في ٢٢ مارس/ آذار ٢٠١٣ تُوفي الكاتب ألبرت شينو الموجو أجيبي وقد اشتهر بتشينو أتشيبي، الذي أشاد به العالم كونه أعطى الأفارقة صوتاً حيث حطم القناع الذي وضعه الاستعمار.
كشهادة على الأثر العميق الذي تركته أعماله، رثاه العالم أجمع.
بالنسبة لنا فقدان شينو أجيبي – فوق كل شيء – أمر شخصي للغاية، لقد فقدنا أخا وزميلاً ورائدا ومحاربًا باسلاً. من “أوائل رواد فن الرباعيات” للأدب النيجيري المعاصر، صوتان سكتا للأبد – أحدهما كان الشاعر كريستوفر أوكيجبو والآن الروائي شينو أجيبي.ربما يصعب على العامة الذين يبعدون عن هذه الدائرة الحميمة أن يفهموا مدى النضوب الذي حدث لكننا نعزي أنفسنا بالجيل الجديد من الكُتاب الشباب الذين مُررت لهم دفة القيادة، الذين أثبتوا بالفعل بإبداعاتهم استمرارية مهنة الأدب. لابد أن نلفت الانتباه لهذا الشيء في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ نيجيريا، حيث تحاول قوى الظلام أن تعتم على نور الوجود الذي يمثله الأدب.
إن السيد أجيبي كان معلماً ومثالاً يُحتذى به لجيل من الكُتاب الأفارقة، عادة ما يُشار إليه بـ “أبو الكتابة الأفريقية المعاصرة”، وكمثله من الكُتاب الذين تُلاقي كتبهم الأولى نجاحاً وَجد أجيبي نفسه معروفاً بـ”الأشياء تتداعى”.لقد مضى أكثر من ٥٠ عاما على نشر رواياته الرائدة والقانونية. إنها لم تعد قادرة على الصمود أمام جمهور غربي على أية حال، ولكن للأدب الأفريقي ككل، ساعدت موهبته ونجاحه على ظهور موجة من كتابات ما بعد الاستعمار في كل القارة، من بين هؤلاء الكتاب الموهوبين النجيريين الذين تأثروا به شيمامندا نجوزي أديشي، أدوبي تريشيا نواباني، ولولا شونين.
Ife mee. Nnukwu ife mee. Chinua Achebe anabago. Onye edemede nke di egwu, onye nnukwu uche, onye obi oma. Keduzi onye anyi ga-eji eme onu? Keduzi onye anyi ga-eji jee mba? Keduzi onye ga-akwado anyi? Ebenebe egbu o! Anya mmili julu m anya. Chinua Achebe, naba no ndokwa. O ga-adili gi mma. Naba na ndokwa.
ها قد سقطت شجرة، شجرة كبيرة سقطت! ذهب شينو أجيبي، حداد الكلمات الذي لا يُضاهى، من بقى لنا لنتفاخر به؟ من الذي سيكون حصناً لنا بعد الآن؟ كيف يسقط العظماء؟ عيناي تفيضان بالدموع، شينو أجيبي لترقد روحك في سلامٍ الآن، سوف تكون على مايرام، ارقد بسلام [الترجمة إلى الإنجليزية بواسطة مازي نامادي نويجوي].
لقد فقدنا أخاً ومعلماً كانت هذه كلمات رئيس جمعية الكُتاب النيجيريين ريمي راجي على موقع الجمعية على شبكة الإنترنت، وأضاف:
صقرٌ على إريوكو، الفنان الكبير، الكاتب ذو الأسلوب الرفيع الذي قهر اللغة الإنجليزية ترك الدنيا الفانية في منتصف حوار حي عن مصير الأمة النيجيرية، إنه يوم ذو دلالة، في اليوم الذي تحيي فيه منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والطفوله ذكرى يوم الشعر العالمي، تداعت الأشياء في سماء الأدب الإفريقي والنيجيري. إنه ليومُُ مظلم، وحقيقة مؤلمة أن نصل إلى الفصل الأخير في تاريخ الأدب النيجيري، شينو أجيبي ابن أفريقيا الذي لا يُعوض.
