كيف نحافظ على شبكة الإنترنت مفتوحة المصدر وآمنة للجميع؟

‘كيف نحافظ على شبكة الانترنت مفتوحة المصدر وآمنة للجميع؟ صورة اللجنة بعدسة فاريس آدم، منشورة بإذن المصور.

تسآلت مالافيكا جايارام، الخبيرة في قانون الخصوصية والتكنولوجيا ومديرة حلقة المناقشة، “هل يمكننا إيجاد سبل لضمان “سلامة” شبكة الانترنت؟” وأردفت متسائلة: “كيف يمكننا الحفاظ على شبكة الانترنت مفتوحة المصدر وآمنة للجميع؟”.

طُرح هذا السؤال في مستهل الجلسة النقاشية حول صحة الإنترنت وسلامته والتي شارك فيها كلٌ من مالافيكا جايارام، ومديرة مشروع الانترنت للديمقراطية آنيا كوفاكس، ومدير دائرة حرية التعبير وتنمية وسائل الاعلام في اليونسكو غاي بيرغر، وممثل موقع الفيسبوك سناهاشيش غوش.

كانت مالافيكا جايارام أول من طرحت قضية إغلاق المواقع الإلكترونية وأوضحت أن عام 2017 قد شهد 60 حالة إغلاق لمواقع إلكترونية في الهند وحدها – وتنبأت بأن هذا الرقم سيستمر على الأرجح في الزيادة! كيف يمكن تفسير هذا الارتفاع المخزي في حالات إغلاق المواقع الإلكترونية؟ ذكرت آنيا كوفاكس أن هناك بعض التبريرات التي ييسوقها البعض لتسويغ إغلاق المواقع الإلكترونية بدعوى أن انتهاك حرية التعبير يعد أمراً “مبرراً ومشروعاً” عندما “تظن” الحكومات أن “الأمن القومي” أو “النظام العام” للبلاد مهددان! إن مثل هذا المنطق المعيب من شأنه أن يفتح المجال أمام إغلاق المزيد من المواقع الإلكترونية. ومع ذلك سارعت آنيا كوفاكس إلى توضيح ما يلي:

As grave a situation as Internet shutdowns are, it is not the worst threat against the Internet's health. What’s worse is surveillance. Not only by governments, but also by corporations.

Nowadays, as our digital and physical bodies are merging — given that our bodies are increasingly becoming data — the obliged question becomes: how to protect our rights as strongly as we did before?

We need to put checks and balances in place. How is it even possible that we can sign away our right to privacy? What has happened to the world when there isn’t a tiny part of privacy that we can’t sign way?

على الرغم من خطورة عمليات إغلاق المواقع الإلكترونية إلا أن ذلك لا يعد أسوأ المخاطر التي تهدد صحة شبكة الانترنت وسلامتها؛ فالخطر الأسوأ على الإطلاق هو وضع شبكة الانترنت برمتها تحت عدسة المراقبة، ولا نعني مراقبة الحكومات وحسب، بل أضف إلى ذلك مراقبة الشركات كذلك!
في الوقت الحاضر والذي يشهد اندماج ذواتنا المادية مع شخصياتنا الرقمية في الفضاء الإلكتروني- حيث أن أجسادنا قد أضحت جزءاً أصيلاً من البيانات المتاحة على شبكة الانترنت – يصبح السؤال الُملّح هو كيف يمكننا حماية حقوقنا في العالم الافتراضي والدفاع عنها بضراوة كما كنا نفعل من قبل؟
نحن بحاجة إلى استعادة الضوابط ووضع الأمور في نصابها مرة أخرى. كيف لنا أن نتنازل عن حقنا الأصيل في الخصوصية؟ ما الذي حدث لهذا العالم الذي لم يعد به أي قدر الخصوصية لم نتنازل عنه؟”

نحتاج إلى تبني نموذج عمل حر بمنأى عن “مراقبة الشركات” حتى تصبح شبكة الانترنت منصة مفتوحة المصدر تنعم بمناخ صحي وآمن بصورة أكبر.

ووفقاً لما ذكرته مؤسستي بيرجر واليونسكو فلا يمكننا القول بأن كل الأفراد والجماعات المهتمة بالمساهمة في الحفاظ على صحة الإنترنت  وسلامته قادرين على المنافسة في ظل نموذج الإدارة الحالي ولذلك فإن الحل المقترح هو الاستمرار في تعزيز نموذج العمل القائم على مبدأ أصحاب المصالح المتعددين  لحوكمة الانترنت وإدارة الفضاء الإلكتروني.

