حقق أسود الأطلس إنجازًا تاريخيًا خلال كأس العالم 2022 في قطر. لم يكن فريق كرة القدم المغربي الوطني أول فريقٍ أفريقي يتأهل للدور نصف النهائي لكأس العالم وحسب، بل كان أيضًا الفريق العربي الوحيد. اعتبارًا من 10 ديسمبر/كانون الأول 2022، سيظلون حاضرين دومًا في أذهان مشجعي كرة القدم في العَالمِّ أجمع. بعد 4 أيام، واجهوا حاملي لقب كأس العالم، المنتخب الفرنسي. رُغمَّ خسارتهم بنتيجة 0-2، أثبتوا بأنهم أحد أكثر الفرق الأفريقية اتساقًا — بسِت مباريات خلال كأس العالم. إضافةً لاتساقهم، قدموا واحد من أكثر الأداءات إثارة حيث تصدروا الترتيب في دور المجموعات بتغلبهم على أفضل الفرق الأوروبية، إسبانيا والبرتغال، للوصول لنصف النهائي.
صُناع التاريخ
ليست المرة الأولى التي يصنع فيها أسود الأطلس التاريخ.
في 1970، كان أسود الأطلس أول فريقٍ أفريقي يتعادل في مباراة خلال كأس العالم بنتيجة 1-1 مع بلغاريا. في 1986، أصبح أول فريقٍ أفريقي يصل للدور 16 (يُعرف أيضًا بدور خروج المغلوب) في المكسيك. أوصلَّ الفريق منتخبهم للصدارة بتغلبهم على البرتغال، والتعادل مع إنجلترا وبولندا. في النهاية، أقصتهم ألمانيا (الغربية) كأحد المتأهلين للتصفيات النهائية.
بين 1986 و2022، تأهل أسود الأطلس لثلاثِ بطولاتٍ أخرى في كأس العالم رُغمَّ ضُعف الأداء. في 1998، أصابهم العار كونهم أول فريق أفريقي يُحرز هدفًا في مرماه من خلال يوسف شيبو بالتعادل مع النرويج بنتيجة 2-2. هذا يعني أنه لم يُحرز أي فريق هدفًا ضدهم في مباراة عادية خلال مباراة نصف النهائي أمام فرنسا، واستمرت صلابة خط الدفاع وثبات خط الوسط من مراحل التأهل الحالية لكأس العالم. فاز الأسود بسبع مباريات من أصل ثمان، وتعادلوا في واحدة.
موهبة المهجر أم الوطن
نجحَّ المنتخب المغربي في تحقيق هذا الإنجاز بفضل المزيج الغني من اللاعبين المحليين وعدد من صانعي الألعاب المهاجرين الموهوبين. يتألف الفريق من 14 لاعب لم يولد معظمهم في بلده الأصلي.
يُشكل الأخيرين الجزء الأكبر من الفريق، منهم قائد الفريق رومان سايس المولود في فرنسا، ونائب القائد حكيم زياش المولود في هولندا، ونظيره سفيان أمرابط الذي ولِدَّ في هولندا أيضًا. المثير للاهتمام أن المُدرب الحالي وليد الركراكي من المغتربين أيضًا، ما يعكس تنوع مزيج لاعبي وثقافة هذا البلد الأفريقي الشمالي. وُلِّد اللاعبين الآخرين في بلدان أخرى مثل بلجيكا، وكندا، وإيطاليا، وإسبانيا.
يُفيد مقال بعنوان ‘أسود الأطلس: إيجاد لاعبي المهجر للوطن في منتخب المغرب لكأس العالم’ على موقع ذا نيو عرب الإخباري، “العديد من النجوم الحاليين هم نتاج حملة استقدام اكتسبت القوة خلال 2014. لكن أشار البعض إلى أنها لم تكن لتنجح لو لم يكن الاستبعاد والتهميش الاجتماعي مصدر قلق للكثير من اللاعبين”.
خلال 2020، نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم دليل يتناول أهلية اللاعب لتمثيل المنتخبات المشاركة وسَعُّوا إلى “شرح القوانين المتعلقة بأهلية اللاعبين للعب لصالح المنتخبات الوطنية في كرة القدم الدولية”. كما أنه مفيد لكل من اتحادات كرة القدم الوطنية التي تُشكل أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، واللاعبين، والجمهور مع فهم هذه المسألة المتعلقة بالأهلية.
