رفض مدون أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عرضًا أقل ما يمكن القول عنه أنه لا يُرفض: الحصول على الأموال بدون الحاجة إلى فعل أي شيء. الفخ كان عبارة عن نشر مقالات مكتوبة من طرف شخص آخر على مدونته والتوقيع عليها كأنها ملكه. لا مشكلة حتى الآن، أليس كذلك؟
بحسب المدون ديفيد سوانسون، وبعد مشاركته في حدث ضد الحرب أُقيم في العاصمة واشنطن في 20 مارس / آذار، اقترب منه شابٌ متحدثًا بلكنة روسية حادة، حيث قدّم نفسه على أنه أليكسي جي بادالكو. وأظهر هذا الشاب بطاقته المهنية لسوانسون يظهر فيها مسمّاه الوظيفي على أنه مساعد ملحق عسكري في السّفارة الروسية في الولايات المتّحدة الأمريكية. ثم اشترى واحدًا من كتب سوانسون، وبعد أن طلب منه أن يوقّعه له دعاه لشرب القهوة والحديث عن إمكانيّة العمل معًا “من أجل السلام”.
في اليوم التالي، اجتمع كلٌ منهما، حيث عرض الروسي بادلكو، كما كان منتظرًا، قدرًا كبيرًا من المال بغية نشر مقالات حول الوضع في أوكرانيا والتظاهر بأنها ملك لسوانسون.
He claimed a personal interest in peace and a desire to keep this secret from his employers. It was fine to email him, he said, but he'd have to give me the articles in person.
أكّد أن لديه رغبة شخصية فيما يخص السّلام إضافة إلى الحفاظ على الإتفاق في سريّة عن رؤسائه. قال أنني أستطيع أن أرسل إليه رسائل الكترونية، لكن كان عليه أن يعطيني المقالات شخصيًا.
رفض بادالكو كشف مصدر المعلومات والتمويل لسوانسون. يقول هذا الأخير أنه رفض العرض.
I told him what I considered proper journalistic behavior and he expressed surprise and concern that I would bring up journalism since I was a blogger. Apparently a blogger is someone you can feed propaganda to, while a journalist is someone who's out to get you. I tried to tell him I was actually interested in communicating the facts about Ukraine to the U.S. public and that I thought that doing so would benefit both Russia and peace.
لقد شرحت له ما أعتبره أنا سلوكًا صحافيًا مناسبًا بينما بدى هو مندهشًا ومتخبطًا لأن مدونًا مثلي تحدّث عن الصّحافة. على ما يبدو، يُعتبر المدوّن شخصًا يمكنه أن يقوم بالدعاية، عكس الصحافي. حاولت أن أوضّح له أنني مهتم بإخبار الأمريكيين عمّا يقع في أوكرانيا ومقتنع بأن ذلك قد يخدم مصالح روسيا والسّلام.
وحسب مدونة سوانسون، استمرت المراسلات بينهما لفترة قصيرة عبر البريد الإلكتروني بعد لقائهم في المقهى، إلّا أن بادالكو توقف عن الرد.
ولسخرية القدر، فسوانسون ومدوّنته يساندان الموالين لروسيا، وهو ما جعله ينزعج من هذا الحادث. (يمكن أن يكون ذلك أحد الدّوافع التي جعلت بادالكو يشعر بالإرتياح في اتّصاله بسوانسون). ففي المقال الذي كتبه كردّة فعل، اعتبر سوانسون تغيير النظام في كييف بأنه “الضربة العنيفة التي ترعاها الولايات المتحدة”، ويقول إن الحكومة الجديدة “مفروضة من الخارج” ويؤكد أن لا هو ولا آخرين يعجبهم “وصف السلوك الروسي الذي لا ركائز له، والأكاذيب حول عدوانها”. وأنّ على أن روسيا ألّا “تصحح الأكاذيب” حول “عدوان” موسكو “بالتصرف بعدوانية”.