كتبت نجوين لين شي هذا المقال في موقع لوا، وهو موقع إخباري مستقل يبث أخبار عن فيتنام. أعادت الأصوات العالمية نشر المقال كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى.
صوت حشرة الزيز. اللون الأحمر الزاهي لزهور أشجار البونسيانا. هذه علامات مميزة للصيف في فيتنام بالإضافة إلى موسم الاختبارات. وهذا أهم وقت في حياة الطلاب فاختبار التخرج من المدرسة الثانوية يحدد أيضًا التأهل للالتحاق بالجامعة.
تضج جامعة “معبد الأدب”، الجامعة الأولى في هانوي، بالنشاط في هذا الوقت من السنة. يأتي الطلاب هنا ليدعون للحظ الحسن قبل الاختبار الكبير، وتقدم العائلات التبرعات السخية في المعبد على أمل مباركة أبنائهم.
“يريد أهلي مني الالتحاق بالكلية حتى أحصل على مستقبل أفضل”، تقول دو ماي البالغة 17 سنة من مقاطعة هانام في جنوب هانوي، وهي إحدى طالبات المدرسة الثانوية التي سيجرى لها الاختبار الكبير هذا العام. والدها جندي متقاعد ووالدتها تعمل مزارعة في مزرعة الأرز. تقدمت ماي إلى الكلية هذا العام على أمل مواصلة تعليمها ولتكون فخر أبويها.
تتذكر جيدًا قول والدتها:
A couple of years ago, my mom told me after a long day of working in the rice paddies: ‘You got to study really hard so you don’t have to do this kind of intensive field labor like me. Chances are in a couple of years, we won’t even have the rice paddies anymore. They are industrializing everything. Once they open factories here we will lose our paddies.’
منذ عامين، أخبرتني والدتي بعد يوم طويل من العمل في مزارع الأرز: “عليك الدراسة بجد حتى لا تضطرين لأداء هذا النوع من العمل المكثف في الحقول مثلي. ومن المحتمل أنه خلال عدة أعوام، لن تكون لدينا مزارع أرز بعد ذلك. تتجه المدينة إلى الصناعة في كل مكان وبمجرد افتتاح المصانع هنا سنفقد أراضينا الزراعية.
هذا العام، قام 600 ألف شاب بالتعبير عن نيتهم بالالتحاق بالجامعة في بلد يحوي أقل من 400 مؤسسة معتمدة. ونظرًا لصعوبة تحديد مواعيد الاختبارات كان نظام الاختبارات أكثر تنافسيًا. يتم اختبار الطلاب في أربعة مواد كحد أدنى وتعتبر الرياضات والأدب واللغة الإنجليزية مواد إجبارية. يمكن اختيار المادة الرابعة بحرية من الأحياء والكيمياء والجغرافيا والتاريخ والفيزياء.
تقول ماي: “أشعر بالقلق من مادة اللغة الإنجليزية لأني أعتبر دراستها مملة للغاية. لكنها مادة إجبارية، لذا أشعر بالقلق”.
وعلى حد قول وزير التعليم، ستكون صيغة الاختبار هذا العام شبيهة بصيغة الأعوام السابقة: 60 بالمئة من المادة “سهلة” وهي مصممة حتى يتمكن الطلاب الذين يرغبون فقط في التخرج من المرحلة الثانوية من البلاء بلاءًا حسنًا بإظهار فهمهم الأساسي للدروس، بينما يعتبر 40 بالمئة من الاختبار صعبًا في تحدي للطلاب المتقدمين للالتحاق بالجامعة وتصنيف مستويات الطلاب.
وبمجرد الإعلان عن نتائج الاختبار، يمكن أن يبدأ الطلاب في التسجيل في جامعة من اختيارهم. حسب عدد المتقدمين وأدائهم حيث تحدد المدارس درجات الاختبار المقبولة.
تقول ماي إذا سمحت لها نتائجها، أنها تود الدراسة لتصبح معلمة لمرحلة ما قبل المدرسة.
