هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.
لا يزال النزاع الحالي في إقليم كيفو في الكونغو الديمقراطية مستمراً برغم المجهودات الدولية للاتفاق على وقف اطلاق النار بين الجنود المنشقين المعروفين باسم (حركة 23 مارس أو إم 23) والحكومة الكونغولية. يصعب إدراك النزاع الذي نشب عام 2012، تحديداً بسبب تنقل جنود إم 23، على الصعيد الجغرافي والسياسي. تبادل في القيادة، وتحركات مدعومة من تأثيرات أجنبية مع مراقبة للمناطق الغنية جيولوجياً. [جميع الروابط بالإنجليزية والفرنسية]
تطور متمردي إم 23
من هم بالضبط جنود إم 23 المنشقون؟ هذا هو السؤال الذي حاول مشروع السلامة (سلام أو أمن بالسواحلية) في معهد ريفت فالي أن يجد له جواب في هذا التقرير المنشور حديثاً “من ‘الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب’ إلى ‘إم 23′: تطور الحركة المسلحة في الكونغو الشرقية“. بينما يسهل تعريف الذراع العسكري للمنشقين، تبقى قيادته السياسية أكثر مراوغة. يوضح التقرير أكثر:
تشكل قادة حركة إم 23 في الأغلب من موالين ل “الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب” سابقاً، مع جين ماري رونيجا لوجيريرون ممثل حركة “الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب” في كينشاسا، كمنظم سياسي. مع ذلك، كانت هناك بعض الأسامي الجديدة، عُينت بعد ضغط من روندا (…) بين الفترة من مايو/ أيار وحتى أغسطس/ آب 2012 بدأت حركة إم 23 بتعزيز جناحها السياسي. أسمت عدة قادة جدد محليين، أعدت شبكة لجمع ضرائب، وأنشئت مكتب رسمي من أجل التواصل مع العاملين في مجال حقوق الإنسان في هذه المنطقة — هيكل يعيد للذكرى عصر “الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب”. فقد دشنوا موقعين على الإنترنت (www.soleildugraben.com و congodrcnews.com)، وصفحة على فيسبوك وعدة حسابات على تويتر يديروها بأنفسهم أو أشخاص مقربة منهم. في 20 من أكتوبر/ تشرين الأول، وفي حركة دفعت بشرعيتهم للأمام كثيراً، أطلقوا على الذراع العسكري لهم اسم “جيش الكونغو الثوري”.
في الحقيقة، بداية كانت العلاقات العامة لحركة إم 23 بدائية، لكنها عظمت ونضجت بشكل متطور لجمع وحشد دعم العامة. على موقع جان أفريك، يوضح تريسور كيبونجولا تطور حركة إم 23 على فيسبوك، من بداية مترددة مرتعشة في يولبو/ تموز الماضي، وحتى منصة إعلامية مثيرة للجدل بشكل كاف حتى اضطر موقع فيسبوك إلى غلقها.
ساعد لقاء مع بيرتراند بيسيموا من حركة إم 23 مع مدونة “كونغو سياسة” في توضيح نشأة الحركة وأهدافها المزعومة:
تشكلت حركة إن 23 من مجموعة مسلحة وقعت على اتفاقية 23 من مارس/ آذار. بدأنا في السؤال حول تطبيق البنود الموقعة في هذه الاتفاقية. حاربتنا الحكومة، قائلة أنه لا حق لنا في المطالبة بذلك [..] اليوم، بالإضافة إلى اتفاقية 23 من مارس/ آذار نريد حكم جيد في البلاد وحكومة شرعية. عليك أن تدرك أنه ليس كل من كان في “الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب” أنضم إلى حركة إم 23. في الحقيقة، الغالبية لم تفعل. هذه الغالبية، الذين لم ينضموا، ساعدوا في التلاعب في الانتخابات لصالح جوزيف كابيلا في مقاطعة ماسيسي.
أجرى الجنرال سلطاني ماكينجا، القائد العسكري لحركة إم 23 حواراً أيضاً مؤخراً حيث تحدث حول القيادة المتغيرة لحركة إم 23، مقدماً أحدث الأخبار حول حالة قائد “الهيئة الوطنية للدفاع عن الشعب” السابق لاورينت نكوندا والجنرال المعتقل بوسكو نتاجاندا المنضم للحركة.
بجانب القيادة المتغيرة، أوضح ميلاني جوبي في مجلة نيوزويك أن الحكومة لا يبدو وأن لديها فكر سياسي محدد ويبدو أنها منساقة حول حماية الاقتصاد والشأن السياسي للبلاد المجاورة.
مشاركة كافة الأطراف في السلام المنشود
تشترك روندا وأوغندا اقتصادياً وسياسياً في النزاع. وفقاً للأمم المتحدة، تعد روندا مرتبطة بالنزاع في إقليم كيفو منذ زمن بعيد، برغم إنكار إدارة الرئيس بول كاجامي. مع ذلك تعتبر الشكوك وعدم اليقين حول دعم روندا ضعيفة للغاية كما يوضح مشروع “السلامة”:
يعد الدعم الروندي موثق جيداً، تحديداً من قبل مجموعة من خبراء الأمم المتحدة. أكدت “هيومان رايتس ووتش” المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان هذه الاستنتاجات، كما أكدت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بالإضافة إلى ثلاث سفارات على الأقل في كيجالي بعد تحقيقات محلية [..]
فيما يتعلق بدور روندا في الأزمة، تعتبر سياسة الولايات المتحدة لتقليل العقوبات ضد إدارة كاجامي معقدة أو مشوشة لكثير من المتابعين والمراقبين.
أيضا يوجد اشتباه في تورط الحكومة الأوغندية بتقديم دعم لوجستي لهجمات إم 23 الأخيرة. في الفيديو التالي، يسأل مشرعي القوانين الرئيس لتوضيح العلاقة لمتمردي إم 23:
مع وجود أطراف ولاعبين كثر في الأزمة، ما يوجد في مخزون المنطقة ولا يعد واضح كفاية. الانسحاب النهائي لإم 23 من جوما؟ يعتقد بعض مقاتلي إم 23 أنهم سيعودن قريباً إلى المدينة. لا يبدو توقع المراقبين للكثير من محادثات السلام.
يقول جيرارد برونير، أكاديمي وكاتب فرنسي، أن الكونغو وروندا “فقط يلعبون لعبة انتظار حتى يتم فهم الوضع على الأرض“. يؤمن بإمكانية وجود تصعيد للأزمة:
إذا تم الانسحاب من كاتانجا غدا لن أكون مفاجئاً (ملحوظة من المحرر: تعد كاتانجا منطقة غنية بالمعادن في الكونغو).
في هذه الأثناء، يتحمل السكان المحليون حمل وأعباء هذه الحرب التي لا تنتهي أبداً. يبلغ برنامج الأغذية العالمي وجود 80,000 مشرد على الأقل في المنطقة:
يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.