هوية المؤلف محجوبة لأسباب تتعلق بالسلامة
يتعرض مجتمع الإيغور الذي يعيش في الصين منذ 2017 إلى استهداف متزايد واعتقالات عشوائية من قبل السلطات الصينية. أدت سياسة التمييز العنصري والديني هذه إلى مغادرة العديد من شباب الإيغور الصين والبقاء في المنفى، خاصة في أوروبا. يعتبر 11 مليون من الإيغور في المنطقة الغربية من شينجيانغ في الصين أمة تركية مسلمة استهدفتها بكين بشكل أكثر منهجية منذ وصول الزعيم الصيني شي جين بينغ إلى السلطة في عام 2012. تم تصويرهم على نطاق واسع بأنهم “منشقون عن الوطن الأم” أو ببساطة “إرهابيون” في الخطاب الصيني العام – بما في ذلك البيانات الحكومية ووسائل الإعلام- حُرم الأيغور من أبسط حقوقهم الإنسانية، والتي تتضمن حرية العقيدة وحرية الحركة وحرية استخدام لغتهم الأصلية.
أخذ اضطهاد الإيغور أشكالًا مختلفة، تتراوح بين السجن وغالبًا مع أحكام تعسفية تصل لأكثر من 10 سنوات، ومؤخرًا الاعتقال في معسكرات، يقبع أكثر من مليون من الإيغور- وأقليات أخرى مسلمة- في الحجز وذلك وفقًا لعدة شهادات ومصادر مختلفة. نظرًا للسرية التي تحيط معسكرات الاعتقال هذه، فالحقيقة هي أن الصين تقدمها على هيئة “مراكز تدريب مهني” ومن الصعب حصر الأعداد بالضبط، ولكن يعتقد أن مئات وربما الآلاف من الأشخاص قد لقوا حتفهم داخل الحجز. تتوفر معلومات أكثر تفصيلًا في قاعدة بيانات ضحايا شينجيانغ.
أجرت جلوبال فويسز مقابلة مع عبد الرحيم، وهو مواطن يبلغ من العمر 43 عامًا من مدينة أقسو في جنوب إقليم سينجيانغ. يعيش حاليًا غني في هولندا، حيث بدأ في يونيو/حزيران عام 2018 احتجاجًا فرديًا منظمًا في وسط أمستردام.
أُجريت المقابلة عبر الهاتف باللغة الإيغورية وتم تحريرها للإيجاز.
فقدان الاتصال بأفراد العائلة
عبد الرحيم غني رجل متعلم: تخرج من الجامعة ثم عمل لاحقًا مدرسًا للكيمياء في موطنه أقسو لبضع سنوات. نظرًا للتمييز ضد الأيغور، سافر للخارج ويقيم في هولندا منذ 2017.
التقى عبد الرحيم آخر مرة بأفراد أسرته عام 2014 في تركيا. هذا لا يبدو منذ زمن بعيد، ولكنه يبدو وكانه وقتًا مختلفًا تمامًا. باختصار، خلال 2014 سهلت السلطات الصينية الإجراءات التي كانت خاضعة لها الإيغور. حيث كان من السهل عليهم نسبيًا الحصول على جوزات سفر للسفر الدولي، وهو الأمر الذي كان دائمًا صعبًا لأولئك الذين ليس لديهم الاتصالات الصحيحة. انتهى هذا التخفيف الواضح فجأة لدى غني في مايو/أيار عام 2017 كما أخبر جلوبال فويسز:
Since that day I have lost contact with all my relatives in China. Before I could always contact them by phone. May was the fasting month of Ramadan, so I tried to call everybody back home, but strangely, no one picked up. At first I thought they were all busy because of the festivities. At last my father answered the phone. He said: “Don't call us again. Just take care of yourself and your children.” Then after a few days I got a text message from my brother in which he wrote “You must not call us again! Don't contact us under any circumstances!” I was so confused. We didn't know anything about the camps or the intensified crackdown on the Uyghurs by the authorities. By the end of the year, we had heard about the camps, and from 2018 bad news just kept coming, each new piece of information worse than the last.
فقدت الاتصال بجميع أقاربي في الصين منذ ذلك اليوم. كنت أتمكن من الاتصال بهم عبر الهاتف سابقًا. كان شهر مايو/أيار هو شهر رمضان، حاولت معاودة الاتصال بالجميع في المنزل، ولكن الغريب لم يرد أحد. في البداية اعتقدت أنهم مشغولون بسبب الاحتفالات. وفي النهاية أجاب أبي على الهاتف قائلًا: “لا تتصل بنا مرة أخرى، فقط اعتني بنفسك وأطفالك.” بعد ذلك بأيام قليلة تلقيت رسالة نصية من أخي كتب فيها: “لا يجب عليك الاتصال بنا مرة أخرى، لا تتصل بنا تحت أي ظرف من الظروف”. كنت حائرًا. لم نكن نعلم أي شيء عن المعسكرات أو حملة القمع على الإيغور من قبل السلطات. في نهاية العام، سمعنا عن المعسكرات ومنذ عام 2018 بدأت تتوالى الأخبار السيئة، كل معلومة جديدة أسوء من الأخرى.
