هذه الأيام، ليس من الغريب أن تصادف سوري في أي ركن من أركان المعمورة. هذا لا يأخذ فقط في الاعتبار اللاجئين الهاربين من الحرب السورية، ولكن أجيال العائلات ذات الأصول السورية التي غادر أجدادهم سوريا منذ عقود.
في رد على تركيز عشرات الحملات الإعلامية الدولية على معاناة السوريين على مدى السنوات الخمس الماضية من الحرب الوحشية، التي أودت بحياة نحو ربع مليون شخص وتركت الملايين بلا مأوى يسيرون إلى أوروبا يطرقون أبواب البشرية.
وردًا على سنوات من تغطية وسائل الإعلام الرئيسية التي تعرض معاناة السوريين وتصويرهم يتضورون جوعًا ومحتاجين يريدون الشفقة، تهدف الحملة #IamSyrian (أنا سوري) لإظهار المعدن الحقيقي للسوريين. في أعقاب هجمات رأس السنة في ألمانيا، والتي اتهم فيها لاجئون العرب، بينهم سوريون، بالإرهاب والتحرش، قرر الفنان السوري الذي يعيش في تكساس، مصطفى يعقوب، بأخذ زمام المبادرة وتغيير الخطاب العام. هدفه هو تسليط الضوء على السوريين الذين ساهموا في الثقافة وتاريخ الإنسانية في مختلف المجالات.
من بين العوامل التي انضمت لإطلاق حملته #IamSyrian كانت انطباعات وسائل الإعلام التي تنشر أخبار اللاجئين السوريين في أوروبا ودعاية الخوف من الإسلام التي تضخها الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة وكذلك الذكرى الخامسة للثورة السورية ضد بشار الأسد التي استمرت سلميًا حتى خلال وقف إطلاق النار في فبراير/شباط 2016.
استغل يعقوب حدث جوائز الأوسكار لبدء حملته. وهو ما يفسره في فيسبوك:
بمناسبة قدوم الأوسكار, وبعد الهجمة الإعلامية على اللاجئيين السوريين واتهامهم بالهمجية والتخلف, أحببت أن أقوم بتصميم مجموعة من البوسترات عن بعض مشاهير أمريكا ذوي الأصول السورية.
والحملة بعنوان (I am Syrian)
#I_AM_SYRIAN
#IAmSyrian
Famous Faces of Syrian Ancestry
أخذت حملة #IamSyrian منحى دولي عندما بدأ المشاهير والفنانون في جميع أنحاء العالم باعتماد شعارها، من بينهم منظمة برنامج الغذاء العالمي WFP، مشاهير مثل لاعب كرة القدم البرازيلي كاكا، والمغني البريطاني-الإيراني سامي يوسف، والممثلة المصرية هند صبري.
سرعان ما انضمت مواقع تويتر وأنستغرام من بين منصات وسائل الإعلام الاجتماعية أخرى إلى الموجة لنشر الرسالة.
Today, 1 in 3 Syrians live under the poverty line. We are standing #WithSyria. #IamSyrian pic.twitter.com/KyagOa2FuK
— World Food Programme (@WFP) March 15, 2016
اليوم، 1 من بين 3 سوريين يعيش تحت خط الفقر. نحن نساند سوريا. أنا سوري.
لدعم وجهة نظره وطنيًا، شارك يعقوب أسماء أشخاص من أصل سوري والذين تركوا بصمة عالمية وتأثير الدولي. الهدف من ذلك هو جعل السوريين يشعرون بالفخر بما حقق مواطنيهم.
من بين الشخصيات السورية التي نشرها يعقوب على صفحة فيسبوك هم:
- البروفيسورة شادية حبال: بروفيسورة أستاذة كرسي فيزياء فلك في جامعة ويلز.
- البروفيسور حنين معصب، الذي أمضى أربعين عامًا من العمل الشاق لتطوير لقاح الانفلونزا.
- البروفيسورة دينا خطابي: مديرة عالمة حاسوب، تشغل منصب بروفيسور في الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومديرة مركز اللاسلكية في المعهد.
- الموسيقار مالك جندلي: منحته مؤسسة كارنيغي الأميركية لقب “المهاجر العظيم” لعام 2015 لما يبذله من أجل العطاء الفني في إغناء الثقافة الأمريكية ومساهمته في تطوير المجتمع.
- عمر حموي، مؤسس والمدير التنفيذي لشركة AdMob
- المخرج العالمي مصطفى العقاد، اشتهر كمخرج سوري عالمي في هوليود ومن أشهر أفلامه – الرسالة الذي يتحدث عن نشأة الإسلام من خلال السيرة النبوية الشريفة وأسد الصحراء يتحدث فيه عن عمر المختار الذي حارب الاستعمار الإيطالي لليبيا.
- رائد الفضاء محمد فارس أو أرمسترونغ العرب كما وصفته صحيفة الغاردين البريطانية
- فنان الكاريكاتير علي فرزات اختاره البرلمان الأوروبي في 27 أكتوبر2011 للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
محاولة كشف الوجه الإنساني للسوريين ليست بجديدة. في أكتوبر/تشرين الأول 2015، عملت المصورة والمديرة الفنية إيزابيل مارتينيز، على توظيف عارضات الأزياء لتظهرن في فيلم قصير نُشر على أنستغرام على حسابها @IsabelitaVirtual، حيث أعلنت العارضات من أنحاء العالم: “أنا سوري»: