حمّى كأس العالم 2022 تصل بنغلاديش، ولكن الوضع معقد هذه السنة

World Cup Graffiti on the wall painted by the locals at KM Das lane in Swami Bagh, Old Dhaka. Screenshot from the Facebook video from Dainik Bangla. Fair use.

رسومات غرافيتي على الجدار رسمها السكان المحليون في كاي أم داس لاين في سوامي باغ، داكا القديمة. لقطة شاشة من فيديو داينك بانغلا على موقع فيسبوك. استعمال عادل.

انطلقت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في قطر نسخة عام 2022 من كأس العالم لكرة القدم، الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم، حيث انتشرت حمّى كرة القدم في بلدان العالم، ووصل الجنون إلى بنجلاديش أيضًا، كما يحدث كل أربع سنوات.

رفع المشجعون أعلام الدول المشاركة على سطوح المنازل، ورسموا لاعبي كرة القدم على الجدران، ولوّنوا المنازل بألوان العلم الأرجنتيني أو البرازيلي، وصنعوا أعلام الفرق الأكثر الشعبية بطول كيلومترات وكيلومترات، واشتروا قمصان الفريق المختلفة بكميات كبيرة، علمًا أن قميص مشجعي فريقك المفضل، أو قميص الفريق الرسمي<“> قد صنع في بنغلاديش على الأرجح.

يثير حدث هذه السنة الذي يُنظَّم في قطر الجدل بسبب مزاعم الفساد في اختيار قطر كدولة مضيفة لعام >2022، ووفاة أكثر من 6500 عامل مهاجر بين عام 2010 وكانون الثاني/يناير 2021. تُصنَّف قطر بين أغنى دول العالم ويبلغ عدد سكانها نحو 2.9 مليون نسمة، من بينهم أكثر من 70%، أي مليونا نسمة، من العمال المهاجرين الذين قدموا للعمل في قطاعات مختلفة. يعمل حوالى مليون عامل مهاجر في قطاع البناء، واستُخدم مئة ألف منهم تقريبًا في بناء البنية التحتية لكأس العالم، بما في ذلك الملاعب والقرى الرياضية والطرق. وكشفت إحصاءات نشرتها صحيفة ذي غارديان أن 1018 من العمال المهاجرين الذين لقوا حتفهم كانوا من الجنسية البنغلادشية.

نفت قطر مزاعم الفساد<“> وارتباط إحصاءات وفيات العمال المهاجرين بكأس العالم، وأفادت أن الرقم المذكور يمثل إجمالي عدد وفيات الأجانب خلال هذه الفترة الزمنية. وزعم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن 3 أشخاص فقط توفوا في مواقع البناء المتعلقة بالبنية التحتية لكأس العالم، ولكن كشف تدقيق الحقائق الذي أجرته دويتشه فيله أن الرقم الفعلي قد يصل إلى حوالي 40 ضحية، إذ تختلف الأرقام التي تشير إلى الوفيات المتعلقة بكأس العالم 2022 وفقًا لتصنيف سبب الوفاة كسبب متعلق بالعمل.

ما سبب تعلق مشجعي كرة القدم البنجلادشيين الشديد بالمنتخبيْن البرازيلي والأرجنتيني؟

يشجع بشكل عام البنجلادشيون مجموعة من الفرق، لا سيما تلك التي فازت ببطولات كأس العالم السابقة. ولكن يتضح من الأعلام التي ترفرف فوق سطوح منازل المشجعين أن فريقيْ البرازيل والأرجنتين يملكان قاعدة جماهيرية متفانية، وأفادت تقارير عن اشتباكات بين المشجعين المتنافسين بسبب ولاءاتهم المختلفة.

تقع بنغلاديش في أسفل سلّم تصنيف الفيفا وتحتل المرتبة 192 عالميًا ولم تحقق أي نجاح في الآونة الأخيرة في كرة القدم. وفي غياب منتخب وطني يشجعه البنجلادشيون بشغف، استعاضوا عنه بفرق دولية أخرى مشاركة في بطولة كأس العالم.

