هذه المقالة جزء من تغطيتنا الخاصة لأهداف الألفية الإنمائية للعام 2011.
هذه المقالة مدفوعة الأجر كجزء من تعاون مركز بوليتزر مع الأصوات العالمية على الإنترنت عن انعدام الأمن الغذائي. هذه السلسلة تعتمد على التقارير متعددة الوسائط البارزة على بوابة بوليتزر لقضايا انعدام الأمن الغذائي وعلى كتابات المدونين الذين يناقشون قضايا الأمن الغذائي من مختلف أنحاء العالم.
بينما يكافح القرن الأفريقي ما تعتبره منظمة الغذاء والزراعة (الفاو FAO) “أشد أزمات الأمن الغذائي خطورة في العالم اليوم“، يُحذر الخبراء من أن الأوضاع في الصومال التي تضربها المجاعة مرشحة لمزيد من التدهور.
أكثر من 12 مليون متضرر
بينما تأثرت دول مثل جيبوتي، أثيوبيا وكينيا بشدة، فإن الضرر الأكبر يقع على الصومال التي تواجه أسوأ أزمة غذاء منذ العشرين عام الأخيرة.
خمس مناطق في الصومال تعاني حالياً من المجاعة، والمتوقع لها أن تنتشر لمنطقتين أخريين قريباً ومناطق أكثر في الأشهر القادمة. لقد تسببت المجاعة في مقتل مئات الآلاف من البشر، بما فيهم ما يقرب من 29,000 طفل خلال الأشهر الثلاثة الماضية. بينما يرزح 3.7 مليون شخص في مختلف أنحاء الصومال تحت الأزمة. من هؤلاء، 3.2 مليون فرد يحتاجون المساعدة الفورية لإنقاذ أرواحهم.
كردة فعل، عقدت منظمة الفاو مؤتمرين عاجلين في مدة تقل عن الشهر، المؤتمر الأخير فيهما عُقد الأسبوع الماضي لتحديد خطوات التعامل مع الكارثة.
لكن ديفيد دوروارد، الأستاذ في جامعة لاتروب الأسترالية، يقول على موقع الحوار The Conversation أن هناك سبباً واحداً يجعل الصومال أكثر المتأثرين بهذه الأزمة الغذائية:
While droughts are caused by weather – the failure of the rains – famines are invariably political…
Crops have failed and livestock perished for want of pasture. But the problem is not spread evenly across the drought-affected region…
The famine has affected each part of the Horn in different ways. In each port, each capital, each refugee camp, politics decides who, and how many, will starve.
المجاعة أثرت على كل منطقة في القرن بطرق مختلفة. في كل ميناء، كل عاصمة، كل مخيمٍ للاجئين، السياسة هي التي تقرر من، وكم، سيعاني من الجوع.
صراع مستمر
عاشت الصومال صراعاً مستمراً منذ بدأت فيها الحرب الأهلية عام 1991. بينما هناك حكومة انتقالية في العاصمة مقديشو، تسيطر جماعة الشباب الإسلامية المسلحة على أجزاء كبيرة من جنوب الصومال، حيث معظم المجاعات تحدث. الشباب منعوا العديد من منظمات الإغاثة الدولية، متحججين بوجود دوافع خفية لدى هذه المنظمات، بينما يمنعون الأفراد الجوعى من مغادرة البلاد، بحسب مصادر اعلامية.
جون كامبل، المدون لموقع مجلس العلاقات الخارجية، يضع غالبية اللوم على جماعة الشباب في التسبب بالأزمة:
In effect, al-Shabaab bears the most responsibility for the famine. The terrorist group continues to block Western aid workers during a drought that has displaced close to two million people, or a quarter of Somalia’s entire population. A few years ago, Shabaab dismantled a child vaccination campaign, claiming it was a Western plot; that program could have saved many children who have since succumbed to measles.
تُقدر الزيادة في عدد حالات الحصبة المحتملة في الصومال بأكثر من 660 بالمئة (660 ضعف) مقارنة بعدد الحالات في العدد نفسه في السنة الماضية، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شئون المساعدات الإنسانية، وحالات الكوليرا هي أيضاً في ازدياد. لكن تقريراً أطلقته منظمة الهيومن رايتس واتش الأسبوع الماضي يقول أن جميع الأطراف المشتركة في الصراع المسلح في الصومال يساهمون في المأساة.
كشف تحقيق أجرته وكالة الأسوشيتد برس الأسبوع الماضي أن أكياس الغذاء المخصصة للصوماليين الجوعى تُسرق وتُباع في الأسواق. الأسعار الباهظة تزيد أيضاً من عدم قدرة الصوماليين على الحصول على الطعام. أسعار الأغذية الأساسية تضاعفت في الصومال بنسبة 240 بالمئة خلال التسعة شهور الأخيرة، متجاوزة الرقم السابق لأعلى الأسعار في 2008، بحسب تقارير اعلامية.
