لاعب كرة القدم البرازيلي فينسيوس جونيور يدفع ثمن تحدثه ضد الهجمات العنصرية

فيني جونيور خلال مؤتمر صحفي يوم 25 مارس/آذار 2024 | الصورة: لقطة شاشة لقناة الاتحاد البرازيلي على يوتيوب. استخدام عادل.

عشية المباراة الودية بين إسبانيا والبرازيل، التي أقيمت في مدريد يوم 26 مارس/آذار، جلس لاعب كرة القدم الوطني البرازيلي فينيسيوس جونيور (فينيسيوس خوسيه بايكساو دي أوليفيرا جونيور) بمفرده على الطاولة للرد على غرفة مزدحمة بالصحفيين. كانت جميع الأسئلة الموجهة تدور حول الاعتداءات العنصرية المتكررة التي يتعرض لها منذ أكثر من عامين أثناء لعبه لنادي ريال مدريد الإسباني.

بعد سبع دقائق من المؤتمر الصحفي، بدا صوت فيني يخبو قليلًا أثناء إجابته عن الهجمات. قال: “أشعر بالحزن كل يوم، وقلة رغبتي في لعب في كل مرة، لكنني سأواصل القتال”.

بعد دقائق قليلة، عندما ظل الحديث يدور حول كيفية وقوف الشاب البالغ من العمر 23 عامًا ضد العنصرية، انفجر في البكاء، وانقطع البث المباشر لفترة وجيزة. عندما عاد صفق له الصحفيون الموجودون في الغرفة.

مع ذلك، في المؤتمر، فينيسيوس جونيور؛ قال إنه في كل مرة يتحدث عن قضية ما، تتزايد التصريحات العنصرية ضده.

A cada denúncia, cada vez mais me insultam, porque pensam que eu estou contra a Espanha. Não estou contra a Espanha, estou contra todos os racistas que tem no mundo, seja brasileiro, seja de toda parte. Estou contra todos eles e quero igualdade para todos nós.

كل إدانة، كل مرة أشعر بالمهانة، لأنهم يعتقدون أنني ضد إسبانيا. لست ضد إسبانيا، بل ضد جميع العنصريين في العالم، إن كانوا برازيليون، أو في أي مكان. أنا ضدهم جميعًا وأريد المساواة لنا جميعًا.

قوبلت دموعه بردود فعل متباينة. على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفها البعض بأنها “دموع التماسيح”. سخر آخرون من أنها كانت مشهدًا مسرحيًا لفيلم وثائقي من نيتفليكس يُقال إنه يصوره – في فبراير/شباط، منع فالنسيا فريق الإنتاج من التصوير خلال مباراتهم ضد ريال مدريد.

في قناة سبورتف البرازيلية، قال الصحفي لويز تيكسيرا، رجل من أصول أفريقية، إنه يشعر بالمهانة، وانتقد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لترك فينيسيوس بمفرده في المؤتمر. بالنسبة إلى تيكسيرا، تم استخدام اللاعب كنوع من الستار الدخاني:

Para mim ficou claro que o Vinicius ali, aquele fundo preto e um monte de gente aplaudindo o choro de um jogador, a dor de um jogador, é a comercialização da dor, do racismo, de todo o sofrimento que ele passou, e não duvido amanhã ele ser chamado de macaco por um dos torcedores no Santiago Bernabéu.

بالنسبة لي، من الواضح جدًا أن فينيسيوس هناك، بتلك الخلفية السوداء والكثير من الناس يصفقون لبكاء اللاعب، وألم لاعب، هذا تسويق للألم، والعنصرية، والمعاناة بأكملها التي تحملها، وأنا لا أشك في ذلك غدًا سيطلق عليه أحد المشجعين لقب القرد في سانتياغو برنابيو [الملعب الذي أقيمت فيه المباراة وموطن ريال مدريد].

الجدول الزمني للحالات

يشير الجدول الزمني الذي نشرته وكالة الأخبار الرياضية Globo Esporte (GE) العام الماضي إلى أن فيني عانى من العنصرية أثناء اللعب في البرازيل، لكن الأمر أصبح أكثر ثباتًا بعد انتقاله إلى إسبانيا.

مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2021، استنكر الدوري الإسباني لكرة القدم، مشجعي نادي برشلونة بسبب إهانات عنصرية ضد اللاعب خلال المباراة الكلاسيكية المحلية ضد ريال مدريد. لم يتم التعرف على الجناة مطلقًا، وتم حفظ القضية في الأرشيف.

منذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن حالات تتعلق بمشجعين من مايوركا وبلد الوليد وبيتيس وأوساسونا. في يناير/كانون الثاني 2023، تم تعليق دمية ترتدي قميص فيني من رقبتها على جسر من قبل مشجعي أتلتيكو مدريد. في مايو/أيار 2023، أشار فيني إلى جماهير فالنسيا الذين كانوا يطلقون عليه لقب “القرد” خلال المباراة؛ وأدى ذلك إلى قتال فيما بعد وطرده من الميدان.

