مع تحول الفصول الدراسية إلى فصول افتراضية في الهند بعد الإغلاق التام بسبب كوفيد-19، واجه الطلاب الذين يقطنون المناطق النائية، وينتمون إلى أسر ذات دخل منخفض، وليس لديهم إمكانية الاتصال بالإنترنت تحديات كبيرة لمتابعة دروسهم.
دخلت الهند مرحلة الإغلاق التام في مارس/آذار، وبدأت ترفع القيود تدريجيًا فقط في يونيو/ حزيران، مما أدى إلى تحول الفصول إلى بيئات افتراضية على الرغم من أن ربع الأسر الهندية فقط لديها إمكانية الاتصال بالإنترنت.
وجدت شركة ناشئة غير ربحية، حائزة على جوائز، من مدينة كوتاك في ولاية أوديشا، طريقة لمساعدة الأسر المتعثرة: من خلال تقنيات لا تعتمد على الإنترنت مثل المكالمات الصوتية، والرسائل النصية، والراديو، فهي توفر تعليمًا بتكلفة أقل لأكثر من 5 ألف طفل في 400 قرية.
جاء رائد الأعمال الإجتماعي، بين اياك أشاريا، بهذه الفكرة منذ خمس سنوات برفقة معلمين من المجتمع، ومركز أنغانوادي (عمال رعاية الأطفال في المناطق الريفية) ومعلمي المدارس الإبتدائية، حيث طور منهجية تعليم للصفوف المبكرة تسمى ثينك زون (ThinkZone) من أجل الأطفال الذين ينحدرون من مجتمعات تعاني نقص الموارد.
أثناء الإغلاق التام، أثبتت مناهج (ThinkZone) فعاليتها، فقد شاركت ثينك زون (ThinkZone) محطة راديو شيكولات 104 أف أم، محطة محلية في أوديشا، لبث الدروس بسبب إغلاق المدارس. قيّمت كندرينا بنيجري البرنامج خلال حديثها لصحيفة تايمز أوف إينديا — “أنه مثل زوم، إلا أنه بدون فيديو وبدون تفاعل. ولكنه يعمل”.
يستخدم معلمو ثينك زون (ThinkZone) أيضًا المكالمات الصوتية، والاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR)، والرسائل النصية القصيرة لتعليم الوحدات. هو نظام مجاني ويعمل بطريقتين: بـ (سحب الاتصال) يتصل الآباء برقم أو يرسلون رسالة نصية قصيرة تمنحهم حق الوصول لوحدات التعلم اليومية لأطفالهم، والطريقة الثانية (دفع الاتصال)، تقدم ثينك زون (ThinkZone) مكالمات تستند إلى الاستجابة الصوتية التفاعلية (IVR) لمدة دقيقة أو دقيقتين يوميًا، ووحدات الرسائل النصية القصيرة المخصصة.
طورت منظمة أشاريا أيضّا أنشطة “افعلها بنفسك للآباء” لاستخدامها مع أطفالهم في المنزل جنبًا إلى جنب التقنيات التي لا تعتمد على الإنترنت.
استفاد الأطفال في أربع مقاطعات في اوديشا – كوتاك، وكندرابارا، وخوردا، وبادراك – من برامج ثينك زون (ThinkZone)، كما توظف مبادراتهم أكثر من 300 إمرأة من المقاطعات.
What keeps us going? Read these amazing stories, reviews and feedback from parents who have been a part of our Home Based Learning Program.
Celebrating #NationalParentsDayhttps://t.co/LfBUFYGPeO pic.twitter.com/lOcjmzkjzi—ThinkZone (@ThinkZoneIndia) July 26, 2020
“ما الذي يجعلنا مستمرين؟ إقرأ هذه القصص المدهشة، والأراء، والتعليقات من قبل الآباء الذين كانوا جزءًا من برنامج التعلم من المنزل الخاص بنا. الاحتفال باليوم الوطني للوالدين”
التعليم أثناء الجائحة
وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تأثر أكثر من 1.37 بليون طالب في أكثر من 138 دولة بغلق المدارس والجامعات منذ بدء جائحة كوفيد-19، وأصبح أكثر من 60.2 مليون مدرس بعيدًا عن الفصل الدراسي، ويدرس العديد منهم عبر أنواع تقنيات مختلفة.