سبب آخر للأزمة، كما يقول ديف ألقوسو، العامل في التنمية الدولية بكينيا، على مدونته إيجاد الحلول هو الفشل في الاستجابة للأزمة مبكراً. ريبيكا سارقنت، التي تدون على a peace of conflict، أيضاً تلوم، من بين عدة أسباب، “الاستيلاء على مساحات ضخمة من الأراضي لتأجيرها“.
الأزمة أجبرت الصوماليين على الهروب للدول المجاورة، متضمنة إثيوبيا، جيبوتي، وبالأخص كينيا. عدد اللاجئين في مخيم داداب الكيني وصل لما يقارب 400,000 لاجئ، رغم كونه صمم ليستوعب 90,000 فقط، بمعدل 1,300 صومالي يصلونه يومياً. في سلسلة تقارير لمركز بولتيزر عن الأزمة، يكتب صامويل لوينبيرق تقارير عن مخيمات داداب للاجئين “المكتظة بطريقة كارثية”.
بينما يكافح عمال الإغاثة لإيصال الطعام والغذاء لأولئك المحتاجين، يتساءل بعض المدونون عما يمكنهم فعله. آن فريمان التي تدون على Upside My Head (Pay Attention Now)، تسرد ثلاث طرق للمساعدة، من ضمنها زيادة الوعي بالأزمة. برنامج الغذاء العالمي أنشأ “اختبار لمعلوماتك عن الجوع” لفعل ذلك. سينثيا بيرتلسن، التي تدون على Gherkins and Tomatoes، تتساءل لماذا لا يناقش مزيد من كتاب ومدونو الأغذية (هواة الطبخ ونقاد المطاعم) هذه المجاعة.
البحث عن حلول
بينما المساعدات الطارئة والحلول قصيرة الأجل ضرورية، ركز خبراء الزراعة العالميون الذين اجتمعوا في اجتماع الفاو الطارئ الأسبوع الماضي على أهمية الحلول والسياسات الطويلة الأجل لمنع المجاعات المستقبلية. وزير الزراعة الكيني كمثال، شدد على الحاجة لبذور تقاوم الجفاف، مشاريع وبنىً تحتية للري بالتقطير ولبحوث أكثر في العلاقة بين مشاكل الإنتاج الغذائي وتغيرات المناخ.
هانا إليسون، التي تكتب لمدونة معهد السكان، تقول أنه لكي تنجح الإصلاحات الأخرى، فإن تحديد النسل لابد أيضاً أن يكون جزءاً من الاستراتيجية. جيفري سويندل، المدون لصالح موقع الانتشار والابتكار لمنظمة العون العالمي الأمريكي، يناقش الدور المهم لتقنيات المعلومات والاتصالات في تنظيم جهود الإغاثة الإنسانية ومنع المجاعات. البروفيسور الأمريكي ماريون نستل، الذي يدون على سياسات الغذاء يقول أن السياسة في الصومال لابد أن تستهدف:
We keep making the same mistakes.
This is because it seems—and in the case of Somalia is—much easier to deal with the immediate demand for food aid than to address the underlying politics that caused the problem in the first place.
But if we don’t deal with the underlying politics, the same tragedies occur again and again.
لكن إذا لم نتعامل مع السياسات الضمنية، ستحدث نفس المأسي مجدداً ومجدداً.
برغم الوضع المؤلم، بعض المدونين يحاولون البقاء متفاءلين. عارضة الأزياء الصومالية إيمان، مدونةً للهافينجتون بوست، تعدد خمسة بذور (مصادر) للأمل في الصومال، من ضمنها القوة للنساء الصوماليات. يشير إد كار، المدون الذي يكتب في Open The Echo Chamber، إلى أنه إذا كان البشر هم من تسبب في المأساة، فإننا نستطيع أن نمنع المأساة القادمة. ديف ألجوسو يبث القليل من الأمل على مدونته، إيجاد الحلول، بمشاركته لنا بثلاثة مقاطع فيديو تبعث على التفاؤل. يقول ديف:
Images of starving famine victims often reinforce pessimistic stereotypes of hopeless Africans unable to do much for themselves. Against such images, we like to inject nuance and point to the complexity of the situation, in the hope of countering the stereotypes and provoking a better response from the consumers of Western media.
But another possible antidote is to simply combat nuance hopelessness with simplistic hopefulness.
لكن المصل المضاد الآخر هو ببساطة أن نكافح انعدام الحيلة السطحي بالمزيد من الأمل.
هذه المقالة جزء من تغطيتنا الخاصة لأهداف الألفية الإنمائية للعام 2011.
1 تعليق