They said I was good with kids since I was in sixth, seventh grade, so I should study to become a preschool teacher,” she explains. “They also said teaching jobs are among the harder ones to find after college, and it’s going to be a challenge dealing with upset children. But I made the decision to go with it anyway.
يقولون أني جيدة في التعامل مع الأطفال منذ كنت في الصف السادس والسابع، لذا ينبغي أن أدرس لأصبح معلمة لمرحلة ما قبل المدرسة. يقولون أيضًا أن وظائف التدريس ضمن الوظائف الأصعب في الإيجاد بعد الجامعة ويمثل في التعامل مع الأطفال المنزعجين تحديًا كبيرًا، لكني اتخذت قرار الخوض في ذلك الأمر على أية حال.
يعد برنامج التعليم لمرحلة ما قبل المدرسة الذي اختارته ماي شديد التنافسية. ويذكر أن هناك أكثر من 15 ألف طلب للالتحاق بالكلية القومية للتعليم في عام 2011 لكن المدرسة قبلت 1800 طالبًا فقط في السنة، أي أن نسبة القبول تصل إلى 12 بالمئة، وهو ما يعتبر أكثر تنافسية من مدارس “آيفي ليج” في أمريكا. وعلى ماي الحصول على درجات جيدة جدًا من أجل الالتحاق بالبرنامج الذي ترغب فيه. حتى إذا أكملت درجة التدريس، قد لا تجد وظيفة في المجال الذي تدربت عليه. في عام 2013، أوقفت وزارة التعليم برنامج التدريس بسبب “وجود دليل على عدم التوافق بين العرض والطلب”.
وحسب أخبار فتناميت، لا يجد الكثير من الخريجين الذين حصلوا على شهادة في التدريس الوظائف لذا كان عليهم تغيير تخصصهم والبحث عن وظائف في مجالات مختلفة.
يقول بوي فان توان، الذي يعمل مدرس كيمياء في مدرسة بين مين الثانوية الخاصة في هانوي، أن التباين يشير إلى مشكلة أخرى في نظام التعليم في فيتنام وهو نقص المدارس المهنية للطلاب.
I think families’ expectations and the career guidance given to students are unrealistic and not that helpful. There are many students out there who are talented in many skilled areas, mechanical for example. They could take a two-year training program on that specific skill, be excellent at it and graduate with a practical degree. But instead, they feel they must go to college. As a result, students may not study what they are truly interested in or passionate about.
أعتقد أن توقعات العائلات والإرشاد المهني المقدم للطلاب غير واقعي وغير مساعد. وثمة الكثير من الطلاب الموهوبين في الكثير من المجالات التي تتطلب توفر المهارة مثل المجالات الميكانيكية. وعليهم الالتحاق ببرنامج تدريبي مدته سنتين في هذه المهارة المحددة والتفوق فيها والتخرج بدرجة عملية. لكن بدلًا من ذلك يشعرون أن عليهم الذهاب للجامعة. ونتيجة ذلك قد لا يدرس الطلاب ما يهتمون به أو ما يشعرون بالشغف نحوه بالفعل.
يقول توان أن الشباب الفيتنامي يتعرض لضغط كبير لأنه دائمًا يتعلم أن الذهاب للجامعة هو المسار الوحيد للنجاح في الحياة. ويُجرى الاختبار في فيتنام مرة كل سنة لذا لا يمكن للطلاب إحباط آمال أبويهم. يقول توان أن ما يدعى “هوس النجاح” ضمن الآباء هو الذي جعل عملية الالتحاق بالجامعة عملية مرهقة للأعصاب:
Vietnamese care a lot about reputation. If the neighbor’s kids get into college, they feel the pressure that their children have to make it too in order to not lose face. This is why many parents are more stressed out about the exams than the students themselves.
الفيتناميون يهتمون كثيرًا بالسمعة. إذا التحق أبناء الجيران إلى الجامعة، يشعرون بالضغط من ضرورة نجاح أبنائهم حتى لا يفقدون ماء وجههم. لذا الكثير من الآباء يشعرون بالضغط العصبي تجاه الاختبارات أكثر من الطلاب أنفسهم.
