبة (رقيب) حتى رتبة (جندي). pic.twitter.com/VmTS9Gssjw— وزارة الدفاع ?? (@modgovksa) April 23, 2021
ينظر الكثيرون إلى هذا على أنه إشارة أخرى في طريق تحرر المرأة السعودية.
ألغت الرياض العديد من القيود الاجتماعية القانونية والفعلية التي قيّدت النساء منذ فترة طويلة؛ حيث أصبح يمكن للمرأة السعودية الآن القيادة، وممارسة الرياضة في الملاعب العامة، والسفر دون موافقة ولي الأمر، ومؤخراً أصبح مُتاحًا للنساء العيش بمفردهن دون ولي الأمر الذكر، ويُستشهد بهذا التحول الحاد في الظروف الاجتماعية والقانونية للمرأة السعودية كجزء من رؤية 2030؛ وهي خطة التنمية الجذرية للدولة التي يقودها الحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
كما هو الحال مع كل من هذه القرارات، كان المجتمع السعودي منقسمًا بشكل حاد بين المؤيدين والمعارضين.
أظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي العديد من المجندات يشيدن بالخبرة التي اكتسبنها.
منسوبات القوات المسلحة يتحدثن عن مشاعرهن بعد الانضمام للسلك العسكري.
-
— أخبار السعودية (@SaudiNews50) September 2, 2021
تقول فيها إحدى المجندات:
Saudi women are strong. Saudi women are capable of confrontation. One Saudi woman joining the military service means the joining of future generations; generations of patriotism, love, belonging and loyalty
المرأة السعودية قوية، المرأة السعودية قادرة على المواجهة، والتحاق المرأة السعودية بالخدمة العسكرية يعني التحاقها بالأجيال القادمة؛ أجيال من حب الوطن والانتماء والولاء.
كما أثنت أخرى على “الحكام العظماء” الذين بفضلهم من بعد فضل الله “استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوة بارزة تتناسب مع ثقافة المجتمع والعصر الجديد”. قالت مجندة ثالثة:
Such a great feeling, a feeling like no other, it is a mixture of happiness, pride, glory, fear of responsibility as well. From the moment I put on this military uniform, I no longer represent myself only, but represent a whole country, and responsible for all my actions and behavior, and I am sure I will be up to it.
هذا الشعور رائع، شعور لا مثيل له، إنه مزيج من السعادة، والفخر والمجد، والخوف من المسؤولية أيضًا؛ منذ اللحظة التي أرتدي فيها هذا الزي العسكري لم أعد أمثل نفسي فقط، بل أمثل دولة بأكملها، ومسؤولة عن كافة أفعالي وسلوكياتي، وأنا متأكدة من أنني سأكون على استعداد لذلك.
وصف إبراهيم المنيف -وهو مستخدم على موقع تويتر يبلغ عدد متابعيه ما يقرب من 68 ألف متابع- أولئك المعارضين للانضمام إلى الجيش بأنهم إما “جاهلات أو ذات تفكير رجعي”، مشيرًا إلى أن التاريخ الإسلامي والتاريخ السعودي يروي قصص نساء قاتلن إلى جانب الرجال، أضاف:
هناك من يتحجج بأن الجيش لا يتناسب مع طبيعة الانثى!
وهذا الأمر مردود عليه..
هل الجيش يناسب جميع الرجال؟
طبعاً لا!
اذاً (الجيش قد يليق بفئة من النساء)، وعلى أي حال، الأمر غير الزامي على النساء كما هو غير الزامي على الرجال، ومن ترى في نفسها قابلية للانضمام، فهذه شروط التسجيل pic.twitter.com/icBwNFVwpt— إبراهيم المنيف (@altamimi14) February 22, 2021
انتهز الكثيرون هذه الفرصة للإشادة بالأمير محمد كمدافع عن حقوق المرأة.
هناك قادة يقرأون التاريخ .. وهناك آخرين يكتبونه!
سيذكرك الوطن برجاله ونسائه .. بشبابه وشيابه .. قائداً حازماً ومجدداً شجاعاً .. نصير المرأة .. ملهم الشباب .. مختصر المسافات .. ومُذلّل العقبات وفقك الله وسدد جهودك.#محمد_بن_سلمان_36_سنه pic.twitter.com/D9wM5mJwNP
— هند العصيمي♡ (@h_angel__) September 1, 2021
منذ صعوده إلى مركز الحلبة الضيقة للسلطة في المملكة بعد صعود والده إلى العرش في يناير/كانون الثاني 2015 كان الأمير محمد المحرك الرئيسي وراء القرارات التي مكّنت النساء السعوديات من استعادة حقوقهن المدنية والاجتماعية، ومع ذلك سرعان ما طغت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي ارتبطت بولي العهد؛ بما في ذلك قتل الصحفي جمال خاشقجي، والاعتقالات التعسفية، وتعذيب العشرات من رجال الأعمال والعائلة المالكة بسبب مزاعم الاحتيال على هذا الدور الإيجابي والترحيب على نطاق واسع، والاختلاس، واحتجاز ناشطات بارزات في مجال حقوق المرأة لطالما قادت دعوات لتحرير المرأة السعودية.
البناء الجسدي
من ناحية أخرى، وجد الكثيرون أن القتال غير مناسب لبناء جسم المرأة.
ردًا على تغريدة المنيف المذكورة أعلاه كتب ثواب الشطري – مستخدم سعودي آخر على تويتر-:
قد يناسبها بعض الاعمال كأ إداره وطب وتغذيه وتموين ومحاسبه
كلها تناسبهاوموجوده الان في كثير من الوزارات والاجهزه العسكريه كأ المرور وحرس الحدود ومكافحة المخدرات
والاوضاع مستتبه جداًلكن ميدانياً اعتقد صعب عليها من حيث التكوين الجسماني
— ثواب بن دواس بن عايض الشاطري (@mgdafw13) February 23, 2021
دحض آخرون فكرة المجندات تمامًا، حيث قال أحد مستخدمي تويتر السعوديين:
الجيش غير مناسب لهم.. النساء مصانع الرجال صحيح ولكن الله خلق المرأة بتكاليف وطاقات وكذلك الرجل ومن سنين والمرأة في القطاع العسكري سجون وغيرها والآن زادت.. لكن الجيش غير مناسب بتاتًا البتة لهم ومحسسينا تعداد السعودية مليون ويبون يزيدون في عدد الجيش!
قرارات كهذه احس اعتباطية .— . ? بدير الدهيميّٰ ? الأزدي (@i_Ezr) February 23, 2021
كما علق شخص آخر نشر بيان إخلاء المسؤولية بأن “المرأة هي العمود الفقري للمجتمع”، وإن أولوية التجنيد في الجيش يجب أن تُعطى للرجال العاطلين عن العمل، ودعا السلطات إلى فتح مجالات طبية وتعليمية للنساء العاطلات بدلاً من ذلك.
رفض آخرون الفكرة لأسباب دينية بحتة، نقلاً عن رجال دين إسلاميين يتبعون تفسيرًا متشددًا للدين.