إذا كانت القوة المطلقة واسعة المدى في خيال أجيبي قد أعطت أفريقيا صوتاً، فإن الحقيقة الجريئة تبقى أنه لطالما تحدى خرافات التدخل النقدي والأكاذيب الملفقة عن القارة تلقت أكبر حفنة من الأذى وتزييف السمعة.أجيبي كان يعرف وأرادنا أيضا أن نعرف أن الأفارقة سوف يظلون أبطالاً لقصص يرويها الآخرون، حتى يبدأوا في كتابة قصصهم بأنفسهم من غير أن يبعدوا العالم الخارجي. تحدى شينو فلسفة القرن العشرين التي قضت بأن الخيال تحفة فنية رائعة وأتى بأعمال جاءت في الطليعة عن حياة الإنسان وكشفت للعالم المتساءل عن أن المستعمر العاري، هو فعلا عاري! قدم التماساً عاجلاً بضرورة تكوين مؤسسة تسمى “الفنون التطبيقية” وشجعنا على مواجهة غطرسة الشكليات ومطالبتها بجواز سفرها. نعم، إن أجيبي أخبر عالـَماً يبيع الفن من أجل الفن لغزاً بأنك بالفعل يمكن أن تكون روائيا بارعا ومعلماً في نفس الوقت.
إن الحوار مع شينو أجيبي دائماً ما يكون عميقا، بطيئا، وغنياً وأنيقاً، لطالما كان مهذبا للغاية، إنه مستمعُُ جيد وعادة ما يفكر ملياً قبل أن يرد، في سنواته الأخيرة تكلم بهدوء ورقة أكبر ليستطعم تناقضات الحياة والتاريخ، يتحدث بجملٍ واضحة، وطويلة، وبسيطة التي ينهيها عادةً بتناقضٍ عميقٍ وحزين. ثم تومض عيناه الساحرتان ويكشف وجهه الوقور عن ابتسامةٍ كبيرة ومن ثم يضحك ضحكة خفيفة. هناك مسحة من الشبه بينه وبين نيلسون مانديلا، كلاهما يملكان القدرة على الظهور بشكل وقور وجاد وبعدها يكشفان عن ابتسامة كبيرة، حدث هذا عندما التقيا في جنوب أفريقيا، أخبرتني ابنته نواندو بذلك، للوهلة الأولى ظل الرجلان يحدقان ببعضهما وبعدها انفجرا يضحكان كأنهما يعرفان أُخوتهما، كلاهما عاطفيان تجاه عادات أفريقيا، استمرا في الحديث، مانديلا كان قد قرأ “الأشياء تتداعى” عندما كان سجينا في جزر روبنز وقال عن أجيبي بأنه “الكاتب الذي سقطت أرضاً بصحبته جدران السجن”
البروفيسير أجيبي كان واحداً من المدرسين الجبارين، حيث كان حضوره مصدراً للإضاءة رسم العالم لنيجيريا، كان يدرس في قسم اللغة الإنجليزية كما أجرى أيضا بحثاً في معهد الدراسات الأفريقية.بعد روايته العصرية “الأشياء تتداعى” أعطى صوتا للأدب الإفريقي وسكانه، استمر في محاولاته المؤثرة عندما وجد أوكيكي الجريدة الرائدة في الأدب الأفريقي التي شهدت مولد العديد من الكتُاب البارزين، عمل على قيادة البحث في حضارات أجيبو وغيرها من المجموعات في معهد الدراسات الأفريقية. ساهم في تعزيز سمعة جامعة نيجيريا كمركز للتعليم الحر لأهم التقاليد، من خلال عمله أعطى لغة وثقافة أهل أجيبو عالميةً وضعتهم ضمن أكبر المجموعات العرقية في الحضارة الإنسانية.
Ije oma, Albert Chínụ̀álụmọ̀gụ̀ ÀchèbéBulu anya anyi n'ala mmuoKa anyi bulu anya gi n'ala ndi di nduOkeosisi adaUmu nnunu eju ofiaKachifo Ogbuefi Achebe
رحلة سعيدة يا شينو أجيبي
كن عيناً لنا في أرض الموتى
كما سنكون عينا لك في أرض الأحياء
شجرة كبيرة سقطت
تناثرت العصافيرُ في الغاب
ليلة سعيدة يا أجيبي