رغم أنه من المقرر أن يبدأ العام الدراسي في الهند في سبتمبر/ أيلول، إلا أنه لم يتم التوصل إلى خطة قومية واضحة لاستئناف الفصول التقليدية في البلاد.
قالت أشاريا في حوار لها مع مؤسسة الشباب الدولية “لن يعود العديد من الأطفال على الفور بسبب تردد آبائهم ورغبتهم في بقاء أطفالهم آمنين”.
رغم استخدام المنظمات الأخرى غير الربحية في الهند طرق مشابهة، مثل تقديم فصول دراسية عن بعد من خلال تطبيقات ذات موجة منخفضة مثل واتس أب، ولكن لا تعد الحلول العامة بسيطة. يُعد 5000 طالب لمشروع ثينك زون (ThinkZone) نقطة في بحر إذا أعتبرنا أن هناك 320 مليون طالب متأثر بالإغلاق التام.
في الوقت نفسه، تذكّر مستخدم تويتر سنجسن أنه يتعين على الطلاب في ولاية مانغلور الهندية الوصول إلى قمة التل لحضور الفصول الدراسية الافتراضية بسبب مشاكل الاتصال:
Dear @narendramodi @HPoonja Sir. Right to education is for every student/child. More than 100 kids in this remote village are struggling for the same by climbing hills in forest areas, facing risk from wild animals too. Please help. https://t.co/u8RDH4MxeR pic.twitter.com/NQEB7ipCGd
Sangsan (@Sangsan31796804) July 28, 2020—
السادة الأعزاء ناريندرا مودي وهاريش بونيا. إن التعليم هو حق لكل طالب وطفل. يكافح أكثر من 100 طفل في هذه القرية النائية من أجل نفس الشيء من خلال صعود التلال في مناطق الغابات ومواجهة خطر الحيونات البرية أيضًا. الرجاء المساعدة.
كما غردت الباحثة سيما ناث: إلى جانب ذلك، لا يعاني الأطفال المنتسبين للمجتمع ذي الدخل المنخفض فقط من التحول إلى الوضع الافتراضي– فالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يواجهون أيضًا صعوبة في التكيف.
Children with a disability across several states in India including Odisha, are facing a huge risk of dropping out of school as they are not being able to cope with online/digital medium for their classes during the Covid-19 pandemic.https://t.co/LPStlO3X48
Seema Nath (@seemanath) July 27, 2020—
يواجه الأطفال ذوو الإعاقة في العديد من الولايات في الهند، بما في ذلك أوديشا، خطرًا كبيرًا بترك الدراسة لأنهم غير قادرين على التعامل مع الوسائط الافتراضية والرقمية من أجل فصولهم الدراسية أثناء جائحة كوفيد-19.
كتبت جانافي ابتي مقالة رأي في صحيفة Statecraft تُحث فيها الحكومة على بناء بنيات تحتية أفضل من أجل التعليم عن بعد:
The COVID-19 pandemic has exposed the severe inequalities that exist between the rich and the poor, rural and urban households, and between males and females. These disparities lay bare the pitfalls in access to education in India, even on virtual platforms. While a push towards remote learning is understandable in these trying times, the current system is insufficient to serve as a suitable alternative to in-person learning. Following the current trajectory, an inability or unwillingness to build and strengthen the education infrastructure in the country will only push the poor, vulnerable and disadvantaged even further into the margins of society, and even worse, leave them behind.
كشفت جائحة كوفيد-19 التفاوتات الشديدة بين الفقراء والأغنياء، وبين الأسر الريفية والحضرية، وبين الذكور والإناث. تكشف هذه الفوارق عن المعوقات في إمكانية الوصول إلى التعليم في الهند، حتى على المنصات الافتراضية. في حين أن الدفع نحو التعليم عن بعد أمر يمكن تفهمه في هذه الأوقات العصيبة، فإن النظام الحالي غير كافٍ ليكون بمثابة بديل مناسب للتعلم التقليدي. باتباع المسار الحالي، فإن عدم القدرة وعدم الرغبة في بناء وتعزيز البنية التحتية للتعليم في البلاد لن يؤدي إلا إلى دفع الفقراء، والضعفاء، والمحرومين إلى هامش المجتمع، والأسوأ من ذلك، تركهم وراءهم.
2 تعليقات
شكرًا ياسمين على الترجمة وأهلًا بك في جلوبال فويسز! :)
الشكر موصول لك أستاذ محمد، وشرف لي الانضمام لفريق جلوبال فويسز:)