تتحول أولويات أردوغان إلى الفضاء مع تفاقم المشاكل الأرضية في تركيا

 

تصوير نيكيث فيلانكي على Unsplash

كجزء من برنامج الفضاء الوطني كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطط لجعل المواطنين يخدمون على متن محطة الفضاء الدولية. في 24 مايو/أيار نشرت مديرية الاتصال تعميمًا رئاسيًا حول “وثيقة استراتيجية برنامج الفضاء الوطني.” ستكون الخطة الاستراتيجية التي مدتها ثماني سنوات، التي أعدتها وكالة الفضاء التركية بمثابة خارطة طريق “لتنسيق رؤية تركيا واستراتيجيتها، وأهدافها، ومشاريعها في مجال سياسات الفضاء.”

التقديم مفتوح الآن لأي شخص يقل عمره عن 45 عامًا، وحاصل على شهادة في الهندسة، أو العلوم، أو الطب ويتقن اللغة الإنجليزية، لتقديم طلباته للسفر إلى الفضاء. تشمل المعايير الأخرى مواصفات الطول، والبصر، والوزن. سيتم اختيار مرشحين اثنين من مجموعة المتقدمين، ولكن واحد فقط سيسافر بعد تلقي التدريب اللازم حسبما أفادت منصة الأخبار الإلكترونية ديكن.

هذه ليست المرة الأولى التي يضع فيها أردوغان أنظاره على ما وراء الأرض. في عام 2021 كشف عن خطط للهبوط على سطح القمر بحلول عام 2023. قال أردوغان في ذلك الوقت: “سيتم إجراء أول هبوط قاسي على سطح القمر باستخدام صاروخنا الهجين الوطني، والأصلي الذي سيتم إطلاقه في المدار في نهاية عام 2023 من خلال التعاون الدولي”. يصادف عام 2023 الذكرى المئوية للجمهورية التركية.

في حديثه في المؤتمر العالمي لاستكشاف الفضاء عام 2021 قال سردار حسين يلدريم (رئيس وكالة الفضاء التركية): إن البلاد تعتزم إطلاق مركبة روفر محلية الصنع بحلول عام 2028/2029. أضاف يلدريم في ذلك الوقت أنه سوف يطير نموذج أولي إلى القمر في أواخر عام 2023.

تحدث الرئيس أردوغان مع مؤسس شركة سبيس إكس، ومؤسس شركة تسلا إيلون ماسك في ديسمبر/كانون الأول 2021 حول التعاون المحتمل في مجال تكنولوجيا الفضاء، والأقمار الصناعية حسبما ذكرت قناة دي دبليو في ذلك الوقت. أطلقت الدولة القمر الصناعي Turksat 5A إلى الفضاء في يناير/كانون الثاني2021 باستخدام صاروخ سبيس إكس وفقًا لتقرير موقع آل مونيتور.

تركيا ترسل عشوائيًا إلى الفضاء العام المقبل. في الأساس إذا كان عمرك 45 عامًا أو أقل، ولديك درجة علمية/هندسية (وهو ما يزعجني)، وكنت بصحة جيدة يمكنك التقديم. هل هذا وقت كافٍ للاستعداد لمحطة الفضاء الدولية؟ على مايبدو…

يعد إرسال شخص ما إلى الفضاء مكلفًا. وفقًا لـموقع DW Turkish فإن إجمالي الميزانية المتوقعة في الوقت الحالي هو 70 مليون دولار أمريكي. قال لوكمان كوزو (عضو مجلس إدارة وكالة الفضاء التركية) في حديثه لقناة دي دبليو: إن الغرض الرئيسي من المشروع هو جذب الشباب الأتراك المهتمين بدراسات الفضاء. يأمل أن يخلق البرنامج فرصًا للحفاظ على الشباب، والمهندسين، والعلماء في تركيا والحد من هجرة العقول.

