باكستان: مخاوف عودة الفيضانات بعد هطول الأمطار الغزيرة

بعد انقضاء 4 أشهر على فيضانات 2022 في باكستان، ما تزال العديد من المناطق في قرية كور كامبر، ودادو، وسينده مغمورة بالمياه. إن المساعدة محدودة. يُمكن للناس الدخول والخروج بالقوارب فقط. الصورة من جوليان هارنلز. مستخدمة بموجب رخصة نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 2.0 عام.

مع ارتفاع درجات الحرارة في المشهد السياسي، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية أن تشهد أجزاء مختلفة من باكستان أمطار غزيرة، وعواصف رعدية، وصواعق بعد أن شهدت البلاد موجة حر شديدة من 20 إلى 25 يونيو/حزيران. حذرت هيئة الأرصاد من هطول أمطار غزيرة بين 25 و30 يونيو/حزيران، مما يزيد من خطر وقوع فيضانات في المناطق المنخفضة في أنحاء المقاطعات ما أثار مخاوف من حدوث انهيارات أرضية في المناطق المعرضة للخطر. أصابت التوقعات بطريقة مأساوية، قبل حلول عيد الأضحى، لقيَّ 23 شخص حتفه في أجزاء مختلفة من باكستان جراء الأمطار والفيضانات، منهم 11 شخص مات بعد أن صعقه البرق.

في 24 يونيو/حزيران، طالبت شيري رحمن، الوزيرة الاتحادية المعنية بتغير المناخ والبيئة، الناس بالابتعاد عن البنى التحتية الضعيفة والبقاء في المنازل لتجنب أي حوادث مؤسفة:

طبقًا لتحذيرات إدارة الأرصاد الجوية الباكستانية، يتوقع هطول الأمطار قبل الموسمية من 25 حتى 30 يونيو/حزيران، مما يفضي لتراجع موجة الحر السائدة. من المتوقع وقوع أمطار/رياح رعدية (مع فواصل متفرقة) ابتداءً من اليوم حتى 30 يونيو/حزيران في إسلام أباد، وراوالبيندي، وموري، وغاليّات، وعدة مدن أخرى في كاشمير، وغيلغيت بلتستان، وخیبر بختونخوا، وبنجاب. يتوقع حدوث الأمر ذاته من 26 حتى 29 يونيو/حزيران في جنوب بنجاب، وسينده، وبلوشستان. قد تتسبب الأمطار الغزيرة بفيضانات في المناطق الحضرية وانهيارات أرضية في المناطق الجبلية المعرضة للخطر مثل موري، وغاليّات، وكاشمير، وغيلغيت بلتستان، وخيبر بختونخوا. قد يترتب عن الأمطار الغزيرة حدوث فيضانات مفاجئة في سيول مرتفعات ديرا غازي خان والمناطق المجاورة من شمال شرق بلوشستان في 27 يونيو/حزيران. أُمِّرت جميع الإدارات المحلية المعنية بالبقاء في حالة تأهب، ويُنصح السياح بتوخي الحذر. كما يُرجى من المواطنين الابتعاد عن البنى التحتية الضعيفة، وأعمدة الكهرباء، ومجاري الماء خلال الأمطار والرياح الشديدة لتجنب وقوع أي حوادث غير مواتية. شكرًا لكم.

نظرًا لهطول الأمطار بغزارة، شهدت مناطق مختلفة من لاهور، عاصمة مقاطعة بنجاب، فيضانات كبيرة. لقد شُلَّتْ الحياة في المدينة، حتى الأنفاق السفلية المشيدة حديثًا غُمِرت بالمياه لعدم وجود نظام تصريف مناسب.

على تويتر، أعرب بعض المستخدمين عن استيائهم من الحكومة. فيما حاول البعض الآخر، مثل الصحفي عُصمان خان، أخذ الأمور على نحو ساخر:

نفق كَلما شوك في لاهور في الوقت الراهن. افتتح هذا النفق قبل 3 أشهر أثناء الموسم الثامن من الدوري الباكستاني الممتاز. لكن يبدو أنه يعاني من عيوبٍ كبيرة في التصريف. نظرًا لعجز السلطات عن تفريغ المياه منه. يصل هذا النفق بين غاردن تاون وسوق الحرية.

أصدرت بي إن إن، قناة أخبار باكستانية، مقطعًا يستعرض غمر المياه للمستشفى العام:

حصري: مشاهد من مستشفى لاهور العام بعد الأمطار

شارك عُصمان أحمد، مستخدم تويتر، مقطع ساخر:

حال مواطني لاهور في نفق كَلما شوك بعد الأمطار الموسمية.

لاحظ رئيس الوزراء شهباز شريف الفيضانات فأمرَّ سلطات المقاطعة والمنطقة باتخاذ إجراءات فورية ومعالجة شكاوى الناس.

كما وجهت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية آنفًا تحذيرًا من حدوث سيول وفيضان البحيرات الجليدية في المناطق الشمالية من جرّاءِ ارتفاع درجات الحرارة وطالبت كافة الإدارات بالتزام الحذر والاستعداد للحالات الطارئة. كما حذرت الهيئة من توقع باكستان لهطول أمطار أكثف من المعتاد بقليل وارتفاع درجات الحرارة على مستوى البلاد في يوليو/تموز 2023.

موجة الحر:

في 21 يونيو/حزيران 2023، أصدرت هيئة إدارة الكوارث الوطنية وهيئة الأرصاد الجوية الباكستانية تقريرًا تحذيريًا يدعو الناس لتقليل التعرض للحرارة العالية وتجنب رحلات السفر غير الضرورية. مع إشارة التوقعات لوصول درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية (122 درجة فهرنهايت)، أُعلنت حالة طوارئ في مستشفيات العاصمة، إسلام أباد. رغم التحذيرات، توفى 22 شخص جراء التعرض لضربة شمس في ماردان، وخیبر بختونخوا، وإسلام أباد.

تغلبوا على الحرارة بعناية:

  • تجنب الأنشطة خارج المنزل خلال أشد أوقات اليوم حرارةً
  • تغطية الرأس وارتداء النظارة الشمسية
  • المواظبة على شرب الماء
  • الامتناع عن استهلاك المشروبات الغازية
  • الإطلاع على درجة الحرارة والتخطيط للرحلات البعيدة
  • عدم ترك شخص في السيارة أثناء موجات الحرارة الشديدة

غرد الناشط المناخي حسان أفتاب:

مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد في شمال-شرق باكستان وجنوبها، يجدر بالذكر أن هذه الموجة تجعل الرطوبة بنفس القدر من الأهمية للتأثيرات الصحية مقارنة بموجات الحر السابقة، تذكروا أن التغير المناخي أدى لازدياد احتمالية وتواتر موجات الحر هذه في المنطقة.

آثار التغير المناخي:

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها باكستان تقلبات جوية عنيفة. عانت باكستان العام الماضي من أسوأ فيضانات منذ 2010، أدت لمصرع 1700 شخص. ألحقت الفيضانات دمارًا هائلًا بالمنازل، وأتلفت الأراضي الزراعية، وسببت انتكاسة اقتصادية كبيرة، لم تتعاف منها البلاد كليًا. يبدو أن الأمر لن يختلف هذا العام والشعب قلق بشأن قدرة الحكومة على التعامل مع الوضع بفعالية.

Khairpur Nathan Shah city covered with flood water in Sindh in Pakistan 2022. Image from Flickr by Ali Hyder Junejo. CC BY 2.0.

مدينة خيربور ناثان شاه مغطاة بمياه الفيضان في مقاطعة سينده الباكستانية في 2022. الصورة من علي حيدر عبر فليكر. مستخدمة بموجب رخصة نَسب المُصنَّف – الترخيص بالمثل 2.0 عام.

العام الماضي، أصدر رئيس الوزراء شهباز شريف بيانًا في المؤتمر السابع والعشرون للأطراف، أكبر مؤتمر سنوي للتغير المناخي للأمم المتحدة، وسلط الضوء على معاناة باكستان بسبب الاحتباس الحراري. وفقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي، باكستان مسؤولة عن أقل من 1% من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم لكنها تدفع ثمنًا باهظًا.

قد يكون مؤتمر المناخ السابع والعشرون، المقام في مصر، نقطة تحول في معركة البشرية ضد التغير المناخي والاحتباس الحراري. أظهرت الأحداث المناخية المتطرفة في باكستان والقرن الأفريقي هذا العام عولمة تغير المناخ. سيكون غض الطرف عن آثاره المميتة إجراميًا. بصفتي رئيس المجموعة 77، سأناشد العالم للوفاء بالتزاماته بشأن التمويل المتعلق بالمناخ وصندوق الخسائر والأضرار. دون الدعم المالي، سيستمر تعرض البلدان النامية لمختلف التهديدات الناشئة من تغير المناخ. أظهر تقييمنا للاحتياجات ما بعد الكوارث أن رحلة باكستان للتعافي وإعادة التأهيل قد تتعرقل بفعل الدين العام، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وعدم الحصول على تمويل للتكيُّف. يجب على العالم معاملة باكستان كحالة تستحق الدراسة.

القلق بشأن الجاهزية:

في 15 يونيو/حزيران، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية تحذيرات بشأن التأثير المحتمل للعاصفة الإعصارية الشديدة بيبارجوي على المنطقة الساحلية لسينده. في المقابل، نجحت حكومة المقاطعة في إجلاء 60 ألف شخص من المناطق المعرضة للخطر وأصدرت تنبيهات للإدارات والمستشفيات المعنية. مع ذلك، تبددت العاصفة دون التسبب بأي أضرار.

على النقيض، تشير تدابير بنجاب وخيبر بختونخوا لعدم جاهزيتها، إذ يبدو بأنها تركز بصورة أساسية على الانتخابات المقبلة. رغم التنبيهات والتحذيرات من الفيضانات، ما تزال جهازية العديد من المقاطعات للأمطار الغزيرة المقبلة غير مؤكدة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.