كيف كان أداء السياسة الصينية في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2023؟

ميشيل يو على خشبة مسرح ABC7، الصورة من قناة يوتيوب حفل توزيع جوائز الأوسكار 2023.

مع جدال البعض عن كون حفل توزيع جوائز الأوسكار الأمريكي، دائمًا ما يكون سياسيًا؛ ارتبطت الذكرى 95 من حفل توزيع جوائز الأكاديمية السنوي مع السياسة الصينية لسببين: الأول، كانت “ميشيل يو” أول امرأة آسيوية تحوز على جائزة أفضل ممثلة لدورها في فيلم “كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة”. استخدم الإعلام الصيني فوز الممثلة الصينية-الماليزية كدليل على نهوض الصين في السينما العالمية. لكن للسخرية، الفيلم الحاصل على سبع جوائز أوسكار، لم يتم عرضه في دور السينما الصينية، كونه يصور ما يُعتبر تخريبًا. الثاني، دعوة الممثل دوني ين الموالي لبكين في هونغ كونغ، الذي دعم قمع بكين للمتظاهرين في هونغ كونغ في 2019، إلى الحفل كمقدم للجوائز. أدى هذا القرار لإطلاق حملة توقيع عريضة على الإنترنت.

جمَّعت تغريدة رسام الكاريكاتور السياسي باديوكاو السخرية في الخلافين:

ميشيل يو، أول امرأة آسيوية تربح الأوسكار كأفضل ممثلة
فلمها المرأة محظور في الصين لأنه يدعم حقوق الإنسان.

كما دعت الأوسكار دوني ين، عضو اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري للشعب الصيني، ليتحدث.

ما هي الرسالة هنا؟

يو امرأة صينية ناطقة بالهوكينية، ماليزية التولد، انتقلت إلى المملكة المتحدة مع عائلتها عندما كان عمرها 15. بدأت مهنتها في التمثيل في هونغ كونغ، وأصبحت نجمة مشهورة في آسيا. فيلم آخر من أفلامها، “المرأة” (2011)، يأخذ بالسيرة الذاتية لأوونغ سان سوو كيي، قائدة الحركة الديموقراطية في بورما، مُنع في الصين أيضًا حيث يعتقد القادة في الصين أن فيلمًا مناصرًا للديمقراطية سيضعف مكانة الحزب الشيوعي الصيني (CCP). لعبت “ميشيل يو” دور أوونغ سان سوو كيي في الفيلم، ولم تمتنع عن إظهار دعمها للتظاهرات في ماينمار بعد انقلاب عام 2021.

ميشيل يو ورواية العنصرية للعرق الصيني

طاقم “كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة” الذي فاز بأفضل فلم هذه السنة. الصورة من فيديو يوتيوب ABC7 Youtube

فاز “كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة” بسبعة جوائز في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2023، متضمنةً: “أفضل فلم، أفضل ممثلة، أفضل مخرج. الفيلم هو كوميديا عبثية عن مهاجرة صينية أميركية، تلعب دورها يو، تسافر في كون متعدد، آخذة عدة أشكال وهويات، وتختار في النهاية أن تتابع حياتها كأم متعبة لفتاة متمردة مثلية. لم يعرض الفيلم في الصين، لأن تصوير الكون المتعدد المتنوع جنسيًا مقيت للرقابة الصينية، لإنها تناقض المشروع الصيني لإحياء “الحضارة الروحية الاشتراكية للعصر الجديد”.

في حين أن أبرز أفلام يو لا يمكن أن يتم عرضها في دور السينما الصينية، حرص الوطنيون الصينيون على الإنترنت على الإشارة إلى أصول يو الصينية للاحتفال بنهضة الصين وآسيا. قاد هو تشيجين، المعلق الأبرز من صحيفة غلوبال تايمز الممولة من الدولة، “الملاك الصيني” الخاص بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة على وييبو:

祝贺杨紫琼女士,好为她高兴。中国在崛起,亚洲在崛起,华裔以及亚裔人士一定会在世界受到更多关注和凝视,还有尊重以及复杂的对待。一定会有更多华裔人士乘势飞扬,通过努力和博弈走向各领域的巅峰。是时候了,加油,世界各地有中国血脉和中华文明基因的人们,无论你今天在哪里,祖上是哪个国家的华人。

تهانينا لميشيل يو. أنا فرح للغاية من أجلها. الصين ترتقي، آسيا ترتقي. سيتلقى الأشخاص ذو الأصول الصينية والآسيوية حتماً المزيد من الاهتمام، النظر، والاحترام من كل أنحاء العالم. سيحلق المزيد من الأشخاص ذو الأصول الصينية، ومع جهودهم ومعاناتهم سيقفون على قمة كل القطاعات. لقد حان الوقت. تابعوا! سيحمل الناس من أنحاء العالم دماء وجينات الصينيين، بغض النظر عن مكانك، وجنسية أسلافك.

حصل “هو” على استحسان الإعلام الصيني، وتوّج العديد ميشيل يو بوصفها “منارة الشعب الصيني” (華人之光). بأي حال، خارج الصين، استاء الآخرون من هذا الادعاء. تحت منشور هو تشيجين، تساءل العديد من مستخدمي تويتر، لمَ أفلام يو غير متوفرة في الصين، وسخر البعض من رسالة “هو”. شَرَحَ مستخدم معين الرسالة السياسية وراء إدعاء “هو”:

What Hu really wanted to say is: Michelle Yeoh, don’t forget to thank the Chinese Communist Party. Even though your movie can’t be released in China, you owe our great communist party.  No matter where you were born, Chinese are forever in debt to the Chinese communist party.