تقليديًا، تشجع أغلبية البنجلادشيين البرازيل (المصنَّف أول) أو الأرجنتين (المصنَّفة ثالثة) وتكثر النقاشات حول السبب. يتناول مقطع الفيديو التالي الذي أعدته شركة بلانتيك في عام 2018 الأسباب المحتملة لانجذاب البنجلادشيين إلى البرازيل والأرجنتين أكثر من الفرق الأخرى، ولكنه لا يقدّم إجابات واضحة.

يفيد الفيديو أن في عام 1982، بدأ تلفزيون بنغلاديش التابع للدولة في ببث مباريات كأس العالم مباشرة وبدأت التلفزيون الملون بالانتشار. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تعلّم الأطفال عن بيليه، والبرازيل في كتبهم المدرسية وتابعوا بشغف النجم الأرجنتيني مارادونا ونجاحات فريقه. فبرزت قاعدة معجبين شغوفين بالفريقين على مدى العقود التالية.

الاحتفال بكأس العالم على الطريقة البنجلادشية

تشمل أبرز خصائص مشجعي كرة القدم البنجلادشيين رفع أعلام الدول المشاركة على سطوح المنازل. غرد رافد اشتياق، الطالب في كلية الاقتصاد في جامعة دكا، قائلًا:

لمحة عن حماس الناس في هذه المنطقة من العالم قبيل كأس العالم لكرة القدم 2022 وعن حبهم للبرازيل والأرجنتين!

وغالبًا ما يتنافس مشجعو الفرق المختلفة على صنع أكبر علم. غرد الصحافي سيف حسنات:

باع رجل في بنغلادش بستان المانغو الذي يملكه لجمع المبلغ اللازم لصنع علم كوريا الجنوبية بطول أربعة كيلومترات! الرجل يشجع هذا المنتخب الآسيوي في كأس العالم لكرة القدم. أمة مصابة بجنون الكريكت تزداد جنونًا في خلال كأس العالم لكرة القدم.

أطول علم ألماني (5.5 كيلومتر) صنعه مزارع بنغلاديشي احتفاء بنجاح المنتخب الألماني. لقطة شاشة من فيديو تابع لسوموي تي في على موقع يوتيوب. استعمال عادل.غرّد شفيت إسلام نيلوي، مراسل رياضي لموقع إخباري على الإنترنت، قائلًا:

أطول علم ألماني (5.5 كيلومتر) صنعه مزارع بنغلاديشي احتفاء بنجاح المنتخب الألماني. لقطة شاشة من فيديو تابع لسوموي تي في على موقع يوتيوب. استعمال عادل.

غرّد شفيت إسلام نيلوي، مراسل رياضي لموقع إخباري على الإنترنت، قائلًا:

الجنون في ميمنسينغ حيث رفع زوجان من مشجعي الأرجنتين علمًا بطول 1 كيلومتر للأرجنتين. بلغت كلفته 50 ألف تاكا. أنا متأكد من أن معظمهم لا يتابع كرة القدم على مدى 4 سنوات ويشاهدونها في خلال كأس العالم ليس إلا.

نشر نيلوي أيضًا صورًا على موقع تويتر للمشجعين في الشوارع خلال تجمعات لفرقهم المفضلة:

مشجعو الأرجنتين ينظمون تجمعًا في سيراجانج

أفاد مستخدم تويتر، فهمان، عن عربة ريكشا مطلية بألوان الأرجنتين.

