لماذا يحجب تويتر الحسابات التابعة للدولة في فنزويلا؟

تفاصيل رسم توضيحي نفذه الفنان الفنزويلي إدواردو سانبريا. الصورة مأخوذة منن حسابه على فيسبوك، ونشرت بعد الحصول على إذن.

شهد الأول والثاني من مايو/أيار الجاري، تعليق حسابات العديد من وزراء الحكومة الفنزويلية والقنصليات الأجنبية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في الوقت الذي شهدت المواجهات بين القوات الرسمية وقادة المعارضة تصاعدًا جديدًا.

توقفت حسابات كل من وزراء التعليم، والبترول، وشؤون المرأة بداية هذا الشهر:

انقلاب غير تقليدي: تعليق حسابات المؤسسات الفنزويلية بشكل تعسفي. الحسابات التالية معلقة الآن: وزارة السلطة الشعبية للمرأة وزارة السلطة الشعبية للتعليم وزارة السلطة الشعبية للنفط.

بقت الحسابات معلقة، خلال نشر هذه التغريدة، وذلك بعد استعادة بعض الحسابات القنصلية من ضمنها حساب القنصلية الفنزويلية في مدينة فانكوفر بكندا.

على الرغم من إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا الإجراء، إلا أن المخاطر السياسية هذه المرة مرتفعة بشكل فريد.

لم تشهد الدولة في أميركا اللاتينية حالة الضبابية التي تحيط بهوية من يحكمها، كالتي تشهدها الآن، فمنذ يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت حكومات 65 دولة اعترافها بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسًا شرعيًا للبلاد، في الوقت الذي يرى فيه آخرون أن نيكولاس مادورو، الذي أعيد انتخابه في مايو/أيار الماضي، وسط اتهامات واسعة بتزوير الانتخابات، مازال يحتفظ باللقب.

كان “جوايدو” دعا، في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي، الشعب الفنزويلي إلى الخروج في الشوارع من أجل ما أسماه “مرحلة حاسمة” لعملية الحرية، في محاولة لإنهاء عهد حكومة “مادورو”، التي عادت إلى استخدام العنف لتفريق المتظاهرين، المستمرة احتجاجاتهم في الكثير من المدن.

وخلال السنوات الأخيرة، اعتاد موظفي الدولة، ومؤيدوهم نشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، ربما تنتهك قواعد النشر على تويتر، الرافضة لخطاب الكراهية وتهديدات العنف، وهي التصرفات التي أجازت تعليق الحسابات، وقد تكون تسببت في وقفها. (قمنا بمراسلة الشركة للتعليق على الموضوع، وننتظر ردهم).

غير أن هذا الفعل قد يسفر عن نتائج أخرى سواء للجمهور، أو للشركة، إذ انتقدت الحكومة الفنزويلية القرار، وأشارت إلى إنه “يتزامن مع محاولة الانقلاب”، مؤكدة على ما رجحه الكثير من مستخدمي تويتر بأن الشركة متحيزة ضد حكومة “مادورو”.

وإلى جانب الأسئلة الهامة التي تثار حول الدور السياسي الذي يلعبه تويتر في السيناريو الفنزويلي (سواء عن عمد أو لا)، إلا إن قرار التعليق يعطي مبررًا لسلطات “كاراكاس” لتقوم بحجب تويتر كليًا.

القيمة الجماهيرية لمثل هذه الحسابات، حتى وإن كانت تقذف كراهية ونقدً لاذعًا تأييدًا للسلطات، تستحق أن توضع في الاعتبار. إذ لم تعد الحسابات متاحة للعامة، فلا نستطيع أن نعرف ما قاله هؤلاء المسؤولون، وما لم يقولوه، والذي يمكن أن يكون تسبب فيما حدث، بل عند الدخول على الروابط الخاصة بهم، تظهر صفحة تحمل رسالة بأن “الحساب معلق” ، وإذا لم يكن هناك طرف ثالث قام بجمع المعلومات في مكان آخر، فليس هناك أي مادة مسجلة عما نشرته هذه الحسابات في الماضي.

وسواء كانت هذه الحسابات تشارك معلومات هامة أم لا، فإن أية رسالة تصدر عن مسؤول عام، حتى وإن كان وضعه القانوني متنازع عليه، ذات قيمة بالنسبة للناخبين، إذ يقدم تويتر نافذة فريدة تطل على عقول ومشاعر الأشخاص، وفي ظل الأزمة السياسية في فنزويلا، فإن للأمر قيمة خاصة، إذ يرغب الشعب في معرفة فيم يفكر قادتهم.

وتسهم القرارات الأخيرة في النقص المتزايد في المعلومات المتاحة للفنزويليين، خاصة في ظل عدم الاستقرار الذي تعاني منه خدمات الكهرباء والانترنت، وانقطاع البث عن وسائل رئيسية للتواصل الاجتماعي، وشبكات إخبارية كهيئة الإذاعة البريطانية BBC، وشبكة سي إن إن. ولذلك، فإن المزيد من منع الرأي العام من الوصول إلى الكلام لن يساهم إلا في تعميق الأزمة المعلوماتية.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.