ما أراد أن يقوله “هو” حقًا: ميشيل يو، لا تنسِ أن تشكري الحزب الصيني الشيوعي. على الرغم من عدم إمكانية عرض أفلامك في الصين، أنت تدينين لحزبنا الشيوعي العظيم. لا يهم أين ولدت، الصينيون في دين أبدي للحزب الشيوعي الصيني.

حضور دوني ين المثير للجدل في الأوسكار

جدل آخر يكمن في قرار الأكاديمية لدعوة دوني ين كمقدم للجوائز في الأوسكار. يعتبر ين ممثل أفلام العنف الأفضل في الصين، وقد مثّل في العديد من أفلام كونغ فو الوطنية، التي تصور بطلاً يهزم المتنمرين اليابانيين، والغربيين النمطيين، على سبيل المثال سلسلة أفلام  “Ip Man”.

تناسب صورته في الأفلام المذهب الرسمي للحكومة الصينية. في عام 2017، كان ين واقفًا إلى جانب الرئيس الصيني تشي جين بينغ في الذكرى 20 لتسليم هونغ كونغ إلى الصين، كما تُظهر تغريدة آنا كووك:

من اليسار إلى اليمين

رئيس الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، تشي جين بينغ
عضو المؤتمر الاستشاري السياسي للحزب الشيوعي الصيني، دوني ين
الرئيس التنفيذي السابق لهونغ كونغ، كاري لام

خلال الاحتجاجات المعارضة لتسليم المطلوبين عام 2019، مِثله مثل الكثير من الصينيين في قطاع الترفيه، كرَّر دوني ين روايات بكين الرسمية بتعيير الاحتجاجات كأعمال شغب. سلَّطت رايتشل شوينغ، صحافية من صحيفة النائب، الضوء على موقفه السياسي:

موقفه الموالي لبكين أزعج العديد في مدينته الأم، خاصة خلال احتجاجات عام 2019. أساء الأمر في مقابلة مع GQ. “هي لم تكن احتجاجات، حسنًا، كانت شغبًا… قد لا يكون كثير من الناس سعداء بما أقوله، لكنني أتحدث انطلاقًا من خبرتي.”

كما انتقد أيضًا وسائل الإعلام الغربية، وخاصة قناة BBC كونها متحيزةً ضد الصين في تقاريرها. في أوائل هذا العام، عُيِّن ممثلاً للشعب الصيني في المؤتمر الاستشاري السياسي.

دعى البعض لجنة الأوسكار بالمنافقين لدعوتهم دوني ين، كونهم رفضوا سابقًا طلب الممثل الكوميدي السابق، ورئيس أوكرانيا الحالي فلاديمير زيلينسكي حضور الاحتفال عبر الشاشة لعامين متتاليين.

كرد فعل، أطلقت مجموعة من السياسيين المعارضين من هونغ كونغ من وراء البحار، عريضة ضد قرار حفل الأوسكار دعوة ين كمقدم للحفل.

ملصق مصمم لمقاطعة دوني ين

في مقابلته الأخيرة، أدعى ممثل فلم جون ويك 4 ين، حركة هونغ كونغ المؤيدة للديموقراطية “بالشغب”، وهاجم الإعلام الغربي على تقرير الصين

انضم للعريضة: إلغاء دعوة دوني ين إلى الأوسكار

وقّع 100 ألف شخص على العريضة. لكن برنامج الأوسكار استمر كما خُطِّط له، الأمر الذي أدى لاحتجاج بعض من موقعي العريضة خارج مسرح دوبلي في لوس أنجلوس قبل الاحتفال:

جالية هونغ كونغ في لوس أنجلوس يتظاهرون ضد دعوة الأكاديمية لعضو المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وداعم الحزب الشيوعي الصيني دوني ين للحضور إلى الأوسكار: “ارفضوا دمية الحزب الشيوعي الصيني دوني ين!”

انتهى حفل توزيع الجوائز، لكن التوتر مازال سائدًا. من جهة، يتابع الأشخاص المؤثرين في بكين توطيد القوة الناعمة للدولة بالاحتفال بإنجاز “الجينات الصينية”، ومن جهة أخرى، يراقب ناشطو جاليات هونغ كونغ والصين سياسات هوليوود بحذر.

بعد ظهور دوني ين في الأوسكار، بدأ ناشطون غاضبون بانتقاد الرئيس الجديد لأكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة، جانيت يانغ، التي أسست موطئ قدمها في صناعة السينما بحصولها على حقوق عرض حصرية في أميركا الشمالية لكل الأفلام المنتجة على الأراضي الصينية، من خلال موزع أفلام صغير موجود في سان فرانسيسكو في بدايات العقد 1980 ثم ساعدت الاستديوهات الأميركية الضخمة على بيع أعمالها إلى الصين. جيفري نجو، عضو دياسبورا من هونغ كونغ، حقق في سياسات جانيت يانغ الصينية على تويتر:

بالإضافة إلى مدحها المتكرر لرئيس المجلس تشي جين بينغ، استخدمت لون بشرتها كأقلية للتأثير في الولايات المتحدة لصرف النظر عن سياسات الجينات الصينية القاتلة، حيث إن عرقها -هان- يقويها. لقد استغلت هذه الفجوة عبر الحدود لتلعب ضد الطرفين في المنتصف.

من المعروف أن سياسات الصين قد شكلت صناعة الأفلام في هوليوود، معطية إياها سوقًا هائلة من 1.4 مليار شخص. لكن نادرًا ما يشاهد التحرك ضد نفاق “الحلم الأميركي”. في حين أن حجم التظاهرات خارج مسرح الأوسكار قد يكون محدودًا، إلّا أن دراميات سياسية جديدة قد تظهر. ابقوا متابعين.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.