لا تتوفر أخبار مؤكدة عن 17 فردًا مفقديين من أفراد أسرة عبد الرحيم غني، ويخشى مما هو أسوء:
Did the Chinese regime kill them all? I´m missing my father, stepmother, my brothers, my sisters in law and their children, my wife's siblings. They are all ordinary people, law-abiding citizens. My father is a retired bank manager, my older brother a businessman, and my younger brother used to work for the government at the Water Agency in our hometown in Aksu prefecture.
هل قتلهم النظام الصيني جميعًا؟ أفتقد أبي وزوجة أبي وإخواتي وأخواتي بالنسب وأطفالهم وأشقاء زوجتي. كلهم أناس عاديون، مواطنون ملتزمون بالقانون. والدي مدير بنك متقاعد، وأخي الأكبر رجل أعمال، وكان أخي الأصغر يعمل لدى الحكومة في وكالة الماء في مسقط رأسنا في مدينة أقسو.
فاعلية إبداعية: احتجاج فردي
تُعرف في روسيا بالمظاهرة الفردية (بسبب التشريع المحلي التي يتطلب تصريحًا شرطيًا من أجل المظاهرات التي تتضمن أكثر من شخص واحد) لا يُعرف الاحتجاج الفردي في أوروبا الغربية، ولكن هذا ما قرر أن يفعله غني للحديث عن أسرته، ومصير الآلاف من الإيغور الآخرين الذين فقدوا الاتصال بذويهم في شينجيانغ.
شرح أنه انضم في البداية لحشد من الإيغور في أمستردام، مرددين شعارات مناهضة للصين. لكن كما يتذكر:
I noticed that of the bystanders, no one came up to ask us who we were or what we were demonstrating for. It seemed like no one cared, and that we were just doing this for ourselves. Some time later, I saw a man standing all by himself on Dam square, with signs and folders to raise awareness of the Palestinian issue. I saw people coming up to him to talk and ask questions. I did the same, and got to know him. This way I realized that a dialogue seemed like the best way for me to raise awareness of how the Chinese regime is oppressing Uyghurs, including my family.
لاحظت أنه من بين المارة، لم يتقدم أحد ليسأئلنا منّ نحن أو ما الذي نتظاهر من أجله. يبدو وكان لا أحد يهتم، وكاننا نفعل ذلك فقط لأنفسنا. في وقت لاحق رأيت رجلًا يقف بمفرده في ساحة دام ومعه لافتات ومجلدات لزيادة الوعي بالقضية الفلسطينية. رأيت الناس تتقدم نحوه لكي يتحدثون معه ويسائلونه، فعلت الشيء نفسه وتعرفت عليه. أدركت أن الحوار هو أفضل وسيلة لزيادة الوعي بكيفية قمع النظام الصيني للإيغور بما في ذلك عائلتي.
منذ 23 من يونيو/ حزيران عام 2018 ظل غني يحتج بمفرده كل عطلة أسبوعية حتى أن ضربت جائحة كوفيد 19 هولندا في ربيع عام 2020. بدأ احتجاجه مرة أخرى في 13 يوليو/ تموز كما يتبين في فيديو له على فيسبوك وجذب مؤيدين جدد بما فيهم دبلوماسيون:
Today, the US ambassador in the Netherlands, Mr. Pete Hoekstra, met with Uighurs in the Netherlands to hear about the…
Posted by Abdurehim Gheni Uyghur on Wednesday, July 15, 2020
التقى سفير الولايات المتحدة في هولندا، السيد بيتر هوكسترا، الإيغور في هولندا اليوم لكي يستمع منهم عن …
كما يقول إنه لم يعد بمفرده حاليًا: “تحدثت إلى الكثير من الأشخاص الذين لم يسمعوا من قبل عن الإيغور، وأنضم لي اثنان منهما الآن في الميدان للاحتجاج”
قرر غني الحفاظ على الرؤية مرتفعة: كتب خطابات لملك هولندا ورئيس وزراء الدولة ووزير الخارجية طالبًا المساعدة في العثور على معلومات عن مكان عائلته. كما نشر فيديو على موقع قاعدة بيانات ضحايا شينجيانغ.(مع ترجمة باللغة الإنجليزية)
يختم غيني قائلًا: “أعلم أنه إذا كنت لا أزال أعيش في الصين فمن المحتمل أن أكون مسجونًا في معسكر، أو مُرسل للسجن أو حتى ميت الآن. ولكنني محظوظ لأني أعيش بالخارج. وكما أرى أنني لدي فرصة لأكون صوت من لا صوت لهم.”