تم نشر هذه المقالة في الأصل على OC Media. يعاد نشر نسخة محررة هنا بموجب اتفاقية شراكة المحتوى.
أثارت أيقونة مخصصة للقديسة “ماترونا موسكو” في كاتدرائية ساميبا للثالوث المقدس في تبليسي، والتي تصور القديسة بصحبة رجل يشبه جوزيف ستالين، جدلاً في جورجيا.
تمت مشاركة لقطات الأيقونة في ساميبا لأول مرة من قبل إيليا تشيغلادزي، وهو كاهن جورجي، عبر فيسبوك. تم تأكيد وجود الأيقونة في الكاتدرائية لاحقًا من قبل جيورجي كانديلاكي، عضو حزب جورجيا الأوروبي المعارض والباحث في مختبر أبحاث الماضي السوفييتي، الذي زار الكاتدرائية والتقط صورًا للأيقونة، ثم شاركها على صفحته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تصور الأيقونة القديسة “ماترونا موسكو“، قديسة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في القرن العشرين. يظهر رجل ادعى كل من تشيغلادزي وكانديلاكي أنه جوزيف ستالين، الدكتاتور الجورجي المولد وزعيم الاتحاد السوفيتي، في إحدى الأيقونات الأصغر حجمًا المحيطة بالتصوير المركزي لماترونا.
في مقابلة مع صحيفة تابولا المحلية، لم ينكر أندريا جاغمايدزي، رئيس قسم العلاقات العامة في البطريركية، أن ستالين تم تصويره في الأيقونة، لكنه ذكر أن الأيقونة كانت مخصصة لماترونا وليس للزعيم السوفيتي.
قال: “إذا رُسم [الإمبراطور الروماني] دقلديانوس في مكان ما على اللوحة الجدارية للقديس جاورجيوس، فهذا لا يجعلها أيقونة لدقلديانوس”، مضيفًا أن الجدل الدائر حول أيقونة المطروحة طغى على الاحتفال بعيد الميلاد الأرثوذكسي في السابع من يناير/كانون الثاني.
بحسب ما ورد، قال جاغمايدزه في مقابلة مع راديو ليبرتي جورجيا: “لماذا احتفظوا بهذا الموضوع لهذا اليوم؟ ماذا حققوا؟ لقد سُلبت فرحة الناس، وهذا شر أكبر من تصوير ستالين على الأيقونة”.
في اليوم التالي، أعلن دافيت طرخان مورافي، زعيم حزب تحالف الوطنيين المحافظ، أنه تبرع بالأيقونة للكاتدرائية، وقال إن ستالين التقى بماترونا للحصول على المشورة خلال الحرب العالمية الثانية.
According to legend, Stalin went to Matrona to get advice on how to deal with Nazis (lol), and Matrona told [him] not to leave a Moscow. Though they never met, and it doesn't make Stalin a saint, it still implies that Stalin got divine guidance somehow.
— Cavid Ağa #RussiaIsNotAlly (@cavidaga) January 7, 2024
وفقًا للأسطورة، ذهب ستالين إلى ماترونا للحصول على نصيحة حول كيفية التعامل مع النازيين (ياللسخرية)، وأخبرته ماترونا بعدم مغادرة موسكو. على الرغم من أنهم لم يلتقوا أبدًا، هذا لا يجعل من ستالين قديسًا، إلا أنه لا يزال يعني أن ستالين حصل على التوجيه الإلهي بطريقة ما.
بينما استشهد طرخان مورافي بكاتب السيرة الذاتية الرسمي لماترونا في بيانه، ذكر مركز اللاهوت المسيحي الأرثوذكسي في سانت بول ومقره جورجيا أنه لا توجد مصادر تاريخية أخرى تؤكد التقاء ستالين وماترونا.
قال إيوان مشيدليشفيلي، كاهن كاتدرائية الثالوث، للصحفيين، إن الأيقونة كانت في الكاتدرائية “منذ عدة أشهر”.
وقال غوتشا بارنوف، عالم اللاهوت، لقناة Mtavari Arkhi التلفزيونية، إن وجود الأيقونة في الكاتدرائية يعد “تجديفًا” ويجب إزالتها على الفور.
كما قالت لاشا بوغادزي، الكاتبة المسرحية والمعلقة الشهيرة، إن الأيقونة كانت “إهانة وسخرية”، مضيفة: “خلف هذه الصورة مئات الآلاف من الجورجيين الشهداء وملايين القتلى”.
