مشاركة الآلاف في “مسيرة من أجل أوروبا” لدعم طلب جورجيا للانضمام للاتحاد الأوروبي

مسيرة تبلّيسي، صورة من التقرير المصور بواسطة راديو الحرية

في 20 يونيو/حزيران خرج الآلاف إلى الشوارع في العاصمة الجورجية تبلّيسي للتعبير عن آرائهم بكل وضوح — أن جورجيا تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي. جاءت المسيرة بعد إرجاء المفوضية الأوروبية طلب جورجيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. تتوقع جورجيا صدور القرار النهائي لطلبها لوضع ترشحها للانضمام للاتحاد الأوروبي في 24 يونيو/حزيران.

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” في خطاب لها يوم 17 يونيو/حزيران ” نحن نوصي المجلس بمنح [جورجيا] وجهة النظر الأوروبية ومن ثم العودة. “وتقيم كيفية استيفاء جورجيا لعدد من الشروط، قبل منحها وضع مكانة المُرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.”

تم تقييم الآراء بحرص، في طلبات عضوية الدول وفقًا لاستحقاقهم، كما نفعل دائمًا. هذا أساس صلب للتقدم معًا. البناء على هذا البرهان هو الزخم التاريخي والسياسي.

يجب على الدولة استيفاء شروط معينة لمنحها وضع مكانة الترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي، من ضمنها، الحد من الاستقطاب السياسي، إصلاح النظام القضائي، ضمان عمل مؤسسات الدولة بشكل جيد، تدابير قوية لمواجهة الفساد، بما في ذلك إنهاء حكم الأقلية وغيرها.

وفقًا لتقرير (Caucasian Knot) موقع إخباري على الإنترنت، تجمع الجورجيون يوم 5 يونيو/حزيران في ساحة الجمهورية تحت شعار “معًا إلى أوروبا” نُظمت المسيرة بواسطة مواطنين وبحضور أعضاء المجتمع المدني، بما في ذلك أحزاب سياسية مُعارضة، ونشطاء منظمات غير حكومية، وأيضًا شخصيات عامة.

في مارس/آذار 2022 أعلنت الحكومة خطتها للانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، عقب الغرو الروسي لأوكرانيا — بعد يوم من إعلان أوكرانيا طلبها الرسمي.  تم وصف خطوة الحزب الحاكم “الحلم الجورجي” في هذا الوقت على أنه تراجع، حيث إنه كان مُصِرًّا إلى وقتٍ قريب على ألا يجب تسريع الجدول الزمني لتقديم طلب ترشيحها للاتحاد الأوروبي الذي كان مقررًا في 2024.

تم تنظيم “مسيرة من أجل أوروبا “من قبل حركة “عار” ومجموعات مؤيدة للديموقراطية في محاولة لإظهار التزام الشعب الجورجي لاختيارهم الأوروبي وقيمهم الغربية.

تجمع حشد كبير في تبلّيسي لبدء مسيرة احتجاجية ضد مواقف الحزب الحاكم ” الحلم الجورجي” الموجة تجاه الاتحاد الأوروبي والسلوك الصديق لروسيا بشأن أوكرانيا وكنتيجة لذلك لا يوجد نية لتوصية ترشح جورجيا لعضوية الاتحاد الأوروبي من قبل المفوضية الأوروبية

شارك عشرات الآلاف اليوم في تبلّيسي، جورجيا، مسيرة احتجاجية لدعم مستقبل دمج جورجيا للاتحاد الأوروبي

أنشَدَ الطلاب أنا جورجي، إذًا أنا أوروبي،” أثناء توجههم نحو مبنى مجلس النواب في العاصمة تبلّيسي في 20 يونيو/حزيران.

وفقًا لتقريرOC Media تجمعت الحشود أيضًا في مُدن أُخرى، بما في ذلك باطومي، وكوتايسي، وزوغديدي.

ناشدت رئيسة جورجيا، سالوميه زورابيشفيلي، قبل القرار المتوقع يوم الجمعة عددًا من الدول الأعضاء في سلسة من رسائل الفيديو التي تمت مشاركتها على تويتر لدعم طلب ترشح جورجيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.

الانقسامات الداخلية

كانت جورجيا غارقة في الأزمات السياسية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020 عندما تنافست جماعة مُعارضة على نتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الحزب الحاكم “الحلم الجورجي.” ولكن عندما أصبح الاندماج الأوروبي الأولوية القصوى، بالتالي تضاءلت الانقسامات السياسية الداخلية بشكل متوقع.

منذ عام 2020، شهدت البلاد انخفاضًا في حرية الصحافة وعدد كبير من الانتهاكات ضد المجتمع المدني، بما في ذلك الاعتداءات على الصحفيين وتدهور الديمقراطية في البلاد بشكل عام.

كتب توماس دي وال “زميل أول في كارنيغي أوروبا ومراقب منذ فترة طويلة لأوروبا الشرقية والقوقاز” أينما تنظر فالصورة سيئة: سوء الإجراءات الانتخابية، تسيس النظام القضائي، الطريقة التي فشلت فيها السلطات لمنع العنف ضد الصحفيين ومنظمي المثلية الجنسية في تبلّيسي، والكشف عن مراقبة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي في جورجيا.

اعتمد مجلس النواب الأوروبي في 9 يونيو/حزيران قرارات بشأن انتهاك حرية الإعلام وسلامة الصحفيين في جورجيا.” كما دعت الوثيقة أيضًا إلى فرض عقوبات شخصية ضد رئيس وزراء جورجيا السابق ومؤسس الحزب الحاكم الحلم الجورجي “بيدزينا ايفانيشفيلي” لدورة في تدهور العملية السياسية في جورجيا.

ايفانيشفيلي هو شخصية رئيسية في السياسة الجورجية. جمع ثروته في روسيا قبل عصر بوتين وأسس حزب الحلم الجورجي في 2012. على الرغم من إعلان ايفانيشفيلي رَسْمِيًّا ابتعاده عن السياسة في 2021، ولكن يعتقد البعض أنه ما زال يُصدر القرارات.

قال رئيس الحزب الحاكم الحلم الجورجي “إيراكلي كوباخيدزي” في مؤتمر صحفي يوم 9 يونيو/حزيران، مُندفعًا للدفاع عن ايفانيشفيلي ومُنتقد صيغة القرار الذي صدر من الاتحاد الأوروبي ” إنه أمر مُقلق بشدة أنه حتى مؤسسات رفيعة المستوى مثل الاتحاد الأوروبي تقع ضحية واحدة من آفات عالمنا الحالي، وهي الأخبار الكاذبة.

إنه هذا السرد المُسبب للانشقاق الموجه نحو المعارضين بالداخل والحُلفاء بالخارج بجانب التراجع الديمقراطي للبلاد هو الذي يُقلص فرص جورجيا لعضوية الاتحاد الأوروبي.

على الرغم من أن مسيرة 20 يونيو/حزيران تشير إلى أن غالبية الجورجين بما في ذلك رئيسة جورجيا “سالوميه زورابيشفيلي” يفضلون مكانة البلاد في أوروبا، من غير المحتمل أن يغير ذلك القرار النهائي لقادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع المجلس الأوروبي هذا الأسبوع المقرر انعقاده في يونيو/حزيران 23-24.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.