ولتسهيل الأمر على الطلاب، لجأ بعض الآباء لممارسات لاأخلاقية لرفع درجاتهم حتى أصبح هذا الآن جزءًا من طقوس الاختبارات، كما يقول توان. قبل الاختبار، تعقد الكثير من المدارس الثانوية الاجتماعات لتحصيل ما تطلق عليه اسم “رسوم الاختبار” من الآباء. في الواقع، تستخدم هذه الرسوم لتقديم رشوى للمراقبين في الاختبارات حتى يمكن أن يكونوا أكثر تساهلًا في مراقبة الطلاب.
In Hanoi, this fee ranges from 500,000 to 600,000 đồng. In the provinces, this rate is lower, around 200,000 to 300,000 đồng per student.
في هانوي تتراوح هذه الرسوم من 500 ألف إلى 600 ألف دونج. وفي الأقاليم يكون هذا المعدل أقل حيث يصل إلى نحو 200 ألف إلى 300 ألف دونج للطالب الواحد.
وبالنسبة للرسوم الأقل القيمة، يعادل 200 ألف دونج نحو 10 دولار أمريكي، لكن الفائدة متبادلة: فيحصل المراقبون على دخل إضافي، ويشعر الآباء بقدر أكبر من الأمان من تزايد فرصة تحقيق أبنائهم لدرجات أعلى في الاختبار وتحافظ المدرسة على معدلات النجاح المرتفعة للتخرج بالنسبة لطلابها. وبسبب هذه الممارسة، أصبح الغش شائعًا في اختبارات التخرج من المدرسة الثانوية. وأظهر استطلاع أجرته صحيفة تان نيين أن قرابة 85 بالمئة من الطلاب اعترفوا بأنهم شهدوا حالات غش في اختبارات التخرج من المرحلة الثانوية – ويقول المدرسون الفيتناميون أن النتائج ليست مفاجأة. يقول توان:
After the exams, the entire school becomes white, covered with used cheat sheets. Students litter them in the school yard after they are done. Under the current exam system, the pass rate would only be about 40 percent at most if proctors monitored students closely.
بعد الاختبارات، تصبح المدرسة بأكملها بيضاء، ومغطاة بأوراق الغش المستعملة. يقوم الطلاب بنثرها في ساحة المدرسة بعد الانتهاء من الاختبار. وفي ظل نظام الاختبارات الحالي، يكون معدل النجاح فقط 40 بالمئة تقريبًا بأقصى قدر إذا راقب المراقبون الطلاب بتشدد.
هذا العام أعلنت وزارة التعليم الإجراءات الجديدة لتقليل نسبة الغش ولن يتمكن الطلاب الذين يغشون من مواصلة حل باقي الاختبار والمواد التالية. تقول ماي أنها لن تقوم بعمل هذه المجازفة:
Cheating has a negative impact on me. If I’m caught, they will make the cheat subject zero, so I won’t be able to graduate from high school, and ultimately, I can’t go to college.
الغش له أثر سلبي عليّ. إذا رآني المراقبون سيعطوني درجة صفر في المادة التي قمت بالغش فيها لذا لن أتمكن من التخرج من المدرسة الثانوية، وفي النهاية لن أتمكن من الالتحاق بالجامعة.
تقول ماي إذا لم تلتحق بالجامعة، ستبحث في خيارات المهن الأخرى مثل الحصول على شهادة لوظيفة مكتبية أو حتى تتعلم لتصبح خياطة.
الاختبار الرئيسي بعد يومين فقط. تخبر نفسها: “ذاكري بجد أكبر! سأحقق حلمي وأتحرك تجاه مستقبلي!”
أحد الأشياء التي تشعر أنها متأكدة منها أنها لن تصبح مزارعة مثل والدتها.
استمع إلى تسجيل صوتي عن الموضوع: