موجة تكفير أخرى في باكستان

The Supreme Court of Pakistan. Image via Wikipedia by Uroojmirza71. CC BY-SA-4.0

المحكمة العليا في باكستان. الصورة من ويكيبيديا Uroojmirza71 بموجب ترخيص المشاع الإبداعي CC BY-SA-4.0

مرة أخرى، تصدرت اتهامات التكفير عناوين الأخبار في باكستان. هذه المرة، تعرض رئيس قضاة المحكمة العليا الباكستانية، قاضي فائز عيسى، لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أمر الإفراج الفوري عن رجل من طائفة الأحمدية المحتجز كجزء من قضية التجديف.

يعتبر التجديف في باكستان، قضية حساسة للغاية في دولة جنوب آسيا، والتي تسكنها أغلبية مسلمة بنسبة 97 بالمئة، حيث يعاقب عليها بالإعدام، وفقًا للقوانين الباكستانية.

تتبع الجماعة الأحمدية تعاليم مؤسسها ميرزا غلام أحمد، الذي يعتبرونه المسيح الأخير. يتناقض هذا مع أحد المبادئ الأساسية للإسلام الذي تتبعه أغلبية المسلمين السنة الذين يعتقدون أن “النبي محمد كان آخر رسول مباشر من الله“. منذ عام 1973، أعلنت الحكومة الباكستانية أن الأقلية الأحمدية (0.22% من إجمالي السكان) “غير مسلمة” بموجب تعديل في دستور باكستان لعام 1973.

ليست جريمة

في 6 ديسمبر/كانون الأول 2022، تم تسجيل بلاغ ضد رجل من الطائفة الأحمدية في مركز شرطة تشيناب نجار في منطقة تشينيوت في البنجاب، باكستان. تم سجنه لنشره كتابًا محظورًا، والذي يعد، وفقًا للقانون، جريمة بموجب قانون البنجاب للقرآن الكريم (طباعة وتسجيل) (تعديل) لعام 2021. بحسب التقرير، انتهك المتهم القانون في عام 2019، عندما لم يكن توزيع الكتاب يعتبر جريمة. تم القبض على الرجل في يناير/كانون الثاني 2023، وإطلاق سراحه في 6 فبراير/شباط 2024.

يؤكد أمر المحكمة العليا أيضًا أن الجميع أحرار في ممارسة معتقداتهم وفقًا للقرآن. أثار هذا رد فعل عنيفًا كبيرًا من العناصر المتطرفة، بما في ذلك أتباع باكستان تحريك إنصاف، حزب المعارضة الباكستاني الحالي. تم إطلاق حملة تشهير منظمة ضد رئيس قضاة المحكمة العليا الباكستانية على X (تويتر سابقًا).

موجات الكراهية

يقول مولانا فضل الرحمن، وهو شخصية سياسية دينية، في مقطع فيديو:

إن قرار رئيس المحكمة العليا قاضي فايز عيسى بالسماح للقاديانية (الأحمدية) بنشر دينهم، مخالف للشريعة والدستور والقانون، وهو ما نرفضه علنًا. قررت جمعية علماء الإسلام تقديم استئناف ضد هذا القرار بعد التشاور.

في هذا الفيديو المشارك من المستخدم إبراهيم، يظهر رجل يدين علنًا قرار رئيس قضاة المحكمة العليا الباكستانية، ويهدد بقتل أي شخص ينتمي إلى الطائفة الأحمدية.

يهدد هذا الإرهابي من TLP، علنًا بقتل أي أحمدي يراه في منطقته (منطقة مانسهرا). يجب على السلطات اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل أن يتسبب هؤلاء الإرهابيون في المزيد من الضرر للمواطنين الأحمديين في باكستان.

أدان آخرون حملة التشهير ضد رئيس قضاة المحكمة العليا الباكستانية.

طلبت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية من الحكومة الباكستانية كبح حملة الكراهية ضد رئيس قضاة المحكمة العليا الباكستانية:

تشعر لجنة حقوق الإنسان الباكستانية بقلق بالغ إزاء الحملة المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي استهدفت رئيس المحكمة العليا، قاضي فايز عيسى، لإصدار حكم – على عكس ما أدعى منتقدوه – يحمي الحق الدستوري لجميع الأقليات الدينية في حرية الدين أو المعتقد. ال…

قالت المحامية والناشطة النسوية نيغات داد:

إن ادعاءات التجديف ضد قاضي فايز عيسى بغيضة وتستحق الشجب. هذا جزء من حملة تضليل أكبر يجب إدانتها بشكل مباشر.

