مع موقف فنزويلا بشأن إعادة ضم منطقة إيسيكويبو، تستعد غويانا “للسيناريو الأسوأ”

صورة مع العلمين الوطنيين لفنزويلا وغويانا تم إنشاؤها باستخدام Canva Pro.

بفارق أيام، سجلت غويانا وفنزويلا انتصارات في نزاعهما القديم على الأراضي حول منطقة إيسيكويبو – وهي المنطقة التي تبلغ مساحتها 159.500 كيلومتر مربع (61.600 ميل مربع) غرب نهر إيسيكويبو والتي يطالب بها البلدان، ولكنها أصبحت جزءًا من غويانا منذ 1899، تاريخ قرار محكمة باريس.

في الأول من كانون الأول /ديسمبر، تلقت غويانا – التي أحالت الأمر إلى محكمة العدل الدولية (ICJ) في عام 2020 – حكم المحكمة بعدم جواز قيام أي من الطرفين بتشديد أي شروط تحيط بقضية قرار التحكيم الجارية. فسرت غويانا أمر المحكمة المؤقت الذي يقضي بعدم قيام فنزويلا بالتحرك لتعديل سيطرة غويانا على إيسيكويبو كونه انتصار، على أمل أن يردع أي أعمال عدوانية في هذا الصدد.

في الوقت نفسه، طرحت فنزويلا مسألة ضم منطقة إيسيكويبو المتنازع عليها في استفتاء عام في الثالث من ديسمبر/كانون الأول. على الرغم من الدعم العام الذي يحظى به ادعاء الملكية من قبل الفنزويليين – ونشر الحكومة للدعاية، والأحداث الموسيقية، والدعم المؤسسي تجاه الاستفتاء – تجنب معظم الناخبين صناديق الاقتراع يوم الأحد، تاركين أكشاك التصويت في البلاد فارغة في الغالب.

مع ذلك، أصر المجلس الانتخابي الوطني (CNE)، المركز الانتخابي الوطني في فنزويلا، على أن أكثر من 10 ملايين ناخب شاركوا في الاستفتاء، مع موافقة ما بين 95 إلى 98% على الأسئلة الخمسة المتعلقة بضم إيسيكويبو. شكك المحللون والمدافعون عن حقوق الإنسان في عدد الناخبين، الذي يعادل تقريبًا إجمالي عدد الناخبين في فنزويلا، الذين اتهموا حكومة الرئيس نيكولاس مادورو بالتلاعب بالنتائج. يتكهن بعض المحللين السياسيين أيضًا بأن النتائج المقدمة من المجلس الانتخابي الوطني ستعزز عدم الثقة في المؤسسات الانتخابية الفنزويلية في مواجهة الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

بعد الاستفتاء، ألقت شرطة الاستخبارات الفنزويلية سيبين القبض على روبرتو عبد الهادي، زعيم منظمة سوماتي، منظمة غير حكومية تركز على الشفافية الانتخابية، واتهمته بتلقي رشاوى من شركة النفط الأمريكية العملاقة إكسون موبيل مقابل التآمر ضد الاستفتاء. كما صدرت أوامر اعتقال بحق 12 شخصًا آخر، من بينهم الصحفية كلوديا ماسيرو، وبيدرو أوروتشورتو، وهنري ألفياريز، وجميعهم أعضاء في فريق زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو.

كانت لهجة حكومة فنزويلا، قبل الاستفتاء، تلمح فقط لنيتها ضم إيسيكويبو، بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول، نشرت قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لمادورو مقطع فيديو له يحمل خريطة “رسمية” جديدة لفنزويلا. منذ ذلك الحين، عينت حكومته حاكمًا للمنطقة، وأعلنت أن شركات النفط والتعدين العاملة في المنطقة أمامها ثلاثة أشهر للإخلاء، وأعلنت عن توجه الشركات الحكومية للتنقيب عن موارد النفط والغاز والمعادن في المنطقة فورًا. اتخاذ إجراءات مخالفة لأمر محكمة العدل الدولية بالامتناع عن اتخاذ أي إجراء، من شأنه أن يفرض المزيد من التعقيدات على النزاع الحدودي القائم.

