خطر من تصدع سد الفرات ومن كارثة بيئية وبشرية، يقول النشطاء في سوريا

صورة للسد من موقع اللجنة السورية لحقوق الإنسان

صورة للسد من موقع اللجنة السورية لحقوق الإنسان. استخدمت تحت رخصة المشاع الإبداعي

يُعتبر سد الفرات الركيزة الأساسية لتوليد الكهرباء في مناطق شاسعة من سوريا كما يُعتمد عليه في المشاريع الزراعية في السقاية وتنظيم مجرى النهر منعاً لفيضان قد يسبب غرق المناطق الواقعة على ضفتيه. إلا أن التغيرات الميدانية العسكرية والانفجارات القريبة من محيطه في الأسابيع الأخيرة أجبر تنظيم داعش المسيطر على السد منذ منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2014 على اتخاذ إجراءات احتياطية خوفاً من تصدّعات في جسم السد مما أدى لغمر مساحات زراعيّة واسعة على ضفتي نهر الفرات.

بدأت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل “وحدات حماية الشعب الكردية” الجزء الأكبر منها بالتقدم باتجاه مدينة الطبقة، حيث ترافق التقدّم قصف جوّي من طائرات التحالف تمهيدًا لتقدم القوات البريّة بالإضافة لاستهدافها محيط سد الفرات والطرق المؤديّة إليه، كان أعنفها ليلتي الجمعة والسبت إذ تجاوز عدد الغارات 30 غارة، القريب منها سبب ضغط شديد على السد.

يقع سد الفرات أو سد الثورة كما يُعرف محليًا في الريف الغربي لمدينة الرقة شرق سوريا، بطول يبلغ أربعة ونصف كم وارتفاع يتجاوز 60 متر حاجزًا بحيرة كبيرة – كان يُطلق عليها بحيرة الأسد – يبلغ طولها 80 كم ومتوسط عرضها 8 كيلو متر ويجاور السد مدينة الثورة أو كما تُعرف محلياً “الطبقة” التي تبعد 50 كيلومتر عن مدينة الرقة، مركز المحافظة ويُدير التحكم بتدفق المياه إلى جنوب شرق سوريا وشمال العراق.

قال محمد الخضر مدير منظمة “صوت وصورة” للأصوات العالمية، أن الضغط المتولد جراء الغارات أجبر تنظيم داعش على فتح عدّة عنفات خوفاً من انهيارات داخل جسم البحيرة أو تصدّعات في السد مما أدى لارتفاع كبير بمنسوب المياه الذي غمر مساحات زراعيّة واسعة على ضفتي نهر الفرات مع خروج عدّة مولدات مياه متموضعة على النهر كانت مخصصة لنقل المياه إلى القرى والأراضي التي تعتمد على النهر كطريقة ري وحيدة.

وأضاف الخضر أن عدداً كبيرًا من “الحوايج” – وهي جُزُر صغيرة جداً في نهر الفرات – قد اختفت بعد ارتفاع النهر.

وتحدث الخضر عن فصل ضفتي النهر وقطع الحركة بين جانبي الفرات والمسماة جزيرة وشاميّة مما يؤدي لفصل محافظة دير الزور إلى قسمين حيث كان الأهالي يعتمدون على القوارب والعَبّارات النهرية للتنقل بعد استهداف التحالف الدولي لمعظم الجسور وخروجها عن الخدمة خلال الأشهر الماضية.

صور توضح ارتفاع منسوب مياه نهر الفرات نتيجة لفتح بوابات السد من قبل تنظيم داعش

فيما يُرجّح الناشط سهيل الغزي أحد القائمين على مجموعة “تحرير سوري” أن القصف المركز على محيط سد الفرات ومحاولة قطع الطرق المؤدية له ، يعطي احتمال محاولة التحالف الدولي القيام بإنزال مظلّي يسمح له بالسيطرة على سد الفرات بشكل مباشر دون اللجوء للاشتباكات والقصف مما قد يسبب لعواقب سيئة، وبذلك يمنع داعش من استخدام السد لتهديد المنطقة بالإغراق.

وقد حذّر ناشطون ومسؤولون في الدفاع المدني السوري منذ ثلاثة أعوام من أي ضرر قد يصيب السد كان النظام حينها يحاول قصفه، حيث تحدثوا عن غمر مدينة الرقة وما حولها بارتفاع قد يصل إلى 16 متراً بالإضافة إلى غمر كامل محافظة دير الزور وأجزاء من محافظة الحسكة وأجزاء من محافظة الأنبار العراقية الحدودية، ويصل خطره إلى مدن جنوب العراق، وتمتد منطقة الكارثة على طول نهر الفرات والتي تقارب ثلث مساحة سورية ويقطنها أكثر من 2.5 مليون نسمة.

تعرض السد لتهديدات من هذا النوع سابقًا منذ منتصف شهر فبراير/شباط 2013 بعد غارات من طيران النظام السوري على مناطق قريبة منه وكذلك استهداف مباشر للسد بصاروخ بتاريخ 30 أبريل/نيسان 2013 أدى إلى تشققات ببنية السد وكان أكثرها سوءًا في السابع من سبتمر/أيلول 2013 عندما أدى قصف بالبراميل المتفجرة من مروحيات النظام السوري جسم السد بشكل مباشر مما أدى لإصابة حوض التهدئة وأخرج العنفة الثامنة بالكامل مع مجموعتها عن الخدمة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.