إن الكراهيَة تجاه الطائفة الأحمدية ليست جديدة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قاض في المحكمة العليا. ولتسوية الأمر، أدانت المحكمة العليا حملة التشهير، وأصدرت بيانًا توضيحيًا يخطر فيه الناس بأنهم إذا لم يوافقوا على القرار، فيمكنهم الطعن فيه عبر السبل القانونية. طعنت حكومة تصريف الأعمال في البنجاب في القرار أمام المحكمة العليا.

حادثة التكفير في لاهور

مع استمرار المناقشات حول هذه القضية في أنحاء البلاد، ظهرت قضية أخرى بتهمة التجديف في لاهور، عاصمة البنجاب. في سوق إيشرا للملابس في لاهور، كان الحشد الغاضب على استعداد لإعدام امرأة لأنها كانت ترتدي فستانًا عليه حروف عربية. زعم الحشد الغاضب، وجود آيات قرآنية على الفستان، وتدخل مساعد مفتش الشرطة شهر بانو نقفي لوضع المرأة تحت الحجز الوقائي.

يظهر هذا الفيديو كيف تعرضت المرأة للتحرش، واختباءها داخل متجر تابع لإحدى الأقليات.

تم تكريم ضابط الشرطة الباكستاني كبطل لتفاوضه بشأن توفير المرافقة الآمنة لامرأة متهمة بالتجديف من قبل حشد من الغوغاء في لاهور. كانت المرأة ترتدي فستانًا مكتوبًا عليه بالخط العربي، ظنه الجمهور آيات من القرآن.

غردت شرطة البنجاب عن الحادث، مؤكدة أن نقفي خاطر بحياته لإنقاذ المرأة التي أحاط بها الغوغاء الغاضبون. كما طلبوا من الحكومة الباكستانية تكريم الشرطي بجائزة.

بعد ذلك، وفي محاولة لحل المشكلة، سجلت المتهمة اعتذارًا عن ارتداء الفستان. على الرغم من الأوسمة التي تلقاها نقفي لإنقاذ المرأة، واجه أيضًا انتقادات شديدة لتسهيل تسجيل الاعتذار. علاوة على ذلك، نظمت ضابطات من شرطة البنجاب مسيرة توعية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. كما تم تحرير بلاغ ضد المتحرشين بالسيدة للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الأحداث.

فن الخط على الملابس:

تستخدم الحروف العربية على نطاق واسع على مستوى العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وآسيا، حيث يتم استخدامها لكتابة الكتب المقدسة. بالإضافة إلى الحروف والفن والكتاب المقدس، تم اعتماد هذا الخط أيضًا لكتابة الكلمات أو الرسائل على الملابس. الفستان الذي ارتدته السيدة كان من ماركة تدعى Semplicitakw في الكويت. مع ذلك، بعد الحادث، امتلأت العلامة التجارية برسائل الكراهية من باكستان. ردًا على ذلك، أصدروا بيانًا ودافعوا عن منتجهم بالقول: “نستخدم الكلمات والحروف العربية بخطوط مختلفة في كل مكان لأنها لغتنا!”

كما أصدرت العلامة التجارية الباكستانية المشهورة، Manto، المعروفة بدمج الشعر والعبارات بالخط الخطي على الملابس، منشورًا يحث عملائها على توخي الحذر في ضوء الحادث الأخير:

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Manto Store (@wearmanto)

قضايا التكفير في باكستان:

وفقًا للنتائج الأخيرة التي توصل إليها مراقب حقوق الإنسان التابع لمركز العدالة الاجتماعية، ما لا يقل عن 329 شخص متهم بموجب قوانين التجديف، وتم الإبلاغ عن 180 حالة. من بين المتهمين 247 مسلمًا، و65 أحمديًا، و11 مسيحيًا، وواحد هندوسي، في حين لا يزال الانتماء الديني لخمسة متهمين غير معروف.

في أعقاب توجيه رئيس المحكمة العليا بإطلاق سراح الشخص الأحمدي، أوقفت محكمة السند العليا إدانة البروفيسور نوتان لال داس بسبب عدم كفاية الأدلة. في الوقت نفسه، تلقى طالب من البنجاب حكمًا بالإعدام بتهمة مشاركة محتوى تجديفي على تطبيق واتساب.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.