نُشرت هذه القصة من قِبل سانيلا توفيكيك على بلقان ديسكورس، وهو مشروع من مركز أبحاث ما بعد الحرب (PCRC). تتم إعادة نشر نسخة معدلة من قبل جلوبال فويسز كجزء من اتفاقية مشاركة المحتوى
كانت التلال الواقعة أسفل جبل سينكار، غير البعيدة عن بلدة ليفنو في جنوب غرب البوسنة والهرسك، موطنًا لحوالي 400 حصان بري منذ حوالي 50 عامًا. تمكنت الحيوانات من التكيف مع الظروف الجوية القاسية والبقاء على قيد الحياة من الصيادين والحيوانات المفترسة طوال هذه السنوات. في مشهد من المراعي والغابات الشاسعة، تعد هذه الحيوانات المهيبة ظاهرة فريدة في هذا الجزء من أوروبا.
حتى الخمسينيات من القرن الماضي، اُستخدم أسلاف هذه الأحصنة للأغراض الزراعية، لكن عندما بدأ أصحابها في استخدام وسائل ميكانيكية أكثر للإنتاج الزراعي، أصبحت كلفة الحفاظ على الخيول مكلفة للغاية وتم التخلي عنها.
على الرغم من تجمع خيول ليفنو البرية بشكل أساسي في منطقة هضبة كروغ الواقعة أسفل جبل سينكار، فقد تم رصدها أيضًا وهي تعبر ممر جبل بوروفا غلافا على الحدود بين منطقتي ليفنو وكوبريس.
في أشهر الصيف، تتاح الفرصة للأشخاص الذين يسافرون عبر جبال سينكار لمشاهدة الخيول أثناء رحلتهم في البحث عن الطعام. يجب أن تعبر الخيول أيضًا الطريق الرئيسي، حيث يوجد به حفرتان للشرب – المصدر الوحيد للمياه في منطقة لا تحتوي على أنهار أو بحيرات. نظرًا لصعوبة العثور على الماء، تم إنشاء حفر ماء خاصة للخيول من قبل أعضاء جمعية الجبال والتسلق البيئي في بوروفا.
يشكل عبور الطريق الرئيسي مخاطر على الخيول. في يوليو/تموز 2015، اصطدمت سيارة بلدية تحمل عمدة مدينة كنين وهي مدينة مجاورة لكرواتيا، بأحد الخيول، مما أدى إلى إصابته بكسر في ساقه. من الصعب للغاية على الحصان التعافي من ساقه المكسورة، لذلك في هذه الحالة كان لابد من التضحية بالحيوان.
ولكن هذا الحدث المأساوي كان له إيجابيات أيضًا. أثار هذا الحادث الكثير من الاهتمام العام لقطيع الخيول، ومنذ ذلك الحين اتخذت جمعية بروفا كلافا لتسلق الجبال والسياحة البيئية في ليفنو تدابير إضافية لضمان حماية الخيول ورعايتها.
في عام 2013، أصدرت حكومة ليفنو المحلية قانونًا يجرم صيد الخيول. في السابق، كان الصيادون يقتلون الخيول بسبب لحومهم، لكن منذ إقرار القانون، لم ترد أي تقارير عن الصيد الجائر. ما تزال الحيوانات المفترسة تشكل بعض المشاكل للخيول، ولكن كانت هناك حالات قليلة من الذئاب التي تهاجم القطيع.
تم تعليق القانون مؤقتًا في ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما طلبت البلدية من مؤسسات الدولة المساهمة بأموال لحماية الخيول. السبب هو زيادة الطلب على التعويض عن الأضرار من قبل السائقين الذين تعرضوا لحوادث المرور التي تنطوي على القطيع. يزداد الخطر خلال فصل الشتاء، حيث تأتي الخيول إلى الطريق لعق الملح الذي يستخدمه عمال الطرق لإذابة الجليد.
ازداد عدد الخيول البرية في ليفنو من 286 في عام 2013 إلى 418 في عام 2019، مع 65 مهر جديد ولدت في عام 2019 وحده. لقد أصبحوا عامل جذب لعدد كبير من الزوار الذين يشاهدونهم ويصورونهم.
تملك الخيول حاليًا 145 كيلومتر مربع مخصصة للرعي، وهو ما يكفي للحفاظ على السكان الحاليين. كما هناك العديد من مشاريع إنشاء حفر شرب جديدة في سهول جبل سينكار.
أصبحت الخيول البرية في ليفنو واحدة من مناطق الجذب السياحي الأكثر شعبية في المنطقة حيث يأتي الكثير من الزوار من جميع أنحاء العالم لرؤية الخيول البرية النادرة التي لا تزال موجودة في أوروبا. تم التعرف على سبعة قطعان مختلفة وانفصلت بعض الخيول عن قطعانها للتجول عبر المناظر الطبيعية وحدها.