نسبوا جزءًا من نجاح المنتخب المغربي لحضور أهالي بعض اللاعبين. عند الفوز أمام إسبانيا، هرعَ مدافع الأسود المُتَّقِد أشرف حكيمي لعناق والدته والذي لاقى تفاعلًا واسعًا على انستغرام:
View this post on Instagram
مع ذلك يُمكن لعدد اللاعبين المغتربين في الفريق المغربي أن يكون بمثابة سيف ذو حدين أيضًا.
“Amid rising nationalism sentiments in Europe, many diaspora players are overly criticized just for the fact of being of foreign descent,” Amer Zenbaa, a Moroccan journalist said.
قال الصحفي المغربي عمار زِنباع، “في خضم تصاعد النزعة القومية في أوروبا، اُنْتُقِد الكثير من اللاعبين المغتربين كونهم من أصول أجنبية”.
تدفق الدعم
علقت آشر كوموغيشا، محللة رياضية تغطي أخبار الرياضة الأفريقية لصالح الجزيرة، على إنجاز المنتخب المغربي التاريخي:
HISTOOOORRRYYYYY!!! 🎉🎉
Morocco are in the SEMIFINALS.
First African and Arab team to qualify to the last four of the World Cup. What an incredible story of hope, resilience and hard work. Dima maghrib. pic.twitter.com/5ciNNXa0Pj
— Usher Komugisha (@UsherKomugisha) December 10, 2022
التاريخ!!! المغرب في الدور نصف النهائي. أول منتخب أفريقي وعربي يتأهل للمراتب الأربعة الأخيرة لكأس العالم. يا لها من قصة مذهلة عن الأمل، والصمود، والعمل الدؤوب. المغرب دائمًا.
غردَّ ستيفن دايف، يعمل كمسؤول إحصاء لكرة القدم لصالح سكاي سبورتس، وBBC، وغيرها من القنوات الرياضية الرئيسية، وعادةً ما يُشارك إحصائيات كرة القدم على تويتر:
Morocco are only the 3rd team from outside South America and Europe to reach a World Cup Semi-Final:
🥇 USA – 1930
🥈 South Korea – 2002
🥉 MOROCCO – 2022Huge achievement. 👏 pic.twitter.com/iAHgwgeeCO
— Statman Dave (@StatmanDave) December 10, 2022
المنتخب المغربي ثالث منتخب من خارج أمريكا الجنوبية وأوروبا يتأهل لنصف نهائيات كأس العالم: الولايات المتحدة-1930، كوريا الجنوبية-2002، المغرب-2022. إنجاز هائل!
كما أثنى الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر حسابه الرسمي على تويتر على فوز المغرب التاريخي واصفًا إياه بأنه “لحظة تاريخية”:
A moment in time
A moment in historyThe FIRST-EVER African nation to reach a #FIFAWorldCup Semi-Finals ❤️ pic.twitter.com/SeAOKngZna
— FIFA World Cup (@FIFAWorldCup) December 10, 2022
لحظة من الزمن
لحظة تاريخية
أول بلد أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم
سردَّ حساب هزلي يتطرق لشؤون كرة القدم بأسلوب فكاهي، لا سيَّما أحداث كأس العالم الراهنة، أداء المغرب:
Morocco in the World Cup pic.twitter.com/3qlqxvrwwV
— Troll Football (@TrollFootball) December 14, 2022
المغرب في كأس العالم
في 17 ديسمبر/كانون الأول، خسر المنتخب المغربي بفارق بسيط أمام منتخب كرواتيا بنتيجة 1-2 ليحتلوا المركز الرابع ويُعيدون كتابة التاريخ للمنتخبات الأفريقية مجددًا. سيمنح أداء أسود الأطلس شيئًا من الثقة للمنتخبات الأربعة الأخرى التي من المتوقع أن تُمثل أفريقيا في كأس العالم 2026 الذي ستستضيفه كندا، والمكسيك، والولايات المتحدة ما سيؤدي لرفع إجمالي عدد المنتخبات الممثلة إلى 9 (أو 10 في حال تَأَهُّل بلد آخر من جدول المباريات الفاصلة التي سيقدمها اتحاد كرة القدم الدولي). ستشهد بطولة 2026 زيادة في عدد المنتخبات المشاركة من 32 منتخبًا، حاليًا، إلى 48 منتخبًا.