هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة للثورة السورية
يوافق هذا الشهر مرور سنة على حصار حمص القديمة، والتي غالبا ما توصف بأنها عاصمة الثورة السورية. وتعرضت حمص، التي كانت من أوائل المدن السورية الثائرة على نظام الطاغية بشار الأسد، مع ما يقارب 14 من الحارات والأحياء القديمة، بما فيهم بابا عمرو، باب سباع، الخالدية، ودير بعلبة، لقصف متواصل لأكثر من سنتين من قبل النظام السوري، مما جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، خاصة مع تضاءل الإمدادات الطبية والغذائية.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، نشر موقع الأصوات العالمية مقالا بعنوان “حمص: على أطلال عاصمة الثورة السورية“. الحصار الذي أطبق على 14 من أحياء حمص كان حالة خاصة تختلف عما حدث في مدن سورية أخرى. حصار حمص كان أشبه ما يكون بحصار غزة، مع فارق أن حمص ليس فيها أنفاق سرية لتهريب المواد الغذائية الأساسية والإمدادات الطبية وتهريب الجرحى والمرضى.
كتبت الناشطة jeydt23 في ستوريفاي تشرح الوضع:
What is being called the Siege of Homs is arguably the most intense war zone in all of Syria at the moment. The siege has been going on for months with the death tolls on both sides of the conflict adding up daily. Below are pictures, tweets, and videos of the people striving to survive.
يمكن القول أن ما يسمى بحصار حمص هو في الحقيقة منطقة حرب قد تكون المنطقة الأكثر ضراوة في سوريا كلها. استمر الحصار لأشهر مع خسائر في الارواح من كلا الجانبين بشكل يومي. هنا صور، وتغريدات، وفيديوهات عن الناس الذين يسعون للبقاء على قيد الحياة رغم الحصار والقصف المتواصل.
في حمص القديمة، لا توجد أراضي زراعية يمكن زراعة الخضراوات والفواكه فيها، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء. الفيديو التالي يظهر أطفال يلتقطون أوراق الشجر من الحدائق لأكله.
لا توجد أيضا مستشفيات أو مراكز طبية في حمص، حيث تم تدمير وقصف مستشفى الأمل في الأول من أبريل/نيسان 2012. وكبديل أقيمت مستشفيات ميدانية تعتمد على طلاب الطب والمتدربين لعلاج المرضى (تحذير: الفيديو لعملية جراحية دون تخدير في مستشفى ميداني).
كما قطعت الحكومة الكهرباء، والماء، والاتصالات عن الأحياء المحاصرة. واعتمد الأهالي على مياه الآبار، ومولدات الكهرباء، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية. من جهة أخرى، أغلقت المدارس، والجامعات، والمؤسسات التعليمية، ويعيش مئات الأطفال يوميا تحت القصف والغارات المتواصلة التي تستخدم فيها قاذفات الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ البعيدة المدى.
في 6 يونيو/حزيران 2013، نشر النشطاء السوريون هذا الفيديو على صفحة فيسبوك “فك الحصار عن حمص” الذي يكشف جانبا كبيرا من الدمار الذي لحق بالمدينة.
مدونة “سوريا الكبرى” نشرت تدوينة مؤلمة بعنوان “ياسين ومريم الصباغ .. نهاية حصار حمص“، تروي قصة الشقيقين ياسين ومريم اللذين استشهدا في انفجار قذيفة هاون، أطلقتها قوات النظام من المناطق الموالية، بينما كانا يلعبان بقرب منزلهما. صورتهما نشرت مع هذا التعليق المؤثر:
[…..] Maryam and Yassin Sabbagh drawing what their life has been limited to: mortars, shelling, darkness, fear, and destruction; deprived from education, from schools, from having friends and neighbours to play with, from enjoying the blessings of life like world’s children, from food and sanitary water, from electricity, from everything.
مريم وياسين الصباغ يرسمان ما اقتصرت عليه حياتهما: قذائف الهاون، والقصف، والظلام، والخوف، والدمار. لقد حرما من التعليم، والذهاب للمدرسة، واللعب مع الأصدقاء وأبناء الجيران، والتمتع بنعم الحياة التي يتمتع بها كل الأطفال في العالم، مثل الطعام، ومياه الصرف الصحي، والكهرباء .. لقد حرما كل شئ.
في صفحته على فيسبوك، دعا يزن حمصي كل السوريين إلى مساندة الثورة وعدم خذلان الشهداء. ونشر رسالة كتبها ناشط قبل استشهاده يذّكر فيها كل النشطاء السوريين بتعهدهم بحماية الثورة حتى تحقق أهدافها:
عتب شهيد على كل متخاذل ….
تاريخ الكتابة 9-6-2013 حمص – المنطقة المحاصرة
تاريخ الشهادة 10-6-2013 حمص – المنطقة المحاصرة
هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة للثورة السورية