في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز، تحدى الرئيس عرفان علي رواية فنزويلا بشأن عدم المشاركة في العملية القانونية لمحكمة العدل الدولية، قائلاً إن البلاد “شاركت بالفعل”، بعد أن ذهبت إلى المحكمة الدولية في مناسبتين فيما يتعلق بمسألة الاختصاص القضائي. عندما حكمت المحكمة ضدهم، مؤكدة أن لها اختصاصًا في مسألة النزاع الحدودي، غيرت فنزويلا، وفقًا لعلي، لهجتها:

قال رئيس غويانا محمد عرفان علي لشبكة سي بي إس نيوز إن بلاده لا تنوي تسليم أي أراضي للسيطرة الفنزويلية، ودعا الدول [هل هناك شيء مفقود هنا؟ أي دول؟] لتشجيع فنزويلا على عدم “التصرف بطريقة متهورة أو مغامرة يمكن أن تعطل السلام داخل المنطقة”.

مضى علي ليصرح بأن غويانا تحظى بالدعم الكامل من منظمات مثل منظمة الدول الأمريكية، والكومنولث، والمجموعة الكاريبية، والولايات المتحدة، التي تملك موارد دفاعية لمنافسة القوة العسكرية لفنزويلا، لكنه أعرب عن قلقه بشأن المدى الذي قد يكون مادورو على استعداد للذهاب إليه:

تحدث أنتوني بلينكن اليوم مع الرئيس محمد عرفان حول دعمنا لسيادة غويانا وتعاوننا الأمني والاقتصادي القوي. نتطلع لمواصلة شراكتنا القوية بمجرد انضمام غويانا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2024.

في حين أن خط الدفاع الأول في غويانا هو الدبلوماسية، قال الرئيس أيضًا إنهم “يستعدون لأسوأ السيناريوهات […] للدفاع عما نملك”:

رئيس غويانا يتحدث إلى الأمة حول تهديد غزو فنزويلا

1. غويانا تتخذ “تدابير احترازية”
2. تم وضع قوات غويانا المسلحة في حالة تأهب كامل
3. تواصلت غويانا مع حلفائها: الولايات المتحدة الأمريكية، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا

وعدت إدارة مادورو بإقناع الجمعية الوطنية الفنزويلية بالموافقة على القانون الأساسي للدفاع عما تشير إليه باسم “غويانا إسكويبا”. تم انتخاب الجمعية الوطنية الحالية من دون مشاركة المعارضة في البلاد، مما يعني أنها تدعم بشكل كامل الأجندة السياسية لمادورو. من ناحية أخرى، أعلن العديد من الحلفاء الكاريبيين دعمهم المطلق لغويانا، حتى حين أعربت غرف الأعمال الإقليمية عن قلقها إزاء التطورات، ودعوت إلى التوصل إلى حل سلمي. ناشدت البرازيل، التي تقع على الحدود الجنوبية للبلدين، فنزويلا تجنب أي عمل عدواني ضد غويانا.

في 8 ديسمبر/كانون الأول، اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الوضع، لكن ورد أنه لم يتخذ أي إجراء فوري، رغم أن وجهة نظر أعضاء المجلس الخمسة عشر هي وجوب احترام القانون الدولي.

يراقب مستخدمو الإنترنت الإقليميون الوضع عن كثب. في الطرف الشمالي من الأرخبيل، في جامايكا، قال واين تشين متأملًا:

القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي تجري عمليات جوية فوق غيانا: مجرد تحليق عدد قليل من طائرات F-18 فوق غيانا يجب أن يوقف فنزويلا. قعقعة سيوف القوى الكبرى.

في الوقت نفسه، لاحظ مستخدمو X الآخرون:

لا يفهم الناس كيف أن ما يحدث لأختنا سيؤثر علينا بالتأكيد هنا. العلاقات بين الجزر مثل خط الدومينو، مهما كانت السابقة، فإن العواقب ستقع علينا جميعًا

من ترينيداد وتوباغو، التي تقع على بعد حوالي 11 كيلومترا (7 أميال) قبالة ساحل فنزويلا، كانت لماريا ريفاس ماكميلان الكلمة الأخيرة:

بينما يسعى مادورو لنسخ استيلاء بوتين الجشع على الأراضي في هذا الجزء من العالم، هل نستعد لأسوأ سيناريو، حيث ينضم اللاجئون من غويانا إلى اللاجئين من فنزويلا الموجودين بالفعل هنا؟ دعونا لا ننتظر حتى يحدث شيء ما. أرجوكم.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.