مسيرة من أجل غزة عام 2012 في ماليزيا. كل من ماليزيا وإندونيسيا داعمتين قويتين لفلسطين. الصورة من 2.0 Wikicommons. ترخيص CC BY-SA 2.0

تظاهر آلاف الأشخاص في إندونيسيا وماليزيا خلال عطلة نهاية الأسبوع لإظهار دعمهم للفلسطينيين وسط حرب الحكومة الإسرائيلية المستمرة على غزة، بعد أن شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجومًا مفاجئًا على المجتمعات الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص من المدنيين. حاصرت إسرائيل قطاع غزة، ومنعت الغذاء والدواء والمياه والكهرباء من الوصول إلى سكان القطاع الذين يزيد عددهم عن 2.3 مليون نسمة، مما أدى إلى ما تسميه أخبار الأمم المتحدة “حجم غير مسبوق من الكارثة الإنسانية”. تنفذ القوات العسكرية الإسرائيلية ضربات جوية في غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 2750 شخصًا حتى الآن.

في إندونيسيا، تجمع الآلاف في سولو وجاكرتا وحول الأرخبيل، وهم يهتفون “فلسطين حرة” ويلوحون بالأعلام الفلسطينية. بالمثل، احتشد حوالي 15 ألف شخص في العاصمة الماليزية كوالالمبور خلال عطلة نهاية الأسبوع في المسجد الوطني. حظيت المسيرة بدعم من جميع أنحاء الطيف السياسي الماليزي، وحضر الاحتجاج العديد من السياسيين، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين. قال ياسين: “بغض النظر عن الحزب الذي ننتمي إليه، فإننا متحدون [في دعم فلسطين]”.

كما أعرب كلفن يي، رئيس الشباب في حزب العمل الديمقراطي الماليزي، في حكومة الوحدة الماليزية، عن تضامنه مع القضية الفلسطينية. “أنا صيني. أنا مسيحي. اليوم أقف مع شعب فلسطين لأن هذه قضية إنسانية. لقد تعرضوا لمعاملة وحشية من قبل الجيش الإسرائيلي”.

يؤدي الأئمة في كلا البلدين وقفات صلاة متواصلة في المساجد، ويصلون من أجل إنهاء العنف.

كما أدان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو (جوكوي) الهجمات على غزة، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف إراقة الدماء واحتلالها لفلسطين. قال في بيان:

Indonesia calls for the war and violence to stop immediately to avoid further human casualties and destruction of property because the escalation of the conflict can cause greater humanitarian impact. The root cause of the conflict, which is the occupation of Palestinian land by Israel, must be resolved immediately in accordance with the parameters that have been agreed upon by the U.N.

تدعو إندونيسيا للوقف الفوري للحرب والعنف، لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والأضرار في الممتلكات لأن تصعيد الصراع يمكن أن يكون له تأثير إنساني أكبر. يجب حل السبب الجذري للصراع، احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، فورًا وفقاً للمعايير التي وافقت عليها الأمم المتحدة.

كما تجمع المئات من الزعماء الدينيين المسلمين وأنصارهم خارج السفارة الأمريكية في جاكرتا، وأدانوا دعم الرئيس الأمريكي بايدن القوي لإسرائيل أثناء الهجمات، ووصفوا بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “بالإرهابيين الحقيقيين”.

متظاهرون أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا. الصورة من لقطة شاشة لقناة يوتيوب

دعمت الدول ذات الأغلبية المسلمة في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا، فلسطين تاريخيًا. تتمتع إندونيسيا، على وجه الخصوص، بعلاقات جيدة مع فلسطين، حيث كانت علاقتها مشحونة تاريخيًا مع إسرائيل. ترفض إندونيسيا الاعتراف بإسرائيل حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بالتالي ليس لديها علاقة دبلوماسية مع البلاد. في حين كانت فلسطين من أوائل الدول التي دعمت استقلال إندونيسيا عام 1945، وكان لها سفارة في جاكرتا منذ ما يقرب من 30 عامًا.

يشكل ضعف العلاقات تحديًا بسيطًا لإندونيسيا في إجلاء مواطنيها من إسرائيل وغزة. بحسب التقارير، يوجد حاليًا 45 إندونيسيًا في الأراضي الفلسطينية، 10 منهم في قطاع غزة. هناك أيضًا 230 إندونيسيًا في مواقع أخرى في جميع أنحاء إسرائيل لأغراض السياحة الدينية. قالت وزارة الخارجية الإندونيسية إنها تنسق مع سفارات الفلبين في عمان وبيروت والقاهرة لإجلاء المواطنين “بمجرد أن يصبح الوضع آمنًا”.

كانت الاحتجاجات في إندونيسيا وماليزيا جزءًا من مئات المسيرات خلال الأسبوع الماضي حول العالم – من واشنطن العاصمة إلى كيب تاون، ومنطقة كشمير الهندية، وباكستان، وأفغانستان، ومصر، حيث احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص لدعم فلسطين.