ومع ذلك، وكما ذكر الأعضاء الآخرون في وقت لاحق، فبالرغم من محاسن نموذج العمل القائم على مبدأ أصحاب المصالح المتعددين إلا أنه في نهاية المطاف يتأثر بالتوازنات بين الامتيازات والسلطة:

“ما معنى الأطراف المتعددة تحديداً؟! كم “طرفاً” دُعي للمشاركة في منتدى حوكمة الإنترنت (IGF)؛ لنعدد معاً الفئات المشاركة: النساء، والمثليين، والسكان الأصليين … إلخ.  يبدو أن قائمة المشاركة شملت الجميع ولكن هل يعني ذلك أن لدينا بالفعل صوتاً مسموعاً في مثل هذه المنتديات؟

وفيما يتعلق بقضايا السلطة أشارت كوفاكس إلى أن شركات مثل فيسبوك قد جعلت من السهل على المستخدمين تصفح شبكة الانترنت لكنهم في النفس الوقت يمتلكون قدراً هائلاً من السلطة والسيطرة على بيانات المستخدمين.

إذا كان الكثيرون منا يتمتعون بتأثير محدود للغاية على التغييرات التي تطرأ على شبكة الإنترنت فما الذي يمكن لشركات مثل فيسبوك فعله للمساعدة في الحفاظ على صحة شبكة الإنترنت وسلامتها؟ للإجابة على هذا السؤال سلط غوش الضوء على العمل الذي تقوم به فيسبوك لمحاربة ما يسمى بوباء “الأخبار المزيفة”  وهي معركة يرى غوش أنها جزء من مساهمة فيسبوك في الحفاظ على صحة الانترنت وسلامته.

افتتحت الجلسة بهذه المناقشات بين المستخدمين عبر شبكة الإنترنت حول موافقة المستخدم واستخدام البيانات:

تقول جايارام @MalJayaram في تغريدة لها بخصوص موقع الفيسبوك: “أود أن أرى نتيجة ملموسة لجهود تبذلها المنصة نفسها بدلاً من الاعتماد على المستخدمين الذين يمثلون الحلقة الأضعف في المعادلة وهم للأسف غير آمنين وضعفاء في هذا الفضاء الإلكتروني.” #GV2017 #GVSummit2017

تسألت سناء سليم @sanasaleem سؤالاً بسيطاً ولكنه يصيب كبد الحقيقة: “هل هناك أشخاص داخل الشركات يناقشون أمر الحصول على موافقة المستخدمين على استخدام بياناتهم؟” #gv2017

“التثقيف نتائجه محدودة في هذا المضمار؛ يجب أن تُعقد مناقشات جادة على هذه المنصات حول المعايير الأخلاقية الحاكمة وموافقة المستخدمين. الموافقة غير المباشرة ما هي إلا “موافقة مصطنعة” كما أشارت سناء سليم @sanasaleem  وهناك أشياء لا ينبغي حتى أن يُطلب منا الموافقة عليها في الأساس!

“إن الأمر جد خطير! موافقة المستخدمين على استخدام بياناتهم لاغية في حالتين: أ) عند احتكار ملكية المنصات الإلكترونية و (ب) عندما تكون اتفاقيات الخدمات مطولة ولا يمكن قراءتها!”

“الأمر مثير للاهتمام؛ فنحن نناقش اليوم أمر موافقة المستخدم في مواقع مثل الفيسبوك! لقد دفعني ذلك للتفكير؛ عندما يقوم موقع الفيسبوك بإضافة الإشعارات لمستخدمين آخرين في المنشورات تلقائياً ألا يشبه ذلك محاولة رجل غريب انتهاك خصوصية امرأة ووضع يده حول خصرها وكله أمل ألا تتذمر وتحاول فعل شيء حيال الأمر؟” #gvsummit2017

“يطرح أحد أفراد الجمهور @jackpoint627 سؤالًا حول الأسباب وراء عدم ضبط إعدادات الخصوصية في الخدمات بشكل افتراضي لتوفير الحماية القصوى لخصوصية المستخدم وأشار إلى أنه غالبًا ما يتعامل النظام القانوني مع نتائج التهاون في— GlobalVoices Deutsch (@gvdeutsch) 3 de diciembre de 2017

“موقع الفيسبوك ليس مثاليًا أو مثلاً أعلى في هذا الصدد ولكن أعجبني ردهم على هذا الوسم #GV2017 على موقع توتير حتى نتمكن من استلام زمام الأمور ولعب دوراً فاعلاً.”  @globalvoices #FacebookINTERVENTION

ووفقاً لملاحظات كوفاكس النهائية فالحقيقة التي قد أضحت أكثر وضوحًا هي أن المجتمع المدني بحاجة إلى مواصلة الكفاح في هذا المضمار والدفاع عن حقوقه.

The Internet is ours and we need to reclaim it and spend time learning about data protection, privacy, encryption and share their knowledge with others.

“الانترنت ملكنا وينبغي أن نطالب باستعادة سيادتنا عليه من جديد وقضاء بعض الوقت في تعلم طرق حماية البيانات المنشورة على الإنترنت والخصوصية والتشفير ومشاركة هذه المعلومات المهمة في هذا الصدد مع الآخرين.”

انتقل مباشرة لبداية هذه القائمة لمشاهدة تسجيلات البث المباشر للمؤتمر على موقع اليوتيوب.

لمشاهدة القائمة الكاملة لمقاطع الفيديو من مؤتمر الأصوات العالمية للعام 2017 تفضلوا بزيارة هذا الرابط

 

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.