مشجع لمنتخب الأرجنتين في بنجلاديش

تبرز أيضًا رسوم الغرافيتي الملونة على الجدران وفي الشوارع. يسلط مستخدم تويتر، عرفات إسلام، الضوء على رسم جرافيتي في مدينة دكا القديمة:

في كل بطولة كأس العالم لكرة القدم، تُصاب دكا القديمة في بنجلاديش بجنون كرة القدم. الموقع: كالتابازار، دكا، بنجلاديش

غرّد المهندس ناييم حسن:

في مكان ما في دكا، بنجلاديش. بطولة كأس العالم لكرة القدم بدأت رسميًا

شارك مستخدم تويتر، فيصل:

يبدو الآن أن محبي كرة القدم في بنغلاديش قد بدأوا بالاستعداد لكأس العالم. لمحة عن الاستعدادات في العاصمة دكا (المدينة القديمة) مرفقة بهذه التغريدة.

غرّد الصحافي شفيت إسلام نيلوي:

شباب في بنجلاديش يزينون جدران منطقة محلية برسومات مختلفة بانتظار كأس العالم لكرة القدم، دعمًا للأرجنتين وميسي

ما يثير الاهتمام هو أن لاعبي هذه الفرق لم يملكوا أدنى فكرة عن بنجلاديش أو هؤلاء المعجبين الغامضين. ولكن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت بعض الجهود بلفت الانتباه، إذ شارك مثلًا موقع أخبار كرة القدم الأرجنتينية بعض الأخبار من بنجلاديش على حسابه على تويتر.

مشجعو الأرجنتين في بنجلاديش يتجمعون مع علم عملاق، بزعم كونه الأطول في العالم.

شاب في بنجلاديش من مشجعي الأرجنتين أضرب عن الطعام لإقناع والده بدهان المنزل بأكمله بألوان “الألبيسيليستي “فاضطر والده إلى تحقيق رغبته. لدى الوالد أيضًا ابنتان تشجعان البرازيل، وسيضطر لدهان منزله الآخر بألوان “السيليساو”. جنون كأس العالم.

تذكر مساهمات العمال المهاجرين في كأس العالم

زعمت قطر أن السلطات أجرت إصلاحات كبيرة في قانون العمل، ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش تفيد أن هذه الإصلاحات دخلت بمعظمها حيّز التنفيذ بعد عام 2018، عندما انتهت تقريبًا أعمال البناء المتعلقة بكأس العالم، وأن الكثيرين من العمال الذين ساعدوا في بناء البنية التحتية لكأس العالم لم يستفيدوا من الإصلاحات وآليات التعويض.

زار الصحافي شفيق العلم، مدير مكتب وكالة فرانس برس في دكا، بعض البنجلادشيين الذين عملوا في بناء الملاعب في قطر، حيث روى قصة أحد العمال، أتيار، على فيسبوك:

Atiar is one of the thousands of workers who made the stadium but were not paid their dues. . . . Atiar wants you not to watch the matches, for he is sure that these stadiums are made on the blood of the migrant workers. “Watching the matches will be a betrayal of our blood. Every stone and every brick in the stadium is stained with our blood and sweat. And yet, many of us were not paid a single rial. We worked under 55 degrees celsius scorching sun. We went without food for days. We spent nights on the beaches. Yet, the authorities did not find out who among us was paid for work. When we staged protests, they sent police to go after the organisers.

أتيار أحد آلاف العمال الذين بنوا الملاعب دون الحصول على بدل أتعابهم… يريد أتيار من الناس عدم مشاهدة المباريات، لأنه متأكد أن هذه الملاعب بُنيت على دماء العمال المهاجرين. ستكون مشاهدة المباريات خيانة لدمائنا. كل حجر وكل لبنة في الملعب ملطخة بدمائنا وعرقنا. مع ذلك، لم يتقاضَ عدد كبير منا ريالًا واحدًا. لقد عملنا في حرارة 55 درجة مئوية تحت أشعة الشمس الحارقة، ولم نحصل على طعام لأيام، وأمضينا الليالي على الشطآن. مع ذلك، لم تعرف السلطات من منا تقاضى أجرًا مقابل عمله. عندما نظمنا المظاهرات أرسلوا الشرطة لملاحقة المنظمين.”

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.