مع وفاة بيما تسيدِن، فقدت السينما في التبت مُخرجها الأبرز

لقطة شاشة من فيلم بيما تسيدن “ثارلو” على قناة “ظلال آسيا” على يوتيوب.

توفي المخرج التبتي الشهير بيما تسيدِن بشكل مفاجئ في 8 مايو/أيار 2023، عن عمر يناهز 53 عامًا. يُعرف في الصين باسمه التبتي “باد ما تشي برتان”، وكذلك باسمه الصيني وانما كيدان، يُعتبر أحد أبرز صناع الأفلام التبتيين الذين ساهموا في نشر الثقافة والمجتمع التبتي داخل وخارج الصين، يعود الفضل لفوزه بالعديد من الجوائز عن عمله السينمائي والأدبي. يُكرم هذا المقطع من ساوث تشاينا مورنينغ بوست عمل تسيدِن:

ولد بيما تسيدِن في عائلة تبتية تقليدية في مقاطعة تشينغهاي الصينية، جزء من أكبر منطقة تبتية تاريخية. درس تسيدِن الأدب وعمل معلمًا مدرسيًا قبل انضمامه لأكاديمية بكين السينمائية، حيث كان أول طالب تبتي.

أُنتِجت أفلامه باللغة التبتية بالكامل وعادةً ما تصور حياة التبتيين الذين يعيشون في المجتمع الصيني. كان ظهوره الأول في 2011 بفيلمه “الكلب المُسِن”، الذي يسترجع الإقبال الجنوني على كلاب الماستيف التبتية، التي حظيت بشعبية بين المشترين الصينيين في أواخر الألفية ومطلع العقد الثاني منها، مع بيع بعض الكلاب بنحو 3 مليون دولار أمريكي. الفيلم متاح للمشاهدة هنا:

كما اقتبست بعض أفلامه أعماله الروائية، مثل تحفته الفنية “ثارلو” الذي يصور ذهاب رجل تبتي إلى المدينة للحصول على بطاقة هويته الصينية، واكتشافه للرموز الصينية غير المفهومة والغامضة في المجتمع الحضري الصيني. عُرض الفيلم للمرة الأولى في 2015 في مهرجان البندقية السينمائي وصُوِّر بالأسود والأبيض. إليكم المقطع الدعائي لفيلم “ثارلو” أدناه:

في 2019، أصدر بيما تسيدِن فيلمًا آخر، “بالون”، يتحدث عن تحديد النسل، سياسة فرضتها بكين في سياق المجتمع التبتي التقليدي، وتحرير نساء التبت، كما يظهر في الفيديو الدعائي هنا:

كانت التبت دولة مستقلة بحكم الواقع من 1912 حتى 1950. لكن في 1950، أدى غزو مسلح من الصين لإخضاعها لسيطرة بكين. تخضع الثقافة التبتية اليوم لرقابة مشددة في الصين وتتعرض لهجمات منتظمة من قبل السلطات المحلية، غالبًا بسبب شهرة دالاي لاما كشخصية عالمية تدعو للحكم الذاتي للتبت، وتطالب الصين باحترام الحقوق الإنسانية، والثقافية، والدينية. حتى أن بيما تسيدِن اُحتُجِزَّ في 2016 ولم يتمكن من الحصول على علاجه الطبي رغم إصابته بالسكري.

كما تشهد الحملة الدولية للتبت:

At the 52nd session of the UN Human Rights Council currently underway in Geneva, the International Campaign for Tibet has once again called for an end to the mass forced resettlement of Tibetan nomads and herders and to the boarding school system for Tibetan children. Both are cornerstones of the Chinese government’s policy of assimilation of the Tibetan people.

في الدورة 52 من مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة الجارية حاليًا في جنيف، دعت الحملة الدولية للتبت مجددًا لإنهاء إعادة التوطين القسري الجماعي للرُّحَّل، والرعاة التبتيين، ونظام المدارس الداخلية لأطفال التبت. يعد كلاهما ركيزةً أساسية في سياسة الحكومة الصينية لاستيعاب الشعب التبتي.

كما ذُكِّر، كان بيما تسيدن كاتب قصص قصيرة أيضًا، بعضها متوفر بالإنجليزية والفرنسية. بوفاته، فقدت الثقافة التبتية صوتًا تحدث بإنسانية عظيمة عبر الصور والكلمات عن تحديات وصعاب كون المرء تبتيًا في الصين خلال القرن الواحد والعشرين.

تُظهر هذه التغريدة مدى شعبية بيما تسيدن وكيف يُعْتَز بذكراه في المجتمع التبتي:

ينعى التبتيين في التبت فقدان مخرج الأفلام الرائد بيما تسيدن.

في فجر العاشر من مايو/أيار، اجتمع آلاف الناس في باكور في لاسا لانضمام إلى طواف بيما تسيدن الأخير.

لترقد روحه بسلام!

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.