لكن برنامج الفضاء قد لا يكون كافيا لتحفيز الشباب. فوفقًا لمسح أُجري عام 2020 فإن نصف الشباب الأتراك غير راضيين مشيرًا إلى الصعوبات المالية كسبب. قال أكثر من 70 في المائة من المستجيبين إنهم “بالتأكيد سينتقلون إلى الخارج مؤقتًا” بينما قال أكثر من 60 في المائة إنهم سينتقلون بشكل دائم. أظهر استطلاع حديث نُشر في فبراير/شباط 2022 من قبل المؤسسة السياسية الألمانية Konrad-Adenauer-Stiftung (KAS) نتائج مماثلة، حيث أشار حوالي 70 بالمائة من الشباب الذين شملهم الاستطلاع إلى اهتمامهم بالانتقال والعيش في الخارج.

يتساءل الكثيرون أيضًا عن سبب إطلاق المبادرة في الوقت الذي تتصارع فيه تركيا مع عدد من القضايا الخطيرة الأخرى بما في ذلك الأزمة المالية الكبرى التي جعلت المواطنين يكافحون لتغطية نفقاتهم. أشارت دراسة استقصائية حديثة إلى أن “الغالبية العظمى من السكان أصبحوا أفقر في العامين الماضيين”، حيث قال 36 في المائة إنهم غير قادرين على تلبية الاحتياجات الأساسية، وقال 43.7 في المائة بأنهم لا يستطيعون تلبية سوى الاحتياجات الأساسية.

بالنظر إلى هذه الحقيقة الصارخة على الأرض فإن الاستجابة العامة للإعلان الأخير ليست مفاجئة.

على منصة تويتر التركية  UzayaGitmesiGerekenKişi (#ThePersonWhoMustGoToSpace)# و#UzayaGidiyoruz (#WeAreGoingToSpace) كانت تتجه مع المستخدمين الذين يفكرون في أي من مسؤولي الحزب الحاكم يمكنهم إطلاقه في الجو. ناقش مستخدمو الإنترنت أيضًا ما إذا كان يجب على البلاد التركيز على القضايا الأرضية الأخرى مثل الاقتصاد المتعثر، والتعليم، والنظام القضائي الإشكالي. وأطلق آخرون النكات حول ارتفاع أسعار الصرف في البلاد.

الدولار يتجه بالفعل نحو الفضاء.

كما قال عضو سابق في حزب العدالة والتنمية الحاكم مازحًا بخصوص الإعلان:

أعلن الرئيس عن برنامج فضائي. حبًا بالله توقفوا عن مشاهدة الناس من الأعلى، عُد إلى الأرض واشعر بالألم الذي سببته.

قال أحد المواطنين ردًا على الإعلان: “ماذا عن إعادتي إلى المنزل أولاً؟” مشيرًا إلى تذاكر الحافلات الباهظة الثمن بين المدن.

وفقًا لتقرير صادر عن بلومبرج أنه بعد فترة من الاستقرار النسبي على مدى الأشهر الستة الماضية منذ أزمة العملة في العام الماضي أصبحت الليرة التركية الآن في وضع ضعيف بشكل خاص حيث “من المتوقع أن يعلق البنك المركزي بالإجماع أسعار الفائدة مرة أخرى.” في مقابلة مع بلومبرج قال بير هامارلوند (الخبير الاستراتيجي في الأسواق الناشئة في مجلس الأوراق المالية والبورصة في ستوكهولم): “الضغط على الليرة يتصاعد”، بسبب “التضخم المرتفع باستمرار، وعلامات تباطؤ النمو في تركيا، وشركائها التجاريين الرئيسيين، والسياسة النقدية المضللة بشكل كارثي “.

في 25 مايو/أيار ذكرت رويترز أن الليرة التركية سجلت أضعف مستوى لها منذ أزمة ديسمبر/كانون الأول نتيجة استمرار التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة.

أثناء ذلك عرضت مجلة أويكوز (الساهر)، وهي مجلة كوميدية شهيرة، إعلان الرئيس أردوغان على صفحتها الأولى مع إشارة غير منطقية إلى البيان: “نبدأ رسميًا مشروع إرسال أحد مواطنينا إلى الفضاء. يمكن لجميع المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا التقدم لهذه المهمة”.

أويكوز على منصة الأخبار غدًا.

يقول الغريب الذي يراقب تدفق الأتراك: “هناك أتراك أكثر مننا”.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.