جعلت هذه الحادثة من ريال مدريد وشخصيات مثل الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا يتحدثون لدعم اللاعب، وتم معاقبة النادي.

كتب على موقع X (تويتر سابقًا) بعد مباراة ضد فالنسيا في عام 2024:

“النضال مستمر”.

في وقت ما، خلال المؤتمر الصحفي، سأل أحد مراسلي رويترز فيني جونيور عما كان أكثر إحباطًا بالنسبة له فيما يتعلق بالموقف، مذكرًا أنه في الأسبوع السابق تم تصوير أحد المشجعين خارج ملعب أتلتيكو مدريد وهو يصفه “بالشمبانزي”. أجاب:

Se a gente começar a punir, não que eles vão mudar o pensamento deles, mas eles vão ficar com medo de falar, seja nos estádios, onde tem câmeras. E que eles possam também educar seus filhos, porque muitas vezes aqui tem crianças me xingando, e eu não culpo a criança, porque eles não entendem ainda. Na idade deles, eu também não entendia o racismo.

إذا بدأنا بالعقاب، فإن هؤلاء الناس لن يغيروا أفكارهم، لكنهم سيخافون من قول ذلك بصوت عالٍ، في الملاعب، أينما توجد الكاميرات. سيكونون قادرين على تعليم أطفالهم أيضًا، لأنه في كثير من الأحيان يوجد أطفال يشتمونني. أنا لا ألوم الطفل، لأنهم لم يفهموا بعد. في سنهم، لم أكن أفهم العنصرية أيضًا.

التفاعلات

تحدث فيني أيضًا عن دراسة قضية مكافحة العنصرية والنضال، وذكر الملاكم والناشط الأمريكي الشهير محمد علي في وقت ما. قال إن مواجهة العنصرية أمر مثير للغضب، لكنه سيواصل القيام بذلك حتى لا يضطر شقيقه البالغ من العمر خمس سنوات إلى ذلك، وكذلك الأشخاص الذين يتبعونه.

في وقت سابق من شهر فبراير/شباط، التقى فيني مع لاعب اتحاد كرة القدم الأميركي السابق كولين كوبرنيك، الذي واجه أيضًا العنصرية في رياضته، وأصبح معروفًا بلفتة “الركوع”. في العام الماضي، وافقت ريو دي جانيرو على قانون يحمل اسم فيني لمكافحة العنصرية. في الأحداث الرياضية – العنصرية هي بالفعل جريمة في التشريع البرازيلي.

“نحن بحاجة للمساواة، بحاجة لعالم يستطيع فيه الجميع، بغض النظر عن اللون، تحقيق أعلى إمكاناتهم.” شكرًا لك فيني جونيور وكوبرنيك على تمهيد الطريق لعالم أكثر عدلاً وشمولاً. دعونا نحارب العنصرية معًا!

كما هو الحال مع العديد من وسائل الإعلام الإسبانية ووسائل التواصل الاجتماعي، سخر حارس المرمى من الباراغواي المتقاعد خوسيه لويس تشيلافيرت من رد فعل فيني:

رسالة خوسيه لويس تشيلافرت ردًا على بكاء فينيسيوس جونيور في مؤتمر صحفي بسبب العنصرية. “خبز وسيرك. أول من أهان منافسيه وهاجمهم، كرة القدم للرجال.”

علق ريو فرديناند، لاعب مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا السابق، على تويتر:

هل أسبانيا دولة عنصرية؟؟؟
لا أعرف لأنني لا أعيش هناك لأعرف أو أرى تلك التجربة. لكني أعلم أن هناك عنصرية في الملاعب هناك ويبدو أنها مقبولة من قبل السلطات لسبب ما؟؟؟ رؤية شاب ينهار في مؤتمر صحفي مثل فيني جونيور …

قام الكاتب الأسباني مانويل جابوا بتحليل في برنامَج إذاعي:

اللاعب الأسود البالغ من العمر 22 عامًا، والملقب بالقرد في كل ملعب، ليس نجمًا مليونيرًا من المنتخب البرازيلي أو ريال مدريد. إنه فتى يبلغ من العمر 22 عامًا مكروه لكونه أسود، سواء كان يلعب كرة القدم أو يوصل طرود أمازون.

انتهت المباراة الودية بين إسبانيا والبرازيل بالتعادل 3-3. تم الترويج لهذا الحدث باعتباره عملًا ضد العنصرية، حيث تم تزيين ملعب سانتياغو برنابيو بعبارة “جلد واحد فقط، هوية واحدة فقط”.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.