جلال عبدالله السعيدي، شاب يمني اُشتهر في التمثيل المسرحي وإحياء حفلات التخرج والفعاليات الفنية بموهبته في التمثيل وتقليد الشخصيات الفنية والتلفزيونية خصوصًا شخصية ” زمبقة ” التي عُرفت في المسلسل اليمني همي همك الذي كان يُعرض على إحدى الفضائيات اليمنية قبل عامين.
قُتل السعيدي في 22 يونيو/حزيران 2018 في ظروف غامضة، فقد استدعي من قبل الهلال الأحمر الإماراتي للمشاركة في إحياء حفل فني ترفيهي وأداء شخصية “زمبقة ” للنساء والأطفال بمناسبة عيد الفطر المبارك في محافظة الظالع اليمنية جنوب اليمن. تعددت روايات مقتل السعيدي حيث أشارت بعضها إلى استضافة السعيدي من قبل إحدى الأسر للمبيت عندها بعد المهرجان الفني وليعود في اليوم التالي إلى العاصمة صنعاء حيث يقطن. لكن الأسرة غدرت به ليتم قنصه من قبل مسلح مجهول. ورواية أخرى تفيد بأن السعيدي تعرض لمحاولة إعتداء ومحاولة إيقاف عرضه الفني من قبل مسلحين، ولكنه تمكن من الفرار إلى إحدى المنازل ليتمكن المسلحون من اللحاق به وقنصه في الرأس وهو في المنزل عبر إحدى النوافذ في ملابسات غامضة.
أجمعت المواقع اليمنية والروايات أن قتل السعيدي يعود لأسباب عنصرية ومتشددة حيث ذكرت المواقع الاخبارية يمن برس والعربي واليمني اليوم ما يلي:
حاولت جماعة من المتشددين منع العرض الفني بحجة مخالفته للعادات والتقاليد وأن مدينة الظالع لا تعرف نساء تحضر المهرجانات اﻹحتفالية او السينما، وأن شخصية “زمبقة” تعتبر شخصية فنية شمالية والسعيدي ينتمي إلى المحافظات الشمالية وهذا اشعل غضب المتشددون العنصريون بالحراكيون ( جماعة عنصرية تدعوا إلى انفصال الجنوب عن الشمال كما كان قبل الوحدة عام 1990) مما أدى الى مقتله.
كتب د.كمال البعداني في مقال له “الضالع وثمن خطاب الكراهية” عن السعيدي:
توجه الشاب المسكين ولم يكن يعرف ما يخفيه له القدر. توجه الى هناك بكل عفوية دون ادراك لخطاب الحقد والكراهية والمناطقية الذي يتولاه الكثير من سفهاء الضالع منذ سنوات ويتولى كبره واثمه عيدروس الزبيدي ومعه الكثير من الرفاق والغوغاء الذين يتصدرون الحراك ضد كل ما هو شمالي . تم قتل الشاب جلال بطريقة لا يعرفها الاسلام ولا حتى العرب في الجاهلية ، فقد استضافته احدى الاسر للمبيت عندها وهناك تم قتله من مجهولين عن طريق اطلاق الرصاص عليه من احدى النوافذ ولاذ القتلة بالفرار كما تقول الرواية.
أضاف ايضًا د.كمال البعداني في مقاله:
تصدرت الضالع خطاب الكراهية بطريقة جاهلية مقيته. ولكي نكون منصفين نقول سفهاء الضالع وليس كل الضالع . فالضالع فيها الكثير والكثير من الشرفاء واصحاب النخوة والرجولة ولكن للاسف الشديد هؤلاء مغيبون وتصدر المشهد شذاذ الافاق وقطاع الطرق واصحاب السوابق وبقايا الفكر الماركسي، وكلهم لا يعملون حساب للدين او القبيلة او العرف فعبثوا في الضالع وفي عدن وفي كل مكان استطاعوا الوصول اليه . معتقدين انهم لن يعودوا الى حكم الجنوب والتحكم به كما كانوا في السابق الا اذا تخلصوا من كل ماهو شمالي.
يجدر بذكره أن الهلال الاحمر الإمارتي لم يصدر أي تعليق عما حدث حيث تحدث د.كمال البعداني:
المحزن في موضوع الشاب القتيل ان اسرته ارادت النزول الى الضالع لاخذ جثة ابنها فقيل لهم انه لا يسمح لهم بدخول الضالع ويتم السماح فقط لامه وواحد معها فقط يكون محرم لها ،، كما افاد بذلك خال القتيل في الاتصال الذي اجراه معه الصحفي. فتحي بن لزرق ونشره في صفحته ،،. اين المحافظ ؟ اين مدير الامن؟ اين الدولة ؟ اين احزمةالامارات ؟
عرف السعيدي في شخصيته الكوميدية وبموهبته في التمثيل وتقليد الشخصيات الفنية الكوميدية وكذلك نشاطه الفني الخيري في إحياء الحفلات والمهرجانات لصالح اﻷيتام ودعم مرضى السرطان في اليمن.
أعرب ناشطو ومحبو السعيدي عن صدمتهم وحزنهم تجاه مقتله عبر مواقع التواصل الاجتماعية تحت الوسم #شهيد_الإبتسامة و #جلال_السعيدي وكذلك تداول ناشطون عبر موقع يوتيوب غضبهم وتعليقاتهم حول ماحدث وآخر أعمال السعيدي وعبرت المطربة السورية أصالة عن حزنها بعد معرفتها بخبر مقتل الممثل اليمني جلال السعيدي على حسابها على إنستغرام:
وشيع جثمان الراحل في العاصمة اليمنية صنعاء في 27 يونيو/حزيران 2018 ليتم بذلك إغلاق القضية مثل غيرها من القضايا في اليمن التي انتهت دون معرفة الجناة وتحقيق العدالة، كقضية مقتل الصحفي اليمني محمد العبسي الذي قتل مسمومًا.
كما قتل في تاريخ 17 يونيو/حزيران 2018 ابن الناشط اليمني الحقوقي نبيل فاضل في العاصمة صنعاء في ظروف غامضة، حيث تم تبرير قتله باعتباره أحد المطلوبين في تجارة المخدرات حيث تمت مراقبته وملاحقته ومحاولة القبض عليه ومن ثم الاشتباك معه مما أدى لمقتله حسب صفحة الناشط نبيل فاضل على فيسبوك.
ويبدو أن سيناريو القتل العشوائي غير المبرر في اليمن مستمرًا، خصوصًا في ظل وضع سياسي معقد وانفلات أمني مع انتشار الجماعات المتشددة والعنصرية في اليمن.