وفقًا لمختبر أبحاث الماضي السوفييتي (SovLab)، منظمة مقرها تبليسي توثق الماضي الشمولي السوفييتي، بما في ذلك عمليات التطهير من قبل ستالين في جورجيا، أصبح مئات الآلاف من الجورجيين ضحايا لإرهاب ستالين: “يقدر الباحثون أنه في الفترة من 1921 إلى 1953، عشرين “أُعدم الآلاف، وترحيل مئات الآلاف، وإرسال عشرات الآلاف إلى معسكرات سيئة السمعة. لا يزال عدد الذين لقوا حتفهم في مرافق الاحتجاز الأولي أثناء الاستجوابات الوحشية مجهولاً”. خلال عام واحد فقط، خلال الفترة المعروفة باسم التطهير الكبير، بين عامي 1937 و1938، تم إعدام أحد عشر ألف شخص في جورجيا، حسب بعض التقديرات.
في منشور صدر عام 2021 بتكليف من المعهد الهولندي للديمقراطية التعددية بعنوان 13 أسطورة حول ستالين، وجد مركز أوروبا الشرقية للديمقراطية التعددية أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يحاول بنشاط تصوير ستالين على أنه “رجل دين” – على الرغم من السلطات السوفيتية. الاعتقالات الجماعية للمصلين، وهدم الكنائس والمباني الدينية الأخرى خلال فترة حكم ستالين.
ووجد استطلاع آخر نشره في العام نفسه مركز موارد أبحاث القوقاز أن 66% من الجورجيين يتفقون جزئيًا وكليًا مع العبارة القائلة بأن “واجب الجورجي الوطني أن يفخر كون ستالين جورجيًا”، وفقًا لتقرير موقع Civil.ge. وكان باقي المشاركين في الاستطلاع إما محايدين (16%) أو معارضين (28%).
استمر وجود الأيقونة في تصدر عناوين الأخبار في جورجيا ودوليًا عندما قامت الناشطة ناتا بيرادزي بإلقاء طلاء أزرق على الأيقونة في 9 يناير/كانون الثاني. صورت بيرادزي نفسها، ثم شاركت الفيديو لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي. ثم تم استجوابها والضغط عليها بتهم التخريب. في اليوم التالي، حاصر حشد غاضب من جماعة Alt Info اليمينية المتطرفة منزل بيرادزي.
كما انضم زوراب ماخارادزه للنقاش المحتدم، أحد قادة حركة المحافظين وحزب Alt Info اليميني المتطرف، حيث وردت مناشدته السلطات مطالبًا بمعاقبة بيرادزه بتهمة “التدخل غير القانوني في أداء الشعائر الدينية”.
لكن بالنسبة لبيرادزي، كان الأمر أكثر من مجرد عمل من أعمال العصيان المدني. في مقابلة مع بوليتيكو، قالت الناشطة، أن ستالين قتل عائلتها بأكملها و”غرس الرعب والخوف”. أوضحت بيرادزي في مقابلة أخرى مع راديو ليبرتي أن هذا لم يكن أول إجراء لها ضد ستالين أيضًا، وأن حجم الاستجابة حول هذه الحلقة لم يكن شيئًا توقعت رؤيته.
في اليوم نفسه، ورد تقرير عن تنظيف الأيقونة ونقلها إلى مكان أكثر بروزًا في الكاتدرائية.
Icon titled St Matrona of Moscow blesses Stalin was cleaned and moved to a more prominent spot in the Holy Trinity Cathedral in Tbilisi today. Yesterday, the icon glorifying Stalin was spray-painted by Georgian civic activist Nata Peradze following the public outcry amid… pic.twitter.com/TCy48SMHrA
— Formula NEWS | English (@FormulaGe) January 10, 2024
نُظفت الأيقونة التي تظهر القديسة “ماترونا موسكو” تبارك ستالين، ونقلها إلى مكان أكثر بروزًا في كاتدرائية الثالوث المقدس في تبليسي اليوم. بالأمس، تم رش الأيقونة التي تمجد ستالين من قبل الناشطة المدنية الجورجية ناتا بيرادزي بعد الاحتجاج العام وسط…
بعد هذا الحدث، تعهد حزب الحلم الجورجي الحاكم بفرض غرامات وعقوبات أكثر صرامة ضد إهانة المباني والأشياء الدينية والتحريض